&
&انقرة - قال رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد في انقرة ان مطالبة اسرائيل بالوقف التام للعنف قبل اي
شارون واجاويد خلال المؤتمر الصحفي
&استئناف للمفاوضات مع الفلسطينيين هو مطلب "غير واقعي". واكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء اسرائيل ارييل شارون ان "مطلب (اسرائيل) الوقف التام للعنف غير واقعي". اضاف "ينبغي من جهة محاربة الارهاب ومن جهة ثانية اعادة احياء عملية السلام".
&تابع قائلا "اشتراط الوقف التام للعنف مسبقا يصب في خانة مناهضي السلام الذين سيواصلون العنف لمنع التوصل الى اتفاق (سلام) بين الاسرائيليين والفلسطينيين الى الابد".
&اما شارون فظل متمسكا بموقفه. واوضح "اود التوصل الى السلام في اسرع وقت ممكن وانا مستعد لتقديم تنازلات مؤلمة من اجل ذلك لكنني غير مستعد لاي مساومة حين يتعلق الامر بامن اسرائيل وبامن مواطنيها". وتابع "سوف نتصرف (حيال الارهاب) كما كانت ستتصرف تركيا لو كانت مكاننا. ان الشرط المسبق لبدء مفاوضات هو الوقف الكامل للارهاب والعنف والتحريض على العنف".
&وقال ان "حوالي 50% من الاعمال الارهابية التي ترتكب ضد اسرائيل هي من فعل قوى فلسطينية خاضعة لسلطة (الرئيس ياسر) عرفات وهو مدعو للاختيار اما ان يكون رئيس دولة واما ان يكون رئيس عصابة من القتلة".
&واشار رئيس الوزراء الاسرائيلي الى انه طلب من الولايات المتحدة ادراج "التنظيم" و"لجان المقاومة الشعبية" التي انشئت بعيد اندلاع الانتفاضة في 28 ايلول(سبتمبر) على لائحة المنظمات الارهابية.
&وكان امين سر حركة فتح (بزعامة عرفات) في الضفة الغربية مروان البرغوثي اعلن في 10 تشرين الاول(اكتوبر) انشاء هاتين اللجنتين.
&كذلك دافع شارون عن سياسة تصفية الناشطين الفلسطينيين. وقال "ان كان انتحاري (فلسطيني) متوجها الى اسرائيل لارتكاب اعتداء فيها فلن ندعه يحقق مأربه" معتبرا ان ديموقراطيات مثل تركيا والولايات المتحدة سوف تتصرف بالطريقة ذاتها لو واجهت الظروف التي تواجهها اسرائيل.
&واضاف "ان الاستقرار في المنطقة يهمنا كثيرا لذلك ناخذ جميع التدابير لتجنب تصعيد العنف ونشوب حرب. لن تكون هناك حرب. لكن الاستقرار في المنطقة لن يكون ثمنه حياة مواطني اسرائيل".
&ولم يتردد شارون في ان يؤكد مرة جديدة في قلب انقرة عاصمة دولة اسلامية قوية بالرغم من اعتناقها العلمانية ان "القدس واحدة لا تتجزأ وهي العاصمة الابدية لاسرائيل وفي وسطها جبل الهيكل (...) اقدس مواقع الشعب اليهودي".
&وبحسب الرواية اليهودية فان الحرم القدسي الذي يضم ثالث المواقع الاسلامية المقدسة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة يقوم في موقع الهيكل اليهودي الثاني الذي هدمه الرومان في العام 70.
&وكانت مجموعة من المتطرفين اليهود اعلنت مؤخرا وضعت رمزيا حجر الاساس لاعادة بناء هذا الهيكل ما ادى الى حوادث عنيفة حول هذه المواقع المقدسة اثارت موجة غضب واستنكار في الدول الاسلامية.
وقامت الشرطة التركية اليوم بتوقيف 40 شخصا كانوا يحتجون على زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى تركيا وطلب متظاهرون في انقرة الغاء اتفاقات ثنائية وفق ما افادت وكالة انباء الاناضول.
&وتجمع عدد من الطلاب في حديقة حي بكركوي الواقع على الضفة الاوروبية من مدينة اسطنبول لاصدار بيان ورددوا شعارات مناهضة لاسرائيل والولايات المتحدة. وقام رجال الشرطة بتوقيفهم عندما رفض المتظاهرون ان يتفرقوا حسبما اضافت الوكالة.
&وفي العاصمة انقرة ندد ناشطون من حزب صغير من اليسار المتطرف ونقابتين بزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي وطالبوا بالغاء الاتفاقات الثنائية المبرمة بين تركيا والدولة العبرية. وانتهى التجمع بدون عنف وبدون تدخل رجال الشرطة.
&وتم تعزيز التدابير الامنية في العاصمة وفي اسطنبول بعد توقيف 131 متظاهرا اسلاميا الثلاثاء كانوا يحتجون على سياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين.
ووصل رئيس الوزراء الاسرائيلي اليوم الى انقرة في زيارة لتركيا تستغرق يوما واحدا وتهدف الى تعزيز العلاقات الثنائية التي يخشى ان تتاثر سلبا بالتصعيد الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية.
&وفرش السجاد الاحمر لاستقبال شارون ووفده في مطار انقرة التي كلفت المسؤول الثاني في وزارة الخارجية ايغور زيال باستقباله.
&ونفت مصادر دبلوماسية تدني مستوى لجنة استقبال شارون مؤكدة ان هذه التشريفات تلائم زيارات العمل المماثلة.
&وللمرة الاولى، تم التعبير عن مشاعر مناهضة لاسرائيل في تركيا عشية زيارة شارون، حيث انتقدت الصحف مد انقرة يدها الى زعيم اسرائيلي مثير للجدل في حين وجهت الاسرة الدولية انتقادات شديدة اللهجة لاسرائيل بسبب تصعيد ضرباتها ضد الفلسطينيين.
&ولا شك ان الوضع في الاراضي الفلسطينية سيطغى على مباحثات شارون مع رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد ووزير الخارجية اسماعيل جيم والرئيس احمد نجدت سيزر.
&وقالت وزيرة التعاون الاقليمي الاسرائيلية تزيبي ليفني في انقرة ان الزيارة تعقد في ظل "وضع حساس بسبب النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، والوضع الصعب لتركيا". وقالت ليفني انه "بالاضافة الى المشاريع الثنائية في مجال المياه والطاقة والغاز، سنبحث في تطوير برامج متعددة الاطراف في مجالات مختلفة تتطلب اشراك الفلسطينيين والاردنيين". واضافت "بهذه الطريقة ستكون مشاركة تركيا اسهل".
&وتركيا، البلد العلماني الذي يدين معظم سكانه بالاسلام، هي الحليف الرئيسي لاسرائيل في المنطقة منذ كانون الثاني(يناير) 1996 اثر توقيع اتفاق تعاون عسكري بينهما اثار غضب الدول العربية وايران.
&لكن تركيا التي تدعم ايضا مطالب الفلسطينيين لاقامة دولة مستقلة وتقيم علاقات دبلوماسية وثيقة معهم اعربت عن استيائها مرارا في الاونة الاخيرة ازاء تمادي اسرائيل في استخدام القوة ضد الفلسطينيين، ولا سيما اثر الهجوم على مبنى سكني في نابلس، شمال الضفة الغربية، اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص بينهم طفلان.
& وكانت تركيا اول بلد اعترف بالدولة الفلسطينية عندما اعلن ياسر عرفات قيامها خلال اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في 1988. (ا ف ب)
&