تحية لإيلاف

ـ1ـ
حرية الصمت. هذه وضعية لم تكن متوفرة للمواطن العربي قبل عقدين من الزمن.
حرية الصمت وممنوع عليك الكلام..مطلوب منك الزعيق..إن تلغي صوتك في ضجيج الهتف وتنتظر هبات الوالي.
حرية الصمت..لازال في بلاد العرب من يحارب من أجل أن يصمت..!
لايريد أن يشارك في كرنفال بات مارق على الزمن والتاريخ..كرنفال الصوت المهرجاني لهزائم النظام العربي الرسمي.
الصمت تواطئ..لكن الكحل أحسن من العمى..كما يقول المثل الشعبي.
ـ2ـ
بعد الثورة المعلوماتية والتي لم تدخل بعد قوانينها إلى العالم العربي عموما..أصبحنا نجد أن عرب المهجر يتمتعون بقوانين [ النت ] في العالم الغربي..مطلق عبور بلا حدود..عابر لكل الآفاق..وهكذا تحاول إيلاف أن تكون مطلق عبور بلاحدود..في تنوعها.. ومساحة الحرية الموجودة فيها..فهل ستبقى صوتا لبعض من لاصوت لهم؟
ـ3ـ
إيلاف وغيرها من المواقع كسرت جدار الصمت العربي..ولهذا نحن نوجه تحيتنا لإيلاف..
ـ4ـ
ما يعجبني في إيلاف أيضا أنني أتابع مجريات الفن العربي بزعامته اللبنانية ـ أو ما يقول عنه بعض الكتاب الملتزمين الفن الهابط..لأنه ببساطة يترافق مع نشيد العري..كما يترافق مع الكلمة المباشرة والتي بلا أيحاءات وجدانية..هكذا تصل إلى حسية السامع والمشاهد مباشرة.. وحسيته التي اعتاشت على كبت عمره قرون طويلة..حتى باتت في الطبقات الأعمق للنفس العربية والإسلامية عموما..
هذا النشيد المكبل في العالم العربي.. وليس نحن من دعاة أو عدم دعاة العري بل نحن نرى أننا في سوق عنوانه الربحية والمنافسة الشرسة أحيانا وهذه هي مقتضيات السوق..
علينا أن ندافع عن إيلاف لأنها تنقل ببساطة أخبار هذا السوق ومجانا ومباشرة بلا رقيب بالمعنى النسبي للعبارة وهذا هو جوهر [ النت ]..
ـ5ـ
وأخيرا والأهم أنها تنقل لنا دوما أخبار الزعماء العرب..لكثرة أفضالهم على شعوبهم..يجب أن تنقل إيلاف هذه الأخبار..
حمدا لله..دم عربي ثمين.. سجون فارغة.. بلاد لا أحد فيها جائع.. ولا وجود لمشتك على باب أي حاكم عربي..
وإيلاف تنقل.. وهذا يكفيها..

غسان المفلح