التقرير الأخير الذي نشرته وكالة اللأجئيين التابعة للأمم المتحدة عن اللأجئيين العراقيين خطير للغاية، رغم كم المعلومات الذي ورد في التقرير الا انه مازال بعيدا جدا في وصف كل ما يعانيه ملايين العراقيين الهاربيين من العنف الى الدول المجاورة والذين يتمركزون في بضع بلدان مجاورة وخاصة سوريا والأردن.
من ضمن ما كشفه التقرير ان هجرة العراقيين للسنة الفائتة كانت الأعلى في التاريخ المعاصر، وبمعدلات فاقت المائة الف شخص شهريا. التقرير تحدث بأستيحاء عن مشاكل للعراقيين اللأجئيين مع حكومات وناس دولتيين الأردن وسوريا.
التقرير بالطبع لم يشا ان يدخل في تفاصيل كثيرة وجدية عن تصاعد مشاعر الكره العلنية داخل تلك الدولتيين تجاه العراقيين. هذه المشاعر التي لم تعد تخجل احدا بالحديث عنها علنا وبكل وقاحة.
الزائر الآن لاي من الدول المجاورة يلاحظ مباشرة نبرات الكراهية الدفينة للعراقيين القادميين والذين سوف يسرقون قوت شعوب المنطقة!، هكذا وبكل بساطة يخبرك سائق التاكسي في دولة عربية مسلمة وجارة ان العراقيين خربوا بيتنا!! وبعد أن تسال كيف خرب العراقيون بيتك لا تسمع الا شكاوي الرزق الأزلية.
الحكومات العربية البارعة في تحميل أخطائها التاريخية على الآخر نجحت في تنسيق حملات أعلامية منظمة مفادها ان العراقيين هم سبب تردي الحالة الأقتصادية في سوريا والأردن. طبعا لا يمكن احد يتحدى مسلمات الشارع العربي ويتسائل عن الفائدة التي جناها الاقتصاد السوري والأردني من وجود مئات الشركات العراقية ورؤؤس الأموال الكبيرة، لن يقدر احد ان يتجرأ ويسأل اذا كان العراقي قد كبد الخزينة السورية او الأردنية فلسا واحدا!!
العراقي الهارب والذي ربما نجح في بيع بيته في بغداد والموصل والباحث عن مكان آمن لنفسه واهله لم يقف الى الآن على ابواب الأحسان العربي، ليس لانه البطل الاشوري(كما يصوره البعض) لكنه وبكل بساطة لا يوجد اي باب للاجسان في دول الجوار، العراقي الهارب بماله او الهارب بدونه سوف يتكل على عائلة تعيش بعيدا في اوربا او امريكا او على مؤسسات غربية مسيحية لكي يعيش زمنا ما قبل ان يسافر ويلتحق بملايين العراقيين الالجئيين في اوربا والعالم المتحضر!
الكره والحساسية ازدادا بصورة لافتة بعد أعدام صدام حسين وبعد السيرك الأعلامي الذي أقامته بعض وسائل الأعلام العربية التي صورت الأعدام بمثابة أنتقام شخصي من طوائف معينة في العراق ضد طوائف اخرى يملثها وياللعجب الدكتاتور البعثي!!
ينقل بعض القادميين من بعض الدول المجاورة ان العراقيين يسمعون يوميا شتائم تخصهم وتخص طوائفهم لكنهم وبسبب ما يجري في العراق لا يملكون القوة على الرد على تلك الشتائم او الدفاع عن أنفسهم خوفا من الأبعاد الذي يجري لاسباب تافهة وبطرق متوحشة.
مع كل ما يجري في العراق والدول المحيطة به الم يحن الوقت بالتفكير بمكان مؤقت لحل مؤقت للهاربيين من الموت في العراق؟
مكان لا يحاسب العراقيون فيه على دينهم وقومياتهم وطوائفهم، هذا المكان لن يتوفر بالتأكيد في الدول العربية المسلمة المحيطة التي توجه الطائفية او الأفكار القومية سياساتها.
مع كل هذا تبدو اسرائيل مكانا مثاليا لتجمع العراقيين سنة واكراد وشيعة ( اعتذر عن ذكر الشيعة والاكراد ولكني مجبر لأنهم و للاسف يشكلون 80 بالمئة من العراقيين!!!)
أسرائيل تبقى بالنهاية دولة جارة تضم برلمانا منتخبا وصحافة مستقلة وجمعيات خيرية وتملك ايضا تاريخ من القمع والهروب الذي عانوه اليهود في تاريخهم الطويل.اسرائيل هي ايضا يهود العراق والمشرق واليهود الطيبون حملة جوائز نوبل والكثيرين البعيديين عن السياسة المتشددة للدولة الاسرائيلية مع الفلسطنيين.
اذا وافقت اسرائيل على الاستقبال المؤقت لمئات الألاف من اللاجئين العراقيين فسوف تساهم في حل مشكلة انسانية غاية في الخطورة الامر الذي سوف يمنحها سجلا جديدا داخل المنطقة وقد يساهم في حل جزء من خلافات المنطقة العميقة.
أعرف ان من الصعب ان يتم الحديث الآن عن اشراك اسرائيل في خطوة انسانية تخص العراقيين مثلا بسبب موروثات بغيضة لكن الم يحن الوقت الآن للتفكير في أعداء العراق الحقيقيين؟
من هم أعداء العراق؟
هل هم الاسرائليين ام علماء الدين الذين يفتون منذ اسابيع بكل الفتاوي القاتله بحق الشيعة مثلا؟
من هم أعداء العراق حقا؟
هل هم الاسرائليون ام الارهابيون الذين قاموا مثلا بضرب طفل ضريع من مدينة الحلة بنخلة وامام امه ووالده قبل ان يقوموا بأغتصاب الأم وقتلها وأكملو جهادهم الرباني بقتل الاب ( الحادثة حدثت قبل 16 يوم ومسجلة في شرطة مدينة بابل حيث ذكر احد الشهود ان الارهابيون قاموا بترديد شعارات طائفية اثناء ساعة الموت تلك)
من هم أعداء العراق؟
الاسرائليون ام الذين تركوا نائحة في كل بيت في العراق الآن؟
أمجد هادي
التعليقات