أسامة مهدي من لندن : بحث رئيس الوزراء البلغاري سيرجي ستانيتشيف علاقات بلاده ووسائل تطويرها في بغداد اليوم مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني حيث تم التركيز على التعاون العسكري والمساهمة في اعادة اعمار العراق .
واكد المالكي خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء البلغاري ان العراق يحارب الإرهاب نيابة عن العالم المتحضر وقال ان الاجراءات التي تتبعها الحكومة في حربها ضد الإرهاب تتجاوز تحقيق الأهداف العسكرية الى السعي لتحقيق تقدم في المجالات السياسية والاقتصادية والإستثمارية والخدمات .
واضاف قائلا quot;نتقدم بالشكر لموقف الحكومة البلغارية الداعم للعراق من أجل تحقيق الديمقراطية وتطوير القدرات الأمنية للجيش العراقي بالشكل الذي يسمح لأصدقائنا من الجنود البلغار في البدء بالمغادرة والعودة لأوطانهم ، كما دعا بلغاريا للمشاركة في مؤتمرالعهد الدولي حول العراق المؤمل عقده بداية العام المقبل .
من جانبه جدد رئيس وزراء بلغاريا دعم بلاده للعملية السياسية ولجهود حكومة الوحدة الوطنية في بسط الأمن وتحقيق المصالحة الوطنية , مؤكداً رغبة حكومته مساعدة العراق من خلال العهد الدولي وخارج هذا الاطار . وتلقى المالكي دعوة رسمية لزيارة بلغاريا ووعد بتلبيتها في أقرب وقت ممكن .
.. واجتماع مع طالباني
وخلال اجتماع المسؤول البلغاري مع الرئيس العراق عبر طالباني عن شكره للحكومة البلغارية لمساعدتها في تحرير العراق .. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ستانيتشيف quot;قدمنا إلى رئيس الوزراء البلغاري موجزاً عن الوضع في العراق، و تمنينا تطوير العلاقات مع بلغاريا في كافة المجالات بما فيها العسكرية، كما تبادلنا الآراء حول المسائل المطروحةquot; مؤكداً عمق علاقات الصداقة بين البلدين.
ومن جهته اكد المسؤول البلغاري أن هدف البلدين واحد و هو رؤية عراق آمن متحد و ديمقراطي و قال quot;إن وجود وفدنا الحكومي في بغداد، برهان على دعمنا السياسي للقوى الديمقراطية في بلدكم و سعيها لبسط الأمن و الاستقرار، إنها لحظات حاسمة في بلدكم و أن مستقبل العراق بين أيديكمquot;. وشدد على أن القوات المتعددة الجنسيات موجودة في العراق لتقديم المساعدة و لا يمكن لها أن تحل محل الإرادة السياسية العراقية . واضاف quot; إن ما سمعته من الرئيس طالباني بشأن السعي الدؤوب للقوى الديمقراطية في العراق لإنقاذ البلاد كان مشجعاً، و انه من الضروري أن يصطف المعتدلون من الشيعة و السنة و الأكراد، ليعزلوا المتطرفينquot;.
وأبدى رئيس الوزراء البلغاري رغبة بلاده باستمرار التعاون مع العراق مشيراً إلى أن بلغاريا استقبلت في السابق الآلاف من الطلبة العراقيين وهي الآن تمنح الزمالات الدراسية للمؤسسات العلمية العراقية، و كذلك تعمل على تدريب ضباط من الجيش العراقي . واوضح أن هناك تعاوناً اقتصادياً سيكون بين البلدين في المستقبل.
ورداً على سؤال جدد الرئيس طالباني اعتراضاته على تقرير بيكر- هاملتون وأكد أن المجلس السياسي للأمن الوطني قرر تشكيل لجنة لدراسة التقرير إضافة إلى مناقشته من قبل لجان في مجلس النواب . وأوضح قائلاً quot;لقد اعترضنا على 7 نقاط في التقرير وهي التي تمس الدستور العراقي والاستقلال الوطني والانجازات التي حققها العراقيون بما فيها إجراء ثلاثة انتخابات تمخض عنها تشكيل مجلس النواب و الحكومة و مجلس الرئاسة . وقال quot;كذلك اعترضنا على وضع ضباط أجانب في كل وحدة من وحدات الجيش العراقي واعترضنا أيضاً على موضوعي التدخل الخارجي و البعثيين الصداميين. نحن نقبل المساعدة لكن القرار سيكون بيد الشعب، و أنا عند انتخابي رئيساً للجمهورية، أقسمت أن أصون الدستور و أحافظ عليهquot;.
و فيما يتعلق بالمادة (140) من الدستور العراقي فيما يخص كركوك أكد طالباني قائلا quot; أن اعتراضنا على ما جاء بشأنها في تقرير بيكر- هاملتون سببه أن هذه المادة دستورية و لا نستطيع أن نتجاهلها وأن مجلس النواب العراقي هو صاحب الحق في أي تعديل بعد الاستفتاء، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود جوانب ايجابية في التقريرquot;.
.. واجتماع مع المشهداني
واجتمع المشهداني ايضا مع رئيس وزراء بلغاريا حيث بحثا العلاقات التأريخية بين شعبي البلدين واهمية تطويرها في المجالات كافة وبما يحقق مصلحة الشعبين الصديقين كما قال بيان من المجلس الى quot;ايلافquot;.
واكد ستانيش استعداد ورغبة بلاده بتعزيز العلاقات مع العراق وتبادل الخبرات البرلمانية مبينا اهمية العراق الاقليمية والدولية. وتمنى الاستقرار والازدهار للشعب العراقي لما لذلك من اثر ايجابي على امن وتطور المنطقة برمتها.
ومن جانبه اوضح المشهداني اهمية دعم ومساعدة المجتمع الدولي للشعب العراقي للخروج من محنته الحالية واستعادة مكانته الطبيعية في الاسرة الدولية معربا عن حرصه على تطوير وتعزيز العلاقات البرلمانية مع البرلمان البلغاري الصديق.
من جانب اخر اجتمع المشهداني مع ممثل الاتحاد الاوربي لدى العراق ايلكا اوستي تالو ومساعده ادورد لبحث دور الاتحاد الاوربي في مساعدة الشعب العراقي لتجاوز الظروف الاستثنائية التي يمر بها وتعزيز التجربة الديمقراطية الناشئة في العراق.
واشارالمشهداني الى اهمية دور الاتحاد في العراق لما تمتلكه دوله من امكانيات اقتصادية وعلمية كبيرة وتجربة ثرية وطويلة في المجال الديمقراطي وبناء المؤسسات الدستورية مستعرضا مراحل العملية السياسية العراقية وطبيعة الحياة البرلمانية وتطورها. وجدد تالو دعم الاتحاد الاوربي للشعب العراقي ومساعدته في مختلف المجالات ومساندته لمجلس النواب ورفده بالخبرات اللازمة التي تسهم في اغناء التجربة البرلمانية العراقية.
التعليقات