أسامة مهدي من لندن : دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المملكة العربية السعودية الى دعم حكومته بجميع اطرافها الشيعية والسنية واشار الىأن الرئيس الاميركي جورج بوش اكد له اليوم ان توصيات لجنة بيكر بشأن العراق لن تؤثر على الوجود الأميركي فيه بينما اكد البلدان في بيان مشترك عزمهما على ملاحقة مسببي العنف الطائفي في البلاد .وقال المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد عقب عودته إليها من عمان ظهر اليوم حيث التقى بوش والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني انه يتطلع الى مساعدة السعودية لحكومته وتشكيلتها المكونة من الشيعة والسنة .

واضاف ردا على مقال لمسؤول سعودي بأن المملكة ستدافع عن السنة اذا انسحبت القوات الاميركية من العراق ونشبت فيه حرب اهلية انه على اتصال بالمسؤولين السعوديين وأنه لا يعتقدأن هذا الرأي يعبر عن موقفهم الرسمي واشار الى أن القول بدعم الشيعة وحدهم او السنة وحدهم امر سيزيد من الاحتقان الطائفي . وحذر من أن هذا الاحتقان سيؤثر على جميع الدول المحيطة بالعراق وشدد بالقول إن العراق لايسمح بتبني دول او اطراف خارجية لطوائف عراقية لان جميع العراقيين اخوة متحابون لا فرق بين طوائفهم وقومياتهم .

وكان نواف عبيد المستشار الأمني للحكومة السعودية قد حذر في مقال امس في صحيفة واشنطن بوست من أن أي انسحاب عاجل للقوات الأميركية من العراق سيدفع المملكة إلى التدخل بشكل واسع لمصلحة السنة.

وأكد أن المملكة ستسعى للحيلولة دون قيام الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بقتل المسلمين السنة في العراق في حالة بدء انسحاب الولايات المتحدة من هناك. وأشار الى أن القيادة السعودية تستعد لمراجعة سياستها بشأن العراق للتعامل مع تداعيات انسحاب أميركي محتمل موضحا أنها تدرس خيارات تتضمن إغراق سوق النفط لإحداث خفض هائل في الأسعار بغية الحد من قدرة إيران على تمويل الميليشيات الشيعية في العراق.

وقال عبيد إن السعودية تدرك أن تدخلها في العراق يحمل مخاطر كبيرة حيث يمكنه إثارة حرب إقليمية إلا أنه أكد أن عواقب عدم التدخل أسوأ بكثير.وأضاف أن غض الطرف عن قتل السنة العراقيين سيكون نبذا للمبادئ التي قامت عليها المملكة، وسيقوض مصداقية السعودية في العالم السني. وأشار إلى أن المملكة وخلال الأشهر الماضية خضعت لضغوط متزايدة من جانب قيادات عشائرية دينية وعراقية بارزة، بالإضافة إلى مطالبة قادة مصر والأردن ودول عربية وإسلامية أخرى بتسليح وتمويل السنة في العراق.

وقال المالكي ان الرئيس الاميركي اكد له ان توصيات لجنة بيكر حول العراق التي يعتقد انها ستوصي بانسحاب تدريجي من العراق ابتداء من مطلع العام المقبل لن تؤثرفي الوجود الاميركي في العراق . وقال ان بوش ابلغه استمرار الالتزام الاميركي بوحدة العراق وتحقيق الديمقراطية فيه وانه ليس هناك أي تراجع عن دعم العراقيين وتجربتهم الجديدة .

واوضح انه من جهته اكد لبوش تصميم حكومته على مواجهة جميع التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والوقوف بوجه الخارجين على القانون مهما كانت هوياتهم . وقال انه سيتم خلال المرحلة المقبلة تعزيز الامن في العاصمة بغداد لأن أمن العراق من أمنها .

وحول تعليق التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر لعضويتهفي مجلس النواب وله 30 عضوا فيه وفي الحكومة وله ستة وزراء فيها وتنفيذه للتعليق اليوم اوضح المالكي ان هناك شراكة سياسية مع التيار وان لهذه الشراكة التزامات .. لكنه اشار الى ان هذه الشراكة لا تلغي الإرادات السياسية . وقالإن هناك طريقًا آخر ليعبر به التيار الصدري عن مواقفه وذلك من خلال مجلس النواب والحكومة معربا عن امله في رجوع التيار عن قراره .

واضاف المالكي انه ابلغ بوش استعداد حكومته لاستلام الملف الامني وتسريع تسليم مسؤولية الفرق العسكرية العراقية الى العراقيين واشار الى انه وجد تجاوبا من الرئيس الاميركي لدعم القوات العراقية تجهيزا وتدريبا من اجل تمكين القوات الاجنبية من الانسحاب تدريجيا من العراق . وقال انه بحث مع العاهل الاردني تأكيد التعهدات الاردنية لمساعدة العراق امنيا ومراجعة الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة الموقعة سابقا . واشار الى أن الاوضاع الامنية في العراق لها اختلاطات مع المحيط الاقليمي وقال quot; لذلك لنا رغبة في التفاهم مع دول الجوار على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخليةquot; .

وعلى الصعيد نفسه اكد بوش والمالكي اليوم الخميس في بيان مشترك صدر في عمان أهمية ملاحقة جميع مثيري اعمال العنف في العراق مهما كانت انتماءاتهم الطائفية.

واكد بوش والمالكي في بيان مشترك اصدره البيت الابيض بعيد انتهاء مباحثاتهما انهما عازمان على ملاحقة الذين قاموا بشن الهجمات ضد الشيعة في مدينة الصدر في الثالث والعشرين من الشهر الحالي والتي اودت بحياة اكثر من 200 شخص بالاضافة الى ملاحقة اولئك الذين شنوا الهجمات الانتقامية ضد اهل السنة.

وقال البيان ان quot;رئيس الوزراء أكد تعهد حكومته تحقيق التقدم في جهود المصالحة الوطنية واهمية ان يقوم جميع العراقيين وجميع القوى السياسية العراقية بمحاربة العناصر المسؤولة عن اثارة اعمال العنف والتهديدquot;. واكد الزعيمان انهما عازمان على تقديم جميع اولئك الذين اختاروا العنف والإرهاب للعدالة ليأخذوا قصاصهم العادل وفق القانون العراقيquot;. وقالا quot;نحن متفقان على وجه الخصوص بضرورة اتخاد جميع الإجراءات الضرورية من اجل ملاحقة المسؤولين عن الهجمات الجبانة التي وقعت في الاسبوع الماضي في مدينة الصدر والقبض عليهم وتقديمهم للعدالةquot;. وتعهد المالكي في البيان بان تتم quot;محاسبة جميع المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بعد وقوع تفجيرات مدينة الصدرquot;.

وعبر بوش والمالكي عن إرادتهما في quot;الاسراع بنقل المسؤوليات الامنية الى الحكومة العراقية بالاضافة الى مجابهة الميليشيات وإدخال الاصلاحات في الوزارات العراقية التي تتولى الملف الامنيquot;.