أقيمت الأفراح والليالي الملاح بمناسبة فوز الشعب الفلسطيني بالسوبر السياسي والذي أقيم في مكة قبل أيام برعاية سعودية.

وتبادل أخيرا أبطال التنفيذية وفرسان حرس الرئاسة القبلات ليأخذ أطفالنا استراحة مستحقة بعد معاناة وخوف وطخ ودم وقرف أزلي..!!

وأنا شخصيا أمسك الخشب وأشعل البخور كل صباح لطرد عيون الحسد وأتمنى على الله ولا يكثر عليه أن يطول شهر العسل بين مشعل وعباس وبين دحلان وهنية ويتطور الحب بينهم إلى درجة الوله والتدله كما حدث بين قيس وليلى أو بين عروة بن حزام وعفراء ومن ثم نعيش في ظلهم الظليل و سعيهم العليل إلى ما شاء الله.

ولكن يا أيها الأحباب عودتنا الأيام أن الأماني غير الواقع

فهاهي صاحبة الصون والعفاف أمريكا المتحدثة الرسمية باسم إسرائيل ترفض الاتفاق وترفع عصا الشقاق وترفض أي حكومة وحدة وطنية ترى فيها خلقة هنية..حتى ولو لبس الدشداشة السعودية!!وبالتالي فقد رفعت الآنسة رايس للفلسطينيين الكارت الأحمر وقالت صراحة للجميع ودن مواربة أو مجاملة quot;هيلا هوب quot; وضربت كرسيا في الكلوب وأعلنت صراحة أو مواربة استمرار الحصار . ومن يعول على نزاهة الرباعية الدولية سيكتشف متأخرا للأسف أن العربة يقودها الحمار!!

لو ابتعدنا قليلا عن البيت الأبيض ودخلنا مع قليل من التحليل الموضوعي البيت الفلسطيني لوجدنا أن الحكومة الجديدة رغم اسمها الجميل ستولد برأسين كما قال التومرجي الغضبان عبد الباري عطوان : رأس فتحاوي ربما تتعامل معه أمريكا وأوروبا وإسرائيل ورأس حمساوي ستتعامل معه إيران وسوريا وقطر واليمن والسودانلان اتفاق مكة ربما قرب بين الأيدي والأحضان وبذر الابتسامات أمام الكاميرات ولكنه لم يقرب بين الرؤى والاستراتيجيات فما عند حماس يختلف في الطعم والنكهة عما عند فتح والعكس صحيح!!

أنا لن أصدق مع كل الاحترام للمتفائلين والورديين أن نرى يوما انصهار فتح وحماس في قالب سياسي واحد اللهم إذا استيقظنا في الغد لنري هنية يتمنطق بحزام دحلان ورأينا في وجه عباس لحية مشعل..!!

ولن أصدق أيضا أن يكون لدينا متسع من الوقت لكي تتحمس فتح أو تتفتح حماس!!

ولو سألني سائل عن القادم لقلت صراحة إني متشائل لأني أحس أنه لا تزال بين الهدوء والعاصفة قشرة رقيقة وأن النار قد تندلع في دقيقة إن لم يتفق الحكماء على قرار هام وينفذوه بقلب ورب ألا وهو وضع السلاح والمسلحين على اختلاف أنواعهم وتسمياتهم تحت سلطة واحدة وقيادة واحدة..!!

كما وأن على حماس أن تقتنع بترك أمور التعامل مع الفرنجة إلى فتح لربما تفك الحصار بينما هي تتولى معالجة أمر الرعية دون عكننة!!

وأتمنى من كل قلبي إلا نحتاج إلى مكة مرة أخرى ..حتى ولو تنازلنا مؤقتا عن أحلامنا وعن نصف الرغيف مقابل الإحساس فقط بالأمن والأمان فهما في الشارع لا يعادلهما شيء وطالما أن الإخوان اقتسموا الكعكة وارتضى كل منهم بنصيبه فنحن في أسعد حال بغض النظر عن زهد الجهاد وحرد الشعبية..!!

بقي أن نصلي صلاة مودع لكي يحفظ الله شعبنا من كل سوء وننتظر ما تأتي به الأخبار بأمل وحذر فلا نسرف في الأماني ولا نغالي في التشاؤم ،والله مع الصابرين .

توفيق الحاج