دون ذكر موقع الواقعة وإسم شخصيهما، أذكر لكم قصة تاريخية. معروفة ومشهورة. وأنا على يقين بمعرفة القراء دقائق تفاصيلها..
عندما قضى جند القائد ( الحق الخلوق ) على الجيش القائد ( الباطل الفاجر ).
لحق القائد ( الحق ) بقائد ( الباطل ) الذي كان يدرك سمو خلق خصمه وعدم قدرته على مجاراة قوته المتأتية من إيمانه غير المنافق لله كما كان أعداءه لذلك رمى سيفه جانباً وطرح صدره على الأرض بعد أن كشف عن عورته إيماناً منه بعفاف القائد الخلوق بغضه النظر عن رؤية ما كان خصومه يمارسونه بمن يتمكنون منه!!
صدق حدس القائد الفاجر وسلم من الفتك به بالسيف البتار للقائد الخلوق الذي إستنكف قتله وهو في تلك الوضعية المزرية، وتركه مع عورته بعد أن قال فيه ( قبح الله وجهك يا منافق )..
ما سبق كان من التاريخ. وأليكم القصة التالية التي حدثت في ثمانيات القرن الماضي..
دخل الراقص في الفرقة القومية العراقية (؟؟؟؟؟؟ ). الذي كان يؤدي خدمة الأحتياط في الجيش أثناء الحرب الطاحنة بين العراق وإيران إلى غرفة آمر وحدته. بعد التحية جرى الحوار التالي بينهما..
الضابط /.. ها إبني شتريد؟!. ( ماذا تريد يا ولدي )
الجندي /. سيدي أرجوك إتشيل إسمي من اللي راح إدزوهُم للجبهة.. ( أرجوك إحذف إسمي من قائمة الجنود المقرر إرسالهم لجبهة القتال )..
الضابط /. هذا مو زين إلك يا إبني. ( ذلك يسيء لك يا ولدي ).
الجندي / ليش. سيدي؟. ( لماذا )
الضابط /. تدري شنو لازم أكتب بالكونية مالتك إذا مارحت للجبهة؟ ( أتعلم ماذا عليَ أن أكتب في سجلك إذا رفضت الذهاب للقتال؟ )
الجندي /. شنو راح تكتب سيدي؟ ( ماذا ستكتب سيدي؟ )
الضابط /. أكتب. جبان ومتخاذل!
الجندي. بتعجب مصطنع / شنو سيدي؟ ( ماذا سيدي )
الضابط يكرر / جبان ومتخاذل!!
الجندي / سيدي. إكتب (!!!!!!!!!! ) و (!!!!!!!!!!!! ) أي ( سمسار وشاذ ). وشكو حجي موزين إكتب عني، بس لا إدزني للحرب، ألله يخليك ( إكتب عني ما تشاء، فقط لا تبعثني لأقاتل، يحفظك الله )
وبالفعل نجح الجندي (!!!!!!!! ) الإفلات من أتون الحرب والآن ما زال هو حياً من دون رفاقه الذين اُرسلوا لجبهة القتال..
الضابط كان متعاطفاً معه ولم يكتب في كنيته ما هدده به لذلك لم تطاله عقوبة الإعدام التي نُفذت بأمثاله..

الذين وراء إنتاج فيلم ( الصابرين ) كتبوا سيناريو القصة لتأكدهم من جدواها عند إدراكهم فشل الوسائل ( الشريفة ) في مواجهة خصومهم..
كلنا يعلم أن غالبية قادة ( المقاومة الشريفة ) تتكون من آولئلك الذين شاهدنا كيفية خلعهم للملابس الزيتونية وتخصلهم من شرفهم العسكري ( السلاح ) أمام كاميرات فضائيات الدنيا كلها، وعلى الهواء مباشرة، أثناء تقدم القوات الأمريكية لتحرير العراق من فسوق نظام قائدهم، لكنها تغاضت عنهم فصاروا اليوم يتلاعبون بشرف نسائهم لعل ( معتصم ) آخر من طينتهم يجمع جيشاً من رجال، إغتصبوا آلاف النساء وهم في الطريق لنجدة إمرأة واحدة في إسبانيا ( كما ورد في كتاب على الوردي. وعاظ السلاطين )..

هل لا حظتهم دفاع ( صابرين ) عن الأمريكان بقولها. ( وجاء الأمريكان و خلصوني ). ألا تشاركوني الرأي إن ملقينها أرادوا بذلك دغدغة ذاكرة الأمريكان لنسيان ذلك البيان الفضحية التي أطلق بإسم هيئة علماء المسلمين. إتهم فيه الأمريكان بممارسة الفعل الشنيع مع طاغيتهم صدام في السجن. وأغرب ما جاء في البيان هو فقرة ( عدم جواز ممارسة الفعل الشنيع بمسلم من قبل غير مسلم ) وكأن عين الحلال لو كان الفاعل مسلماً!!!!


بعد كل ما سبق أليس لنا الحق في الإعتقاد بأن إستخدام الشرف كسلاح من قبل أعداء العراق الجديد هو إستهتار بنواميس الأعراض وقواميس الأخلاق. ويدل إلى الدرك السافل الذي إبتغوه.
وبسقوط ضمائر بائعي الأقلام، هدفهم أدركوه.
وبفضل فضائيات العهر العربية، غسيلهم نشروه.
ولما ظهر ( العيب ) لهم منتصراً. أسرعوا أليه وعانقوه!!!!!!!!!
ولنجاح فيلم (صابرين) جماهيرياً
الفيلم القادم قريباً تشاهدوه!!!
حصرياً على قناة الجزيرة فإنتظروه....


حسن أسد