فجأة وبعد صلاة الجمعة خرج ما يقرب من 500 مصلى من مسجد فى قرية صغيرة تابعة لمركز العياط جنوب القاهرة متجهين الى منازل ومتاجر سكان القرية من المسيحيين الاقباط وراحو يلقون عليها كرات مشتعلة بالنيران والحجارة ويعتدون بالمطاوى والسكاكين والعصى على كل من يتصادف حظة السىء التواجد فى طريقهم من جيرانهم المسيحين ..

ونتيجة لهذة الهجمة الشرسة التى قام بها عدد من مسلمين القرية استجابة لنداء شيخ المسجد والمنشورات التى وزعت قبل واثناء صلاة الجمعة والتى كانت تدعى ان الاسلام فى خطر وتدعو للجهاد ..نتيجة لهذا دمرت عشرات من منازل الاقباط ووحرقت ونهبت متاجرهم وحقولهم واصيب عشرات منهم باصابات خطيرة . وكما هى العادة فى مثل هذة الاحداث الطائفية لم يعلن مسئولا واحدا فى الدولة شجبة وادانتة لهذة الاعمال الهمجية البربرية التى تخالف كل الشرائع السماوية والقوانين المدنية ..وانما ترك الامر برمتة فى يد البوليس ورجال الامن المركزى الذين جاءوا وحاصروا القرية بعد ان انتهاء الغوغاء الارهابين من مهمتهم بنجاح .

وقد قيل ان سبب تعدى المسلمين على اقباط القرية وممتلكاتهم هو اعتقادهم ان الاقباط كانوا بصدد تحويل منزل كانوا يصلون فية الى كنيسة !!! ولنفترض صحة الاشاعات التى روجها بعض المتطرفين والمغرضين بان اقباط القرية كانوا يريدون تحويل المنزل الى كنيسة يصلون فيها الى ربهم الذى هو فى نفس الوقت رب المسلم واليهودى والمسيحى فهل يستدعى هذا الامر الادعاء بان الاسلام اصبح فى خطر واعلان الجهاد ضد اقباط القرية؟؟ هل يستدعى الامر حرق وتدمير منازل ومتاجر وحقول المسيحيين من اهل القرية والاعتداء عليهم بوحشية وبربرية؟؟

لقد كنا على استعداد لاعطاء العذر الى المسلمين من اهل القرية لو كان هناك من الاقباط او غيرهم من يعتزم تحويل منزلة او متجرة الى مكان للدعارة وممارسة الخليعة او اى عمل غير اخلاقى اما ان يثوروا ويدقوا طبول الحرب فى كل مرة يحصل فيها الاقباط على تصريح رسمى بتشيد كنيسة لهم او لمجرد اشاعة تدعى ان الاقباط يعتزمون تحويل منزل الى دور عبادة فهذا واللة يعد وصمة عار وخزى على جبين مصر كلها واهانة وتشوية للاسلام والمسلمين .

بكل تأكيد ان ما حدث فى قرية بمها من قبل المتطرفين المتعصبين هو جريمة بشعة ضد الانسانية وضد الاقباط والمسلمين ومصر كلها لا يجب ان تمر ببساطة وسهولة وتطيب الخواطر مثل غيرها من الجرائم التى ارتكبت من قبل بل يجب ان يحاسب عليها المسئولين والمتسببين والمشاركين فيها وايضا المحرضين عليها .. ولا نتمنى ان تنتهى مثل غيرها بتبادل الاحضان والقبلات بين الشيوخ والقساوسة والكلمات والشعارات التى اصبح لا معنى او قيمة لها فى ظل تكرار هذة الجرائم وتنامى وتعاظم قدرات وامكانيات ونفوذ الجماعات المتطرفة فى كل انحاء مصر وعجز وتقصير مهين من قبل الاجهزة الامنية المسئولة .

اننى لا استبعد ان تكون احداث قرية بمها ومن قبلها الاسكندرية والكشح وعشرات غيرهم هى بمثابة بروفات يقوم بها الارهابين والمتطرفين والمتعصبين للتدريب على تنفيذ مخططهم الاجرامى بالاستيلاء على حكم مصر واعادتها الى العصور الحجرية والجهل والتخلف مثلما فعل الطالبان بافغانستان ..

واخشى ان اقول ان لم تسارع القيادة السياسية والمسئولون فى مصر بالقضاء على التيار الاسلامى المتطرف ووضع حد للتميز والتفرقة الرسمية المخزية بين المصريين ..اخشى ان اقول ان الجميع _ وليس الاقباط وحدهم _ سوف يدفعون قريبا الثمن غاليا يوم ينجح المتأسلمين والمتعصبين وفى مقدمتهم جماعة الاخوان المسلمين فى الوصول الى الحكم عن طريق تنفيذ مخططتهم الارهابى الاجرامى الذى يسعى لاحداث صدامات طائفية دموية بين عنصرى الامة وفوضى كبرى فى كل مدن وقرى مصر واخراج الهمج والغوغاء من جحورهم ومخابئهم حاملين الخناجر والمطاوى والجنازير للهجوم على دور العبادة ومقار كبار رجال الدولة ومؤسساتها بما فيهم مقر الرئاسة ..

واخيرا لعل المسئولين فى مصر يدركون ان امن وامان ابناء الوطن المسيحيين واعراضهم وممتلكاتهم هى امانة فى اعناقهم سوف يحاسبون عليها امام اللة ولا يستبعد ابدا ان يتم محاسبتهم عليها ايضا يوما ما على الارض.

صبحى فؤاد

استراليا

الاثنين 14 مايو 2007

[email protected]