إطلاق التصريحات الاستفزازية و المثيرة للجدل سياسة إيرانية قديمة اعتاد عليها رموز نظام الملالي منذ وصولهم إلى السلطة و إلى اليوم. حيث عملوا دائماً إلى اللجوء لخلق العواصف السياسية إذا ما أرادوا إبعاد الأنظار عن أزماتهم الداخلية أو حياكة مؤامرة جديدة لأحد دول المنطقة.
فتصريح مستشار مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي ورئيس مؤسسة quot; كيهان quot; الثقافية lsquo; حسين شريعتمداري بشأن إيرانية البحرين lsquo;فعلى الرغم من أنها لم تكن الادعاءات الأولى من نوعها حيث سبق للعديد من المسئولين الإيرانيين إطلاق مثل هذه التصريحات العدوانية سابقاً lsquo; فهي تشبه في تفاهتها وعدم جديتها تصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بشأن إزالة ما يسمى quot; بدولة إسرائيل quot; من الخارطة.
فالإيرانيون قبل غيرهم يعلمون جيدا أن تاريخ مملكة البحرين أقدم من تاريخ إيران بأمد بعيد جدا lsquo; حيث يوم كان الفرس لم يطأوا بعد ارض ما عرف ببلاد فارس قادمين من آسيا الوسط يدفعهم البحث عن المراعي الخضراء من اجل إطعام أغنامهمlsquo; كانت حضارة quot; دلمونquot; أو البحرين اليومlsquo; تسطع شامخة في وسط الخليج العربي الأمر الذي منحها وبكل جدارة لقب جوهرة الخليج.
لقد جاء ذكر دلمون في الكتابات المسمارية القديمة التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد و التي وجدت في بلاد الرافدين و في موقع ايبلا في شمال سوريا و حاول العلماء معرفة مكان دلمون التي وصفت بأرض الخلود و بأنها تقع حيث تشرق الشمس و تبعد عن بلاد الرافدين بثلاث ساعات مزدوجة. وقد أثبتت التنقيبات الأثرية إن البحرين هي دلمون المشار إليها في النصوص المسمارية القديمة بمراحلها التاريخية المتعاقبة بل هي مركزها النابض بالنشاط و الحيوية ففيها المستوطنات من مدن وقرى تعج بحياة القصور و الدور و الأسواق و العيون الطبيعية و القنوات و فيها المعابد المقدسة وفيها مئات الآلاف من المدافن على مختلف الأشكال و الأحجام وقد دلت الأواني الفخارية و الحجرية والأختام الدائرية واللقى الأثرية الأخرى على تطور نمط الحياة و تقدم الصناعة و التجارة و اتساعها حتى لعبت دلمون دور الوسيط التجاري بين حضارات وادي الرافدين ووادي السند، وأنحاء الجزيرة العربية الأخرى.
وتؤكد الدراسات التاريخية إن أسماء عديدة أطلقت على البحرين عبر العصور القديمة فمن quot; نيدوك كيquot; عند الأكاديين إلى quot; ديلمون أو تيلمونquot; عند السومريين إلى quot; تايلوسquot; عند الفينيقيين وهكذا إلى quot;البحرينquot; ثم quot;أوالquot; عند المسلمين.
وقد أكدت الوثائق التاريخية أن كبيرة الآلهة السومرية quot;اناناquot; اختارت ديلمون موطنا أصليا لها قبل أن تجيء إلى quot;أورquot; ( جنوب العراق ) عاصمة السومريين الأكثر قدما في التاريخ وتقيم فيها معبدها الذي عرف باسم quot;بيت ديلمونquot;.
لقد اجمع المؤرخون على أن السومريون هم من الأقوام الجزرية بما يعني أنهم من أصول عربية lsquo; و أنهم كانوا السكان الاصليون لجزيرة دلمون lsquo; وقد تطرق الشاعر السومري quot; جلجامش quot; في ملحمة الشهيرة إلى الإله quot;انكيquot; اله المياه الذي نجا من الطوفان العظيم واختار ارض quot; ديلمونquot; ليعيش عليها هو وزوجته. فأين الفرس من السومريين و أينهم من دلمون؟.
لقد غزى الملك المتوحش كورش الاخميني مملكة quot;عيلامquot; ودمر حضارتها وبنا محلها معسكرات لجيوشه واتخذها بوابة لاحتلال بابل بإغراء وطلب من عشيقته اليهودية quot; استيرquot; لإطلاق سراح دهاقنة اليهود الذين كانوا في الأسر البابلي.
ومع السنين ونتيجة للهيمنة وفرض القوة أصبحت عيلام إيرانية! وقد دعى مؤخرا عدد كبير من الأشخاص والمؤسسات الثقافية الإيرانية الحكومة إلى تسمية مدينة السوس ( التي كانت مركز الدولة العيلامية وحاضنة حضارتها العريقة) عاصمة للثقافة الإيرانية.
وهذه السرقة تماثل فعلتهم الدنيئة التي قاموا بها حين ما سرقوا كتاب quot; كليلة ودمنةquot; من صاحبه الهندي ليدعوا فيما بعد انه من نتاجهم الثقافي.
فبعد هذا السطو والتزييف الذي أدمن عليه الإيرانيون عبر تاريخهم المشبع بالاعتداءات على الآخرينlsquo; فلا تستغرب إذا ما قالوا إن quot; دلمونquot; إيرانية.


صباح الموسوي
رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي