أحمل بشرى لكورنشينا العزيز و واجهاتنا البحرية القديم منها والجديد بأنها لن تكون وحيدة وخالية هذا العام. أحمل بشرى لشوارعنا بمفحطين جدد (على وزن المحافظين الجدد). فلن تمّلي بعد اليوم أبدا من رؤية نفس الوجوه. سنزودك كل عام بوجوه جديدة وشابة.
يامجمعات التسوق إعملوا بجد ونشاط لإكمال توسعاتكم الضرورية قبل بداية العام الدراسي لاستيعاب شبابنا القادم إليكم. حاولوا قدر الإمكان تأجير أكبر عدد من المحلات لمستثمري المقاهي. كما أتمنى أيضا من وزارة التجارة التخابر فورا مع كل من البرازيل وكولومبيا بتوفير حبوب القهوة بأسعار معقولة أسوة بالأرز المدعوم من قبل الدولة لتسكب في أكواب شبابنا الذي سينزرع في تلك المقاهي من الرابعة عصرا وحتى منتصف الليل أو حتى تغادر آخر عباءة سوداء المجمع. سأراهن على دوري كرة القدم هذه السنة بأنه سيكون أقوى الدوريات في العالم العربي (على عادتنا التغني بأننا الأفضل والأقوى في كل شيئ) وذلك للكثافة الجماهيرية التي ستزداد بشكل ملحوظ
كنت ولازلت أسمع ولكن بأقل حدة مقولة quot;السبع جامعاتquot;. كانت تتكرر حتى على ألسنة معلقي كرة القدم في حالة خروج الكرة من الملعب أو وجود لاعب مصاب. لا يعرف هذا المعلق ماذا يقول (خلص الكلام). فيبدأ بحكاية عندنا سبع جامعات. أكانوا يقولونها كتفاخر بالرقم سبعة كرقم كبير أم أسوة بعجائب الدنيا السبع أم الأقزام السبعة وعلى ما أعتقد أن الأخيرة هي المثال الأقرب لجامعاتنا من حيث الاستيعاب.
نصيحتي لكل سعودي أن يبدأ بالإدخار من قوت يومه لتعليم أبنائه في المستقبل القريب وليس البعيد. نعم لا تنتظر أي منة من أحد فكما توفر له الملبس والمشرب والمأوى فأنت المسئول عن تعليمة أيضا. سيلومك إبنك عندما يكبر ويصل سن الثلاثينات وهو خال الوفاض ويجد نفسه حارس لأحد الأبنية أو تحت رحمة أحد الآسيويين في مصنع ما هذا إن توفرت الوظيفة. سيكره انك كنت والدة ولم تعتني به في الوقت المناسب بعد أن فاته كل شيء وأصبح شبه متسول في بلاد العشرة مليون برميل وليس السبع جامعات.
لم نصل بعد لمستوى الدراسة والعمل في آن واحد ولن نصل. لم أكن أستوعب ما كان يقال في الأفلام المصرية quot;يا إبني أنا ما أدرش أصرف على مدرستك...إنته لازم تبطل جامعة وتشتغل عشان تساعدني في مصاريف البيتquot;
تدارك إبنك قبل أن يقع فريسة quot; الملف الأخضرquot; الذي لا يحوي إلا على دراسة التسع سنوات بكل ما فيها من متطلبات مدرسية كل سنة ومعاناة إيقاظهم وإيصالهم المدرسة وذلك السيناريو المقيت المتكرر كل يوم. كل هذا سيضيع في لحظة إعلان إسمه كناجح من الثانوية العامة.
إذا كنت فلان إبن فلان ولم تحمل ملف أخضر قط فإحذف ما قرأته آنفا من ذاكرتك. هذه كتبت للسعوديين الكحيانين فقط وما أكثرهم.
غسان هاشم الغامدي
التعليقات