متتبعا آخر اخبار ترميم واصلاح المسرح القومي بعد وصولي للقاهرة بعدة أيام عرفت ان الوزير فاروق حسني لا ينوي فقط التخلص مما افسدته النيران من منبي ومعني هذه القلعة الثقافية ذات الطراز الفريد علي كافة المستويات، ولكنه ينوي اعادة الروح والحياة إلي المكان بتراثه التليد وحاضرة المناسب للعصر ومستقبله الواعد وفق متطلبات القرن الحادي والعشرين..
وهذا ndash; إن صدقت النية - فكر عملي صائب يجب ان نسانده بكل عزم ومثابرة..


وأول ما نطالب به في هذا السياق ان يتخلص المسرح القومي من عشوائياته التى احاطت به حتى الاختناق والاحتراق.. والتى سلبته مؤشرات تميزة كمنارة للتنوير وحولت محيطه إلي بؤر للفساد والافساد.. والتى شوهت مدخله وطمست معالمه الخارجية وجارت علي محطية وبيئته الطبيعة..


وثاني ما نطالب به هو ان يحاط مبني المسرح نفسه بما يليق به من مظاهر حضارية طبيعية وغير طبيعية وان تعود إليه مساحات الاراضي التى انتزعت منه لغير ما سبب لكي تساهم في تقليل التكدس داخله، حتى تكون إدارته مطئمنة لعوامل الحماية من الكوارث من ناحية ولإتاحة الفرصه لعرض تراثه ومقتانياته بشكل يتوافق مع تاريخه ودوره وريادته من ناحية ثانية..
وثالث ما نطالب به ان يُُعاد تخطيط محيط المسرح الخارجي ومبناه الرئيسي وما سيلحق به من بنايات فرعية ndash; بعد استرداد من نهب من ارضه ndash; ضمن اطار فني متناسق سواء فيما يتعلق بالاستخدام الامثل للمساحات او التصميم الخارجي لها او الوحدات الفنية والزخرفية التى ستزينها جميعا من الداخل ومن الخارج..


علي ان تكلف ادارته بمسئولية رعاية المبني وصيانية كصرح حضاري اشعاعي، وليس فقط كوعاء للفن المسرحي..
ورابعا نطالب الأجهزة المسئولة بإزالة كافة التعديات التى اصابت الوصلات المرورية المؤدية إليه من جميع الاتجاهات، وان يعاد تنظيم السير فيما حوله ابتداء من الميدان الرئيسي حتى مبني السنترال مع امتداده إلي خلفية حديقة الازبكية..
ونطالب أخيرا بالقضاء علي كافة مصادر التلوث السمعي والبصري في محيط هذه البقع الاشعاعية.. وبالقضاء علي مصادر التلوث المتعلقة بالاضاءة بكافة اشكالها الرسمية والشعبية.. وبمصادر تلوث الالوان شديدة التنافر فيما بينها من ناحية وبينها وبين البيئة المجاورة لها..


هذا ان كان صحيحا ما سمعته من نية الفنان فاروق حسني في الترميم والاصلاح!!

د. حسن عبد ربه المصري