من لايعرف برامج اللهو والنصب وسحب الاموال وايضا تغير الافكار تلك التي يطلق عليها كمثال مشهور ' ستار اكاديمي '، فمثل تلك البرامج والنسخ العربية منها على وجه الخصوص تقف لها الامة بكل احترام وشدة متابعة وحرص على المشاركة بشكل يفوق اي تصور، حتى ان المهتم والمشارك العربي ' ومااكثرهم ' يتلاشى عنده حيز التفكير والمراجعة و يغيب تماما لطالما كانت هذه ' المنافسة الشريفة ' محصورة بين الدول العربية، وهذه أهم شيم العرب انهم يشحذون كل الهمم والعزائم للمنافسة بينهم فقط وليس مع غيرهم. لذلك ترى لايتوفر أدنى مجال للمسألة لماذا فرخت نسخ كثيرة وباسماء مختلفة من ستار اكاديمي؟ واين تذهب في اي جيب اموال الرسائل التلفونية ' المسج ' المليونية!؟ وايضا ماالهدف من هذه البرامج ' الراقية جدا جدا '!؟.

ويبدو ان غنى هذه التجربة وطريقتها المميزة في التقديم والمناقشة والعرض وايضا الفوائد المكتسبة، قد أغرت الكثيرين ممن يحملون تلك الشيم العربية المتفردة، في نقلها الى كل وسائل الاعلام المتاحة لمناقشة امور الدين والمذاهب والامامة والخلافة. وبشكل في كثير من الاحيان وفي أدنى وصف له انه تدميري بكل معنى للكلمة وخطير على العرب قبل غيرهم بقدر كل المخاطر التي تحيط بالحياة البشرية نفسها. لذلك تحزم العاملين بالدين وفي الصحافة والتلفزيون من اصحاب العمائم ومن اصحاب البدلات والغتره بعقال او بدون عقال على حد سواء وايضا من اصحاب العناوين الدينية البراقة والعناوين الاعلامية والصحفية المعروفة. كلا منهم يدلي بدلوه بحرص كبير وباصرار قل نظيره. بشرط ان يكون توجيه السهام نحو الشيعة و الهدف هو التقليل من اهمية وجوهر الشيعة كمذهب على وجه الخصوص والصاق صفة ' السطحية ' على المذهب وايضا الصاق صفة الخطورة الكبيرة والعظيمة لهذا المذهب على الامة الاسلامية والعربية وليس بعيد ايضاعلى كل الكرة الارضية!! وكأن مدارس الانتحار والتكفير قد تخرجت من جوانب المذهب الشيعي!! وليس من غيرها من مدارس الموت الجماعي.

انه فعلا ستار اكاديمي من نوع اخر لكنه لايقل شهرة وخطورة عن النسخ الاصلية بل يزيد الكوارث التي تستوطنا من الاصل. واصبحت طرق التحريض هذه هي الاسرع والارخص لجني المكاسب، فماعليك الا ان تخرج على فضائية ' غير مستقلة ' وتشتم الشيعة بمعتقداتهم وتحرض عليهم وتزيف تاريخ الامة المشرق حتى تحصل على جائزتك!! فهذا احدهم لم يكد يكمل مشاركاته في حلقات التحريض هذه حتى جاءته الدعوة مجانا!! وذاك الاخر لم تمض سوى الحلقة الثالثة حتى حصل على وظيفة في كلية في بلد عربي!! بل ان قناة الجزيرة مباشر ضربت مثلا يستحق ان تحتذي به كل برامح ستار اكاديمي وخواتها، حيث طلب احد الشيوخ من الحضور ان يخبره من هو الشخص الذي ولد بالكعبة المشرفة، فكان الجواب الاول والطبيعي ان الامام علي بن ابي طالب 'ع' هو وليد الكعبة فما كان من هذا الشيخ جدا، الا ان عنف الشخص واستخف بجوابه وقال له من خبرك بهذا!!، والتفت الى اخر ليجيبه ان وليد الكعبة ' حكيم بن خزام ' فصاح الشيخ باعلى صوته هذا الجواب الصحيح تفضل خذ هذه غسالة الملابس كهدية لك.!!

بقي ان نعرف ان هذا الشيخ لاتكتمل محاضراته دون اقتباس بعض اغاني الفنانة اللبنانية الجميلة ' نانسي عجرم '!! ومع ذلك يرى من الكثير والعظيم ان يكون امام الاسلام امير المؤمنين وليد الكعبة المشرفة. فاي تزيف واي بضاعة كاسدة ومخزية تباع في اغلب وسائل الاعلام العرب في ايامنا هذه.

اما اخر فقد وصف المذهب الشيعي ' بالبدعة ' ولم تستطيع كل الالقاب التي يحملها ان تكبح طائفيته وهجمته العلنية هذه على مئات الملايين المسلمين من الشيعة!! كما لم تسطيع كل هذه الالقاب ان تلجم تحريضه على الشيعة!! و اصطفت معه اقلام وجرائد والقنوات الفضائية والارضية وتجار من كل الانواع معلنين تأيدهم الكامل تحت شعار ' حيا على المعارك '!! لكن هذه المعارك ليس مع الصهيوني الذي يغتصب الارض والعرض بل مع ابناء امتهم ودينهم. واتحدى من هذه الاسطر ان يعلن لنا هذا الرجل موقفه وهو يرى شيمون بيريز وهو يتمشى ويتعشى في شوارع الدوحة التي يحمل جنسيتها!! او رأيه بالعلم الصهيوني الذي يرفرف في عاصمة بلده الاصلي مصر!! ومن جانب اخر كما تحديت سابقا وأعيد التحدي مثلا ان يناقش محمد الهاشمي في المستقلة مسالة منع الحجاب في تونس وايضا الوضع السياسي في بلده بدلا عن استهداف المذهب الشيعي او الوضع السياسي في العراق!؟

ان الخلاف سياسي اكثر منه اسلامي او عقائدي. وعلة العلل ان الشيعة العرب حصلوا على حقوقهم الانسانية والسياسية خلال السنين الاخيرة ومن خلال صناديق الانتخابات. والا ماتفسير ان الشيخ القرضاوي يوصف المجرم صدام بالشهيد والمسلم طالما نطق الشهادة وبذات الوقت لم يدين ولا جريمة واحدة من الجرائم الكبرى لهذا المقبور بحق العرب المسلمين الشيعة والاكراد السنة في العراق!! وماهو تفسير وصف الكثير من هذه الامة المغلوبة على امرها للمجرم المقبور الرزقاوي بالشهيد في وقت كان استهدافه بشكل علني وفج وطائفي لاهل العراق الشيعة العرب!!

الشيعة هم ابناء واتباع اصحاب الكساء النبي العربي الامين 'ص' وعلي والحسن والحسين والزهراء 'ع' أجمعين. وبهذه الروحية ومن هذه المدرسة قاموا بثورة العشرين ضد الاحتلال الانكليزي وهم من حفظ عروبة العراق ضد حملة التتريك العثماني وبهذه الروحية ومن هذه المدرسة شاركوا في طرد الاحتلال الفرنسي من الجزائر وفي دعم النجف الاشرف لثورة المختار في ليبيا وشاركوا في الدفاع عن مصر اثناء العدوان الثلاثي وعن جبل الشيخ ودمشق في حرب تشرين عام 1973 كما قاوم ابنائهم في الكويت الغزو الصدامي عام 1991 و حفظوا عروبة البحرين و لقنوا بني صهيون دروس الشجاعة والبطولة في جنوب لبنان.

اذا كانت كل هذه الوقائع التاريخية والبطولات لاتكفي لصحوة البعض. فالاكيد ان الشيعة لاينتظرون صك عروبتهم و نقاوة مذهبهم من اي شخص او اي عنوان كان... فالشيعة على عروبتهم ومذهبهم باقون. وغير ذلك فليتلذذ اصحاب هكذا برامج وخواتها بما جنت ايديهم وعقولهم... وعقارب الساعة لم ولن تعود الى الوراءاطلاقآ وأبدآ.

محمد الوادي
[email protected]