المفسرون وضرورة اعادة النظر فى التفاسير

المفسرون للقرآن الكريم هم أناس مثلي ومثلك غير معصومين ولا منزهين عن الخطأ والسهو والنسيان،يضاف الى ذلك مرور عدة قرون على كتابة تلك التفاسيرمما عرضها الى التغيير والتبديل والحذف والزيادة والنقصان.،وكما كان ديدن آباؤنا وأجدادنا فقد أحاطوا المفسرين بهالة من القدسية وعصموهم عن كل خطأ. لقد مضى ذلك العهد الذى كان يقتصر فيه التفسير على مجموعات معينة من الناس من القلة القليلة التى كانت تحسن القراءة والكتابة،وعهدنا الآن هو عهد الكومبيوتر حيث يستطيع كل انسان البحث عن أي شيء فى الانترنيت فيجد فيه فيضا من المعلومات والآراء فسيتعمل عقله ويميز بين الكذب والحقيقة والغث والسمين. وسيجد فى بعض التفسيرات الشيء الكثير من الخرافات التى تسيء اساءة كبرى للاسلام والمسلمين. ولذلك فان رجال الدين مدعوون الى كتابة تفاسير جديدة تواكب العصر الحديث.


سأعرض فى هذه الحلقة والحلقات القادمة بعض ما قرأته فى مختلف التفاسير وأترك للقارىء الكريم الحكم. ومن يطلب المزيد من المعلومات يمكنه أن ليذهب الى (غوغل) ويبحث عن تفاسير القرآن وسيجد الكثير منها وعلى شتى المذاهب. أما المفسرين الذين نقلت عنهم فهم :

الطبري: ولد فى طبرستان فى سنة 838 ميلادية وتوفي فى سنة 922 ميلادية (310 هجرية)
القرطبي: ولد فى قرطبة وتوفي فى سنة 1273 ميلادية (671 هجرية)
ابن كثير: ولد قرب دمشق فى سنة 1300 ميلادية وتوفي فى سنة 1372م (774هجرية)
جلال الدين المحلي: ولد فى القاهرة فى سنة 1388 ميلادية وتوفي فى سنة 1459 ميلادية (864هجرية)
جلال الدين السيوطي: ولد فى القاهرة فى سنة 1445 ميلادية وتوفي فى سنة 1505 ميلادية (911 هجرية)
الطباطبائي (الميزان فى تفاسير القرآن): ولد فى تبريز فى سنة 1892 ميلادية وتوفي فى 1982 ميلادية.

التفاسير

الأسواق

الآية الكريمة 20 من سورة الفرقان : (وما أرسلنا قبلك من المرسلين الا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا). فسرها القرطبي فى (الجامع لأحكام القرآن) قال: خرج (بتشديد الراء) عن أبى هريرة أن رسول الله (ص) قال : (أحب البلاد الى الله مساجدها وأبغض البلاد الى الله أسواقها). وخرج البزار عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله: (لا تكونن ان استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فانها معركة الشيطان وبها ينصب رايته). وأخرج أبو بكر البرقاني مسندا عن ابى محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ،من رواية عاصم،عن أبى عثمان الزيدي عن سلمان قال: قال رسول الله : (لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فبها باض الشيطان وفرخ).

وخرج أبو داود الطيالسي فى مسنده : حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبيد عن سالم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: من دخل سوقا من هذه الأسواق فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه الف الف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وبنى له قصرا فى الجنة.

الطهور بالماء

تفسير الجلالين للآية 108 من سورةالتوبة (... فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين)،يقول التفسير ان ابن خزيمة فى صحيحه عن عويم بن ساعدة ان الرسول (ص) أتاهم فى مسجد قباء فقال: ان الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء فى الطهور فى قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذى تتطهرون به؟ قالوا والله يا رسول الله ما نعلم شيئا الا أنه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا. وفى حديث رواه البزار: فقالوا (نتبع الحجارة بالماء) فقال الرسول : هو ذاك فعليكموه.

السماء

الآية 65 سورة الحج : (... ويمسك السماء أن تقع على الأرض الا باذنه ان الله بالناس لرؤوف رحيم). فسرها ابن كثير : لو شاء لأذن للسماء فسقطت على الأرض الا باذنه.
وفسرها الطبطبائي المتوفى فى 1982 فى (الميزان) : والمراد بالسماء جهة العلو وما فيها فالله يمسكها أن تقع على الأرض الا باذنه مما يسقط من الأحجار السماوية والصواعق.

الآية (2) سورة الرعد : (الله الذى رفع السماوات بغير عمد ترونها)
فى تفسيره قال القرطبي : قال ابن عباس: لها عمد على جبل قاف،ويمكن ان يقال على هذا القول : العمد قدرته التى يمسك بها السماوات والأرض،وهى غير مرئية لنا،ذكره الزجاج. وقال ابن عباس أيضا :هى توحيد المؤمن أعمدة السماء حين كادت أن تنفطر من كفر الكافر، ذكره الغرنوي. والعمد جمع عمود.
ويفسر ابن كثير الآية المذكورة: يخبر الله تعالى عن كمال قدرته وعظيم سلطانه : أنه الذى باذنه وأمره رفع السماء بغير عمد بل باذنه وأمره وتسخيره رفعها عن الأرض بعدا لا تنال ولا يدرك مداها،فالسماء الدنيا محيطة بجميع الأرض وما حولها من الماء والهواء من جميع نواحيها وجهاتها وأرجائها مرتفعة عليها من كل جانب على السواء،وبعد (بضم الباء وتسكين العين) 500 عام ثم السماء الثانية محيطة بالسماء الدنيا وما حوت وبينهما من بعد المسير 500 عام وسمكها 500 عام وهكذا السماء الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة كما قال تعالى : الله الذى خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن.

والآن دعونا (نتحاسب):
معدل ما يستطيع الانسان ان يقطعه سيرا على الأقدام فى اليوم الواحد = 50 كم
فيكون معدل ما يقطعه فى السنة 18000 كم
فيقطع فى 500 سنة مسافة = 9،000،000 كم

بعد الأرض عن المريخ على أبعد مدار = 380،000،000 كم وبتقسيمها على 18000 كم وهو ما يسيره الانسان فى السنة الواحدة سنجد ان الوصول الى المريخ سيرا يحتاج الى أكثر من 21000 سنة. ويقول المفسر ابن كثير ان بين السماء والسماء مسير 500 سنة وسمك كل سماء 500 سنة فيكون المجموع 7000 سنة،وهذا يساوي ثلث المسافة الى المريخ حيث تكون السماء السابعة وهذا غير ممكن طبعا،ولا أدرى من أين جاء ابن كثير وغيره من المفسرين بأرقامهم التى لم يذكرها القرآن الكريم.

وزيادة فى المعلومات،فان الضوء أو الاشارات اللاسلكية يستغرق وصولها من الأرض الى المريخ 1020 دقيقة حسب بعد مدار المريخ عن مدار الأرض،وتبعد بعض النجوم والمجرات عن الأرض بلايين السنين الضوئية،ولم تستطع المراصد الفلكية ولا السفن الفضائية معرفة (حافة) الكون ndash;ان كانت له حافة- فسبحان الخلاق العظيم.

والى اللقاء فى الحلقة التالية

عاطف العزي
http://www.altafsir.com/Quran_Search.asp للبحث عن التقاسير