كتب الاخ رياض الحسيني اربع حلقات عن السياسي العراقي مثال الالوسي، وقد عرف الحسيني عن نفسه بأنه كاتب وسياسي عراقي، واظن ان هذا التعريف فيه مبالغة فكتابة بضع مقالات ونشرها على صفحات الانترنت لاتمنح صاحبها صفة الكاتب، وكذلك الأنخراط في تنظيم سياسي كعضو عادي ايضا لايمنح صفة السياسي للشخص فالاخ الحسيني بالنسبة للوسط الاعلامي والسياسي مازال مغموراً وغير معروف على نطاق واسع.

وبودي التركيز على أمر اخلاقي في غاية الخطورة ورد في كلام الحسيني، فمعظم حديثه يدور عن احداث حصلت في بيت النائب الالوسي الذي فتح بيته وادخل الحسيني اليه، وكان بينهم زاد وملح، وحسب الاعراف العراقية والعربية والانسانية فان ائتمان الانسان والثقة به وادخاله الى داخل البيت يترتب عليه التزامات اخلاقية معروفة من أهمها الحفاظ على اسرار ذاك البيت، والأمتنان وعدم التنكر للزاد والملح.

ومن المؤسف ان الحسيني بدا لنا من خلاله مقالاته كأنه دخل الى بيت الالوسي من اجل التجسس عليه وفضحه فيما بعد على صفحات الانترنت!

والقاريء لن يجد صعوبة في ادراك دوافع الحسيني من وراء هذه الكتابات الفضائحية التشهيرية برجل طيب وشجاع كمثال الالوسي، فمن الواضح ان الحسيني قد فطن متأخرا الى ان الاحزاب الشيعية وايران بيدها توزيع كعكة العراق وراح يرسل رسائل الغزل الى ايران واتباعها في العراق عبر التهجم على شخص شريف ووطني كالالوسي من أجل الظفر ببعض المكاسب.


ان مثال الالوسي صاحب رؤية سياسية ناضجة ومتنورة ومتقدمة على عصره بأشواط طويلة، ولهذا فان العقول المكدسة بالشعارات الايديولوجية الغوغائية، والتي يحرك بعضها أجهزة المخابرات الايرانية، لن تستطع الوصول الى مستوى الرؤية السياسية الوطنية الواقعية التي يحملها، ولعل الالوسي السياسي العراقي الوحيد حاليا الذي يتمتع بهذا الحب الجماهيري الجارف، ففي الوقت الذي أشتدت فيه نقمة العراقيين على السياسيين كافة بقي الالوسي الوحيد الذي يحوز على ثقة واحترام الجماهير، وبعد زيارته الى اسرائيل وفصله من البرلمان ازداد تعاطف الناس معه واصبح السياسي العراقي رقم واحد الذي يتمتع بتأييد ابناء الشعب العراقي له.

خضير طاهر

[email protected]