أظهرت النتائج المبدئية للتصويت للرئاسة الأمريكية ليلة أمس تقدما للسيناتور باراك أوباما. وبتأخر الليل أصبحت الصورة أوضح ؛ وبمجرد إعلان وسائل الإعلام الأمريكية عن تقديرهم لفوز أوباما قام السيناتور جون ماكين بالإتصال هاتفيا بأوباما لتهنئته على اختيار الشعب الأمريكي له. بعد ذلك بدقائق ارتقى ماكين المنصة شاكرا مؤيديه ومؤكدا على أن الشعب الأمريكي قد قال كلمته بانتخابه لأوباما طالبا منهم مشاركته في تأييد الرئيس القادم كرئيس لجميع الأمريكيين. وفي خطاب مشابه قدم الرئيس جورج بوش تهانيه للسيناتور المنتخب أوباما. وبذلك أصبح باراك أوباما الرئيس المنتخب للولايات المتحدة.

وفي خطابه الذي قبل فيه انتخاب الشعب له كرئيس شكر باراك أوباما منافسه السيناتور جون ماكين على شرف خوض غمار الانتخابات وأثنى عليه لما قدمه للولايات المتحدة من تضحيات على مر العقود الماضية. وتابع أوباما مؤكدا على وحدة الوطن الأمريكي، وتعهد بأنه سيعمل دون كلل ولا ملل على صيانة ما ائتمنه عليه الشعب.

التقليد المتبع أنه بمجرد ظهور نتائج الإنتخابات أن يتنازل الطرف الخاسر عن الرئاسة وأن يثني الطرف المنتصر على منافسه. أما ردة فعل الجمهور الأمريكي لانتخاب أوباما فقد كانت غير تقليدية بإشارة العديدين إلى أنها حملت في طياتها الكثير من المعاني. فمنهم من صورها بتحطيم الحواجز وآخرين بمد الجسور داخل المجتمع. أما ما نستشفه من تصويت أعداد كبيرة من الناخبين فهو انعكاس لمدى أهمية المشاركة في العملية السياسية وأن الوعي الوطني مازال قويا في الولايات المتحدة.

لا شك بأن كلا من أوباما وماكين قد قدما رؤية لاقت استحسانا من المصوتين، فكليهما حاول إيصال أفكاره للناخبين وكليهما استثمر وقته وجهده في التواصل مع الشعب الأمريكي. ولكن في النهاية اتفق عدد أكبر من الناخبين مع رؤية أوباما وإستراتيجيته للوجهة الأفضل للولايات المتحدة. في التحليل النهائي تأخذ الخطط الواضحة مكان الصدارة وأولوية في المفاضلة أمام العوامل الرمزية أو المفارقات السطحية من لون وأصل عرقي وعمر فتلك عوامل ثانوية لا يمكنها أن تبت في القضايا العالمية.

لقد شهد المواطنون الأمريكيون سباقا رئاسيا طويلا ومحتدما بين باراك أوباما وجون ماكين. وسوف نشهد في المرحلة القادمة انتقالا سَلسًا للسلطة من الإدارة الحالية إلى الجديدة. ولكن ستبقى تحديات جسام أمام إدارة أوباما القادمة منذ يومها الأول لها والجميع يعلم أن التغلب عليها لن يكون سهلا.


وليد جواد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
[email protected]
http://www.america.gov/ar