عام 2004 جن جنون العرب وتظاهروا وشتموا واعتصموا لان القوات العراقية والاميركية حاصرت ثم هاجمت الفلوجة لطرد تنظيم القاعدة منها وكانت الشعارات المرفوعة وقتها انها مدينة المقاومة ومن بها مقاومون للاحتلال الاميركي.. وبعيد ذلك هوجمت مدينة النجف من قبل ذات القوات ولم يتظاهر او يصرخ احد من الهتافين العرب. ولم يقل اهنا مدينة مقاومة. ثم هوجمت مدينة الصدر ببغداد في ذات السنة ومن ذات القوات وقتل فيها وفي النجف مئات العراقيين والعراقيات ولم يبكهم احد ولم يتظاهر من اولئك الصارخين الذين عصبوا عينا وفتحوا اخرى باتجاه الفلوجة فقط.

وكان في مدينة النجف ومدينة الثورة او الصدر ببغداد مقاتلون يقاومون القوات الاميركية بدعوى الاحتلال وبتحريض عربي. بينما كان معظم ضحايا تنظيم القاعدة ليس من الاميركان او الجيش العراقي او الشرطة بل من المدينيين وتحديدا الشيعة. اذ كان التنظيم يكرر دائما بان هدفه قتل الشيعة حتى سمي زعيمه الزرقاوي بالذباح او ذباح الشيعة وكانت سرداقات الاحتفالات تقام في البلدان العربية حين ينتحر احد اعضاء تنظيم القاعدة بين مدينيين شيعة.

وعمد تنظيم القاعدة لتفجير مرقدي سامراء في شباط 2006 ليفجر حربا طائفية كان يتمناها جهارا لكي يحتمي به السنة العراقيون ويجندهم لصالحه. وخطف وقتها المقاومون الشرفاء في محافظة الانبار كعبة المقاومة اليعربية شباب لاتتعدى اعمارهم العشرينات كانو يشكلون فريق رياضة التايكواندو العراقي وتم اطلاق اثنين منهم لانهم سنة وبقي الاخرون كلهم اذ اتضح انهم من سكان مدينة الصدر ولم يحتج عربي واحد او يعترض بل ربما هللوا فرحين وحينها قام افراد من جيش المهدي بينهم من ذوي المخطوفين باحتجاز عدد من تجار مادة الجص من اهالي الانبار واشترطوا لاطلاقهم اطلاق اعضاء فريق التايكواندو فاتصل بهم خاطفو الفريق وتعهدوا باطلاق اعضاء الفريق اذا اثبت خاطفو تجار الجص حسن نيتهم باطلاقهم فأعطوهم ملابس جديدة ونسخا من القرآن واطلقوهم جميعا فقطع خاطفو فريق التايكواندو الاتصال وعمدوا لذبح اعضاء فريق التياكواندو بدم بارد.. حيث دل على رفاتهم احد اعضاء تنظيم القاعدة الذي اعتقل قبل عام ووجدت جثث الشباب الابرياء بذات الملابس التي سافروا بها بلا رؤوس في مكان مهجور في الانبار وشيعهم اهلهم الحزانى بصمت في مدينة الصدر قبل عام.

ادان كتاب وساسة شيعة ومازالوا ارهاب جيش المهدي الذي اتسم برد الفعل وكانت ادانة كتاب وساسة سنة على قلتهم لتنظيم القاعدة او الجيش الاسلامي او جيش انصار السنة وهي تنظيمات طائفية خجولة دائما. بالرغم من ان جل ضحايا جيش المهدي هم من الاميركان لكن الاعلام العربي حتى الان مازال حين يشير لمقتل جندي اميركي في مدينة الصدر او الثورة على سبيل المثال يقول قتل جندي اميركي شرق بغداد دون ان يشير لاسم مدينة الصدر التي هي تعادل من حيث التعداد نصف بغداد بينما يسمي هذا الاعلام القرية او المدينة اذا كانت غالبية سكانها من السنة باسمها مثل الدورة او ابو غريب او الفلوجة او الرطبة.

نهاية الشهر الماضي بدأ الجيش العراقي والاميركي حملات عسكرية ضد البصرة جنوب العراق ولم يعترض احد من العرب على ذلك ودارت معارك دامية حتى ان طائرة اميركية سقطت في البصرة ولم نجد التهليل العربي الذي كنا نشاهد حول الفلوجة او غيرها. وهوجمت ومازالت مدينة الصدر او الثورة ببغداد والشعلة بدعوة مقاتلة جيش المهدي الذي يدك كل يوم المنطقة الخضراء وقتل جنود وموظفين اميركيين بهذا القصف من موظفي السفارة الاميركية ولم يبتهج اي عربي بل ربما حزنوا لان المنفذ شيعي. وذكرنا هذا الصمت حين كانت الطائرات الاسرائيلية تدك الضاحية الجنوبية في لبنان في تموز عام 2006. بينما اهداف شيعة لبنان وحزب الله تحديدا هي ذات اهداف تنظيمات فلسطسنية مثل حماس الجهاد فما الذي تغير غير طائفة الفاعل؟ فلماذا تخرج الملايين تصرخ لحصار غزة والفلوجة ولايخرجون لابادة الاف العرب في بغداد والبصرة؟

وكان مذيع من قناة الجزيرة يسمي نفسه احمد منصور طائفيا جدا حين كان يجادل الشيخ جواد الخالصي المعارض للاحتلال حين يحدثه الخالصي عن وجود مقاومة شيعية فيا لجنوب وانه شاهد ذلك في البصرة ومن قبل شباب شيعة ضد القوات البريطانية فيرد المذيع الطائفي بان في البصرة توجد ايضا اقلية سنية! وكأن المقاومة لايقوم بها الا السنة. لكن منصور هذا لم ينطق بشي مع قناته وتحولت البصرة لمدينة شيعية جدا حين اجتاحتها القوات والطائرات الاميركية والبريطانية والعراقية. ولم يعرض احد اشلاء الضحايا فيها الابرياء رغم ان المنفذ هو المحتل ومن معه. لكنهم شيعة ياطويل العمر!

لماذا يعارض حتى برلمانيون عراقيون شيعة مع السنة حصار او اقتحام محافظة ديالى او الموصل ولايحصل تجاه مدن ذات غالبيةشيعية ذات الامر والمفارقة ان البرلمانيين المعارضين لاجتياح الموصل او ديالى هم من تيار الصدر المطارد اليوم!

واليوم تقطع الكهرباء وماء الشرب والاسعافات وكل انواع الخدمات الضروروية للحياة عن سكان مدينة الصدر وتدك الاحياء بالقضف العشوائي الاميركي وسط صمت عربي تجاه هذا القتل اليومي العشوائي لسكان هم عرب وكل ذنبهم انهم شيعة. دون اي يفكر العرب الطائفيون ان من يساهم بقتل هؤلاء العرب الشيعة في العراق هم مستعربون من اصول ايرانية يستهدوفون الشيعة العرب الذين يسمون في العراق بالمعدان. فان لم يحركو ضمائركم قوميا فلتحركها اهدافهم التي يرفعونها وهي مقاتلة المحتل برغم اختلافنا حيال ذلك. وهو ذات الشعار الذي كان يرفعه تنظيم القاعدة. لكن الطائفية غلبت حتى القومية لديكم.. اذ كنتم تلصقون بجيش المهدي الذي هو ميليشيا مثله مثل بقية الميليشيات العراقية سنية وشيعية لكنه يرفع شعار مقاتلة المحتل وهي ذات شعاراتكم كنت تلصقون به كل مايحصل للسنة في العراق. والان وقد توقف قتل السنة العرب ومازال جيش المهدي كما هو فلماذا توقف قتل السنة العرب؟ الم يكن لهروب تنظيم القاعدة من بغداد وغرب العراق علاقة بذلك؟ اي انه كان يقتل حتى السنة ليزيد التوترا لطائفي وفقا لخططه؟ وهل تساءلتم عن سبب مهاجمة احياء الفلسطينيين في بغداد التي كنتم تتهمون بها اتباع الصدر؟ اليس لان تنظيم القاعدة هرب من بغدادظ فجيش المهدي مازال في البلديات وحولها والفلسطينيون مازالوا هناك غير ان الامان بين احيائهم ارتفع. هل تساءلتم عن ذلك؟ لكن عمى الطافية حجبه عنكم.

اخيرا انا مع نزع سلاح اي ميليشيا سنية او شيعية وضد جيش المهدي منذ تاسيسه عام 2003 لكن ان يُقتل الاف العراقيين العرب من الشيعة ويسكت الجميع الذين كانوا يلصقون بالشيعة العرب كل تهمة ويحملونهم مقتل اي سني عربي في العراق فهذا لايدل على اي تسمية غير الطائفية.

محمد هاشم

[email protected]