في لغتنا النوبية بفرعية ( نوبينndash; نشكرين) نجد كلمة ( كج ) فهي تعني الحمار. وهناك تعني الحصان. وليس الفرق بينهما في الدلالة ببعيد.
وكجبار هنا تعني المكان.. سواء أن كان سوقا يباع ويشترى فيه الخيول أو الحمير أو حظيرة ومكان تُجمع فيه الدواب.. فمع اختلاف الروايات فهي تعني اليوم وبما يجري فيها من أحداث وقضايا... لتقول و بصوت مسموع...
هنا مربط الخيل..
فاسم كجبار صار مربوطا بإحداث جسام ومواقف بل أصبح هنالك ربط بين الاسم والسدود..
فمناهضة أهل كجبار والنوبيين لقيام السدود في مناطقهم أفضت إلى سقوط قتلى..
وبالرغم من تكتم السلطات على جريمتها التي ارتكبتها في وضح النهار. وحشدت لها كل الإمكانيات التي يمكنها أن تتكتم بها على الحقائق. سطعت الحقائق والدلائل والبراهين عبر الأثير وتناقلتها شتى وسائل الإعلام وطرقت المشكلة والقضية أبواب المنظمات الدولية، ووجدت فرصتها بجهد أبناء المنطقة المخلصين الذين لم يتوانوا أبدا في إيصال الحقائق لكل من ينشدها، وتاطرت القضية ودخلت أروقة المحافل الدولية، وأصبحت تشكل خطرا على السلطات القائمة التي نفذت وبغباء تلك الخطة الهمجية حين أقدمت إلى المنطقة بآلياتها وعتادها العسكري لتفرض على النوبيين قيام سد على بقايا وإطلال قوم، ومع تجربة قاسية مؤلمة مع قيام سد في مناطقهم من قبل. شرّدت وقطّعت الأوصال.
لم تأت السلطات إلى المنطقة بذاك السد فحسب..! بل بسلسلة سدود وإغراق يستهدف المناطق النوبية بزعم تنموي باطل لا أساس له من الصحة، ولا دراسات و لا أرقام تعضد مزاعمهم..
وبعد عراك ونضال، وسقوط شهداء وتطور في الإحداث، أرادت السلطات أن تتراجع عن بعض تلك الأخطاء، فسعدت بأسلوبها المتعالي إلى عقد ندواتها بغرض الدعاية والتسويق الإعلامي وكسر حاجز قد ضرب حولهم،. بادعاء طرح، وعرض دراسات مشكوك في صحتها بعد تغيّير للجهات التي طلب منها إعداد تلك الدراسات - ربما لان دراساتهم لم تأت على هوى السلطات ndash;
نعم لقد تناولت عدة جهات قضية وقصة كجبار التي لم تجد حظها بين وسائل الإعلام السودانية بسبب ما فرض عليها من حظر مُعلل بوقوع قتلى وعدم انتهاء التحقيقات.. و التي لم تنتهي بعد.. ولكن ذاك الحظر الذي قد فرض..! تنقشع لفترات! تكون في العادة مصاحبة لندوات الفريق الركن عبد الرحيم محمد حسين. ففي زيارته الأخيرة للملكة العربية السعودية رافقه خمسة من الإعلاميين البارزين..وكذا في لقاءاته السابقة في مركز الشهيد الزبير.
ويا لغرابة المطلب؟. فرغم أن العرف السائد والمنطق. يؤيدان قيام من يريد أن يغيّر ما هو طبيعي بتوضيح مسبب لما هو مقدم عليه. وتعطي الأحقية لرافضي التغيّير مساءلتهم عن أسباب ومبررات إقدامهم على التغيّير؟ ولكن على عكس المنطق فالمناهضون للسدود في المنطقة هم المطالبون بتقديم مسببات الرفض. وقد اجتهد المناهضون رغم شح إمكانياتهم المادية ولكن معتمدين على غزارة إمكانياتهم العلمية والمنطقية اعدوا دراسات تفيد وجود بدائل لتوليد الطاقة، باعتبار أن السلطات مقدمة لإقامة السدود وأعراق مناطقهم الغنية بالتراث والإرث الحضاري بغرض توليد الطاقة..
محمد سليمان أحمد
ولياب
[email protected]
التعليقات