جاء قرار الحكومة العراقية بحل اللجنة الاولمبية ليس في وقته المناسب كما يردد البعض، وانا شخصيا اتفق مع هذا الرأي لكن من زاوية اخرى، فلقد كان من المفروض ان يتم اصدار قرار الحل قبل سنتين او ثلاثة.

لذلك فان القرار فعلا ليس في وقته المناسب فقط لانه جاء متاخر. وقد يبدو المتضرر الاكبر من هذا القرار هم باالذات وعلى وجه الخصوص quot; جماعة عدي بن صدام quot; ومن يساندهم في الاتحاد العربي او الاسيوي ومنه الى الدولي ولكلا حساباته الخاصة ودوافعه الطائفيه. والا ليس من المعقول ولا من الانصاف وكأن العراق بكل تاريخه الطويل وأرثه الرياضي الكبير لم ينجب سوى حفنه من الاسماء والوجوه التي استفادت من النظام الساقط اكبر استفاده وبطرق ملتويه ومعيبه ليس هنا مجال الخوض فيها. بينما الشرفاء والمخلصين من الرياضيين العراقيين يتم استهدافهم وابعادهم من قبل عام 2003 ويستمر نفس هذا الاستهداف لهم بعد سقوط نظام البوكيمون بطرق اخرى غير مباشره لكنها لاتقل دنائة عن طرق الصنم الصغير عدي واتباعه وان اختلفت الاساليب هذه المرة. وهذا بالضبط ماحدث في منطقة دوكان في كردستان العراق حيث جرت الانتخابات هناك واغلقت الابواب بوجوه الكثيرين ورتبت الامور بطريقة تسهل صعود هذه الوجوه التي تمثل وجه العراق الكالح وعصر الاصنام والاوثان.

ان شخص مثل حسين سعيد عليه ان يجيب على الكثير من الاسئلة التي يتناولها الشارع الرياضي في العراق، وفي مقدمة هذه الاسئلة عن سر عدائه الكبير للمدرب البرازيلي quot; فيرا quot; والذي انسجم مع المنتخب العراقي وحقق فوزه الكبير والتاريخي ببطولة أمم اسيا.! والذي صرح بصوت عالي اثناء بطولة أمم اسيا وقبل المبارة النهائية بيومين فقط اثناء المؤتمر الصحفي قائلا ونصا quot; ان اتحاد كرة القدم في العراق معوق ورئيسه حسين سعيد عاجزأ وفاشل quot;. ايضا كيف تلاعب اتحاد الكرة بالمبالغ الكبيرة التي طلبها من الحكومة لدفع مرتب المدرب النرويجي quot; أولسن quot; ليتضح فيما بعد ان شركة راعيه للمنتخب تدفع هذا المرتب بمعدل 25 الف دولار في الشهر!؟

وفي هذا الجانب المادي بالذات هناك الكثير من الاسئلة والحقائق الواضحة وملفات لاختلاسات كبرى تمت و على حسين سعيد الاجابة عنها بشكل شخصي وليس غيره!؟ والاهم و الاخطر من ذلك أسئلة اخرى تبحث عن اجوبة واضحة وصريحة عن تهاون الاتحاد وتهاونه برئاسة حسين سعيد عن امور جوهريه تخص واقع وتاريخ الكرة العراقية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر. سحب ترشيح المنتخب العراقي للناشئين من قبل الاتحاد الاسيوي والدولي امام صمت مطبق من حسين سعيد عن الاسباب والقصور الحقيقي!!؟

وايضا مثل قريب عن اشراك منتخب قطر لاعب برازيلي مجنس في مباراته مع المنتخب العراقي وقد تم حرمان هذا اللاعب من اللعب مرة اخرى بقرار من اتحاد الكرة الدولي وهذا مبرر كبير ودافع قوي لاعتراض الاتحاد العراقي ونيل نقاط المباراة الثلاثة، لكن هذه الحالة شهدت تهاون علني وسكوت مطبق من حسين سعيد ولم يقدم اي اعتراض الا تحت ضغط الاعلام الرياضي و الشارع الرياضي العراقي، وهو في ذلك يسجل سابقة خطيرة في كل تاريخ الرياضة العراقي حينما يتم السكوت عن هكذا اجحاف بحق الكرة العراقية وهذه الحوادث والحقائق وغيرها الكثير تحفز الذاكرة العراقية وتستفزها عن نوعية العلاقة التي تربط حسين سعيد برئيس الاتحاد الاسيوي القطري الجنسية quot; بن همام quot;!!؟.


ولاول مرة في التاريخ رئيس اتحاد الكرة يقضي وقته و اقامته بين عمان ودبي والدوحة وفي شقق وبيوت وفنادق خمسة نجوم على حساب ميزانية الاتحاد فيما يعاني اكثر لاعبي الدوري العراقي في الداخل من فقر الدم!؟ وقلة التجهيزات الرياضية!! والادهى من ذلك موقفه العلني مع قناة quot; الشرقية quot; بتحريض لاعبي المنتخب بعدم السفر الى بغداد وحضور الاحتفالية الرسمية والشعبية الكبرى التي اقيمت في العراق لمناسبة فوز المنتخب بكاس أمم اسيا!!.

الكثير من الحقائق والوثائق تدين مواقف حسين سعيد، لكن ليس المطلوب شخصنة الامور، بل ان المطلوب البحث المهني والعلمي والمنصف عن سبب هذه الاخفاقات والاختلاسات والتخبطات والفوضى الواضحة. ولأن حسين سعيد كان لاعب منتخب سابق فمثل هذا الوصف لايعيطه حقوق اضافيه او يضعه فوق القانون او فوق المساءلة الاعلامية والشعبية!!؟ فما قيمة كل تاريخ حسين سعيد امام مقبرة جماعية واحدة لشباب وشهداء العراق الابطال الذين قارعوا نظام البوكيمون الساقط ودفعوا حياتهم ثمن للعراق والعراقيين.

ونفس الشيء ينطبق على خليفة حسين سعيد في المنتخب quot; احمد راضي quot; والذي وصف قبل عدة ايام على قناة الجزيرة مدن الجنوب والفرات الاوسط quot; بالمدن المناوئه quot;!! لانها تدعم قرار الغاء اللجنة الاولمبية الحالية، وفي وصف يذكر العراقيين بتقسيمات النظام الساقط والذي صنف كل مدن الجنوب والفرات الاوسط وكوردستان العراق بالمحافظات السوداء بعد انتفاضة عام 1991. فهذا quot; مدلل عدي quot; كما كان يطلق عليه شيخ المدربين العراقيين عمو بابا والشارع الرياضي العراقي. يستخدم اوصاف غاية في الدنائه وذات نكهة صدامية بحته. رغم انه شخصيا ينتمي الى محافظة ميسان ومنطقة علي الغربي في الجنوب، قبل ان يغير لونه وثوبه وجدوله وكنتروله قبل عدة سنوات على يد المقبور عدي.

البعض ينتقد تدخل الحكومة العراقية بقرار حل اللجنة الاولمبية، وهذه في حقيقة الامر نكته من النوع المسخ، لان في النهاية هذه اللجنة ليس دولة مستقلة وسط العراق بل هي مؤسسة عراقية تابعة الى الحكومة العراقية وان اخذت صفة رياضية. وليس هناك مجال لفصل الموقف السياسي عن الموقف الرياضي ومثال على ذلك رفض الفرق العراقية اللعب مع الفرق الصهيونية.

وايضا مثال على ذلك موقف الغرب والكثير من الدول الحليفه في مقاطعة اولمبياد موسكو. ويمكن ايضا ملاحظة ان كثير من دول الاقليم يوجد على راس هذه اللجان والاتحادات شخصيات رسمية مهمة او شخصيات مقربة من سلطة صنع القرار.

نحن في العراق لانريد هذه ولا تلك بل المطلوب توفير اجواء انتخابية جديدة الى لجنة اولمبية عراقية جديدة وليشارك حسين سعيد نفسه في الترشيح الى ذلك الموقع الرسمي، بعد ان يجيب على الكثير من الاسئلة السابقة. ان العراق الجديد وفي كل مفاصل ومفردات الحياة اليومية يجب ان تنجلي عنه روائح ورموز واساليب ونماذج الماضي الصدامي الكالح والاسود. تحت اي عنوان كان وفي مقدمتها هذه quot; المصالحة الوطنية البائسة quot; والتي يريدها البعض مركب سؤ لعودة السؤ نفسه حتى الى الرياضة. فهل اصاب العراق العقم حتى لانعرف غير هذه الوجوه بينما لاعب كبير ورائع ومناضل ضد النظام السابق مثل فلاح حسن يتم تجاهله ومثله الكثير والكثير من الرياضيين وفي مختلف الالعاب وذلك المبدع العراقي البطل رعد حمودي مثال اخر!!. ونفس الشيء ينطبق على مستشار المالكي للامور الرياضية. بسام الحسيني فهو يمتلك سجل رياضي كبير وفي عدة مجالات رياضية في الولايات الامريكية المتحدة، ويمثل عينه من جيل عراقي بالكامل هجر من بلده بسبب جرائم واقصائات النظام السابق وينتمي الى عائلة اعطت الكثير من التضحيات اثناء مناهضة صدام واتباعه.

لذلك اعتقد هذه فرصة مناسبة ان يضحي رئيس وزراء العراق بمستشاره ويفرغه من عمله الحالي كمستشار ليرشح نفسه مع بقية المرشحين لرئاسة اللجنة الاولمبية العراقية الجديدة. لان القيادات الرياضية العراقية بحاجة الى دماء جديدة من الداخل ومن الجيل العراقي الكبير في الخارج والذي اكتسب خبرات كبيرة من الغرب في هذا المجال. والذي لايمكن تجاهله او عدم الاهتمام به وفسح المجال وكل الابواب امامه ليمارس دورة الرجوع والعودة الطبيعية الى الوطن الام والاب الذي اسمه العراق وسط أهله العراقيين.
والحديث لن ينتهي.. بل له الكثير من البقية. لكن بعد انتهاء مباراة المنتخب العراقي في تصفيات كأس العالم. فللحديث بقية يجب ان تاتي.

محمد الوادي
[email protected]