ظهور رئيس الوزراء نوري المالکي امام خامنئي ايران في اثناء زيارته الاخيرة لطهران من دون ربطة عنق کان امرا معيبا جدا بحقه، وبحق العراقيين، لا بسبب ربطة العنق ذاتها، بل السبب الذي حمل او بالاحرى اجبر المالکي على اخفاءها في جيبه لحظة حظوره امام الامام القائد quot; حفظه الله ورعاه quot; والذي لا يمکن ان يفسر بغير عقدة النقص والدونية لدى الکثيرين من قادة العراق الجديد لاسيما الشيعة منهم، امام دول الجوار، لاسيما ايران.
العراقيون وحلفائهم واصدقائهم کانوا ينتظرون من المالکي، والذي يقف على رأس السلطة التنفيذية في العراق ان يسمع (بضم الياء وکسر الميم) قادة ايران بان العراق الان هو بلد مستقل ذو سيادة يرفض الاملاءات او التدخل من احد کائنا من کان، وان امريکا وحلفاءها هم من حرر العراق من الاستبداد والطغيان، واننا ماضون في اتفاقيتنا الاستراتيجية معها بالشکل الذي نراه مناسبا لمصلحة العراق، وان ايران يمکن ايضا ان نتوصل معها الى اتفاقيات مماثلة ان توقفت عن التدخل في الشأن العراقي، والعبث بامنه ومقدراته واستخدامه ساحة في صراعه مع الامريکان. لکن الذي حدث کان العکس. فالمالکي الذي نکاد ان نعجز تصوره، حتى في المنام، من دون ربطة عنقه الحمراء اختفت لدى حضوره امام الامام کون هذا الامام يعتبر ربطة العنق من بدع الامبريالية والغرب. ولم يشفع ذلك لدولة رئيس الوزراء الضيف، حيث اسمعه الامام سيلا من الشتائم والاتهامات لحلفاء واصدقاء ومحرري العراق دون ان ينبس دولة الرئيس ببنت شفة.
کلنا يعلم ان کل الاحزاب الشيعية العراقية، او جلها، قد ولدت وترعرعت وتربت في ايران. وان ذلك معلوم ومفهوم لکل من له اطلاع على اوضاع العراق في ظل نظام صدام وسياساته تجاه شيعة العراق، وکلنا يمکن ان يفهم ان ايران دولة لها مصالحها وطموحاتها واطماعها في العراق وهذا مايفسر محاولاتها الحثيپة والدؤوبة لاختراق الجسد العراقي من خلال اختراقه الاحزاب الشيعية بکل ما اتت من سبيل. لکن ما نعجز عن فهمه هو لماذا لايشعر القادة الشيعة في العراق بانهم الان سادة بلدهم وانهم ليسوا باقل من اندادهم الايرانيين ولم يعدوا تابعين لهم..!!!
ربما کان لدى المالکي نوع من الميل الى الاستقلالية عن ايران quot;ولاية الفقيه quot;، هذا ما نسمعه هنا وهناك، وما حملته في البصرة ضد الخارجين على القانون والذي لم تکن ايران راضية عنها، کونها طالت بعض من عملائها وزبانيتها، الا دلالة على هکذا ميل، لکن اداء رئيس الوزراء في طهران امام الايرانيين و خلعه ربطة عنقه امام امامهم، لم تکن اطلاقا مدعاة فخر وعزة لدى العراقيين.
آسوس جمال قادر
التعليقات