في الاسابيع الأخيرة خصصت محطة ANN ( شبكة الأخبار العربية) عددا من البرامج تتعلق بالاحتلالات لأراضي عربية من قبل دول مجاورة مسلمة تدعي الصداقة للدول العربية وبنفس الوقت تحتل اراضي عربية وترفض التفاوض فيها او التخلي عنها. وكنتيجة لهذه البرامج تعرضت المحطة والتجمع القومي الموحد الذي يترأسه الدكتور رفعت الأسد لحملة من التضليل والتطاول من بعض الجهات التي تريد استمرار الطمس والتعتيم على الاحتلال الايراني للأحواز والاحتلال التركي للواء الاسكندرون والاحتلال الاسباني لمدن سبتة ومليلة. ولذا من الضروري توضيح بعض النقاط للقاريء الكريم.
محطة أ ن ن والتجمع القومي الموحد يؤكدان على اعادة الحقوق العربية في كل من ايران وتركيا واسبانيا والأرض الفلسطينية المحتلة اسرائيليا.

أراضي عربية مغتصبة تستحق الاهتمام والنضال
واكد التجمع انه يتعين على اسبانيا ان تتخلى عن سبتة ومليلة، وتتخلى تركيا عن لواء الاسكندرون، وايران عن منطقة الاحواز، فلا يجوز التغاضي عن الحق العربي مع الاصدقاء، واذا كانو فعلا اصدقاء فلماذا لا يبادروا الى اعادة الحق العربي الى اصحابه بالارض وبالسكان. الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية الذي مضى عليه أكثر من 60 عاما يجب ان يزول وينتهي ويستعيد الفلسطيني ارضه وكرامته. وهذا لا يعني ان ننسى او نتغاضى عن الاحتلالات الأخرى من قبل دول تدعي الصداقة وحسن الجوار.

احياء الذاكرة وتنشيطها
وايمانا بعدالة الحقوق العربية في استعادة الأراضي المغتصبة أكد التجمع القومي الموحد على اهمية تنشيط الذاكرة العربية بالاراضي العربية المحتلة في كل من الاحواز وسبتة ومليلة والجزر العربية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، ولواء الاسكندرون، كي لا تسقط من هذه الذاكرة ويعفي عليها الزمان. علينا ان نتذكر انه تم ضم منطقة الاحواز الغنية بالنفط الى ايران عام 1925 وتم ضمن لواء الاسكندرون الى تركيا عام 1939 واستولت ايران على الجزر الخليجية الثلاثة عام 1971. أليست كلها اراضي عربية محتلة. أليس لنا الحق بالنضال من أجل استرجاعها.
واثارة هذه القضية تأتي على خلفية تجاهل الامة العربية لحقها وتراثها واهلها وشعوب هذه المناطق، لا سيما بعدما كاد النسيان يلف هذه الحقوق فتصبح هذه الاراضي في غياهب الزمان.

لواء الاسكندرون والجولان
ومن هنا فانه يدعو سورية ايضا الى عدم التنازل عن لواء الاسكندرون الذي يشكل الخلفية التاريخية والجغرافية والامنية الحقيقية ليس لديار الشام السورية فحسب، بل للوطن العربي قاطبة، فلا تكون استعادة الجولان من العدو الصهيوني على حساب لواء الاسكندرون مع دولة تتفوه بصداقتها للوطن العربي.
هناك مخاوف حقيقية ان يفرط نظام دمشق بلواء الاسكندرون مقابل تسوية مع اسرائيل بشأن الجولان.

منطقة الاحواز ولواء الاسكندرون وسبتة ومليلة
ومن هذا المنطلق من الضروري التأكيد ان التاريخ ومرور الزمن لا يبطل ولا يلغي الحقوق ولا يلغي حق المطالبة باستعادة الاوطان المغتصبة.
إن الحق في الأرض كالحق في الحياة لا يسقط بالتقادم ولا تنسخه عاديات الزمن وعليه فإن الحق العربي لا يحتاج الى توقيت او زمن او مناسبة محددة للمطالبة به او النضال لاستعادته. فالنضال مستمر ويجب ان يبقى مستمرا وكذلك فإن كافة النصوص والمبادئ في إطار القانون لا تفرق بين استعمار وآخر واحتلال وآخر فليس ثمة استعمار عدو واستعمار صديق وليس ثمة محتل يمثل قوة دعم ومحتل يمثل قوة هدم كما انه وبالضرورة البديهية ليس ثمة استعمار طيب واستعمار سيء. وبالمثل ليس هناك احتلال حلال واحتلال حرام.
أليس رد الحقوق المغتصبة إلى أصحابها ورد الأراضى المحتلة إلى أهلها هو المعيار الحقيقي للصداقة وللتحالف إن وجد وللمعركة المشتركة ضد عدو واحد.

الابتعاد عن الانتقائية
حقوق العرب في أرضهم وثرواتهم، شمالا وغربا، ليست بديلا لحقوقهم، جنوبا وشرقا.
المطالبة بالأحواز أو الجزر العربية الثلاث او بسبتة ومليلة ليست بديلا للمطالبة والنضال من اجل استعادة الأراضى العربية الفلسطينية المحتلة والتي تنزف دما تحت حراب الاستيطان الصهيونية.

حقوق الشعوب في تقرير مصيرها
من النظريات الانسانية والاخلاقية التي تنسجم مع القانون الدولي والتي تحظى بتأييد كل وطني وقومي مخلص هي حق الشعب الفلسطيني في استعادة ارضه وفي حق الشعب العربي الاحوازي بالحصول على استقلاله واستعادة كرامته وحق الشعب الكردي الشقيق في تقرير مصيره في ارجاء ديار الشام السورية وهذا حق مقدس.
من لا يعجبهم هذا التوجه قد يتطاولوا ويهاجموا وينتقدوا ولكنهم بذلك يعبروا عن ازدواجيتهم ونظرتهم الانتقائية والانتهازية واضطراب في منهجهم وعشوائية في معاييرهم. لا يوجد مساومة
في مباديء العدل والسلام والحرية والقومية الانسانية الآدمية التي لا تفرق بين احتلال وآخر.

نهاد اسماعيل

اعلامي عربي
لندن


حزيران 2008