بينما كان جميع المصريين مشغولين ومهتمين بمتابعة محاولات انقاذ المئات من اخوتنا فى الدويقة الذين سقطت علي منازلهم صخور جبل المقطم وهم لايزالون نياما فى فراشهم فسوتها تماما بالارض وقتلت منهم العشرات.. وبينما كانت قلوبنا تعتصر الما وحزنا على ضحايا هذة الكارثة الانسانية البشعة.. فوجئنا بموقع الاخوان المسلمين على الانترنت ينشر بيانا يوم الثلاثاء 9 سبتمبر نسبة الى جبهة علماء الازهر بخصوص السيدة وفاء قسطنطين زوجة رجل الدين المسيحى التى قيل انها اجبرت على الاسلام ثم عادت ثانية الى المسيحية.


وقد بدأ البيان باتهام الدولة بالتنازل عن بعض سلطاتها واستبدادها للكنيسة القبطية بشأن قضية وفاء قسطنطين بدون سند قانونى او دستورى. وانها اى الدولة قامت بتسليم وفاء الى الكنيسة بعد اسلمتها.


ثم تحول فجأة بيان علماء الازهر الى هجوم عنيف وحاد ضد البابا شنودة والكنيسة حيث جاء فية مايلى:
ولم تأذن لأحدٍ من خارج رجال الكنيسة أن يلتقي بها،بل ومكنتهم بعد ان جاهروا و كشفوا عن سوء طويتهم وقبيح نياتهم من الاعتداء عليها والحضور معها أمام النيابة ولم تكن متهمة، وأعطت المجرمين الحق في ممارسة سلطات الدولة عليها من حبس، وتوجيه اتهام؛ ومزاولة سلطة التحقيق معها،بل والتعذيب لها بمباركة منها حتى جاءنا خبر استشهادها على أيدي الأوغاد المجرمين بغير مستند من شرعة سوى شرعة هوى البطريرك الأكبر هيلاسلاسى الكنيسة المصرية وهواه، تلك الشرعة التي بها مُكِّنَ بها من ممارسة سلطات التحقيق والتحفظ وإصدار قرارات الإفراج بشأن المعتدين من رعايا كنيسته على رجال الأمن المصريين، ثم ممارسة جريمة التعذيب على وفق ما كانت تصنع كنيسة الفاتيكان في روما ومجرمي الكنيسة المصرية من قبل مما عرف بمحاكم التفتيش.

وبعد انتهاء علماء الازهر من الهجوم الشرس ضد الدولة والكنيسة راحوا يتهجمون على شيخ الازهر واتهامة بالخرس على جريمة تسليم السلطات السيدة وفاء الى الكنيسة حيث قالوا:
ومع معرفة الأزهر الرسمي بتلك الحقائق وغيرها فقد خرص على جريمة تسليم السلطات المصرية لامرأة مسلمة إلى مجزرة ومحرقة الكنيسة المصرية وصمت صمت القبور، فضيع بذلك الأمانة، وخان الرسالة، بعد أن خذل قضية التعليم الديني في مصر؛ وسكت على إباحة بعض موظفيه فوائد وربا البنوك، وأهدر حق العفيفات المسلمات بفرنسا في لزومهن شريعة الحجاب.
وفى ختام بيان علماء الازهر طالبوا المسلمين بالمطالب التالية:
1- إحياء حق الشهيدة وفاء قسطنطين شكلا وموضوعا، وذلك برفع اسمها ووصفها على ما يرزقون من البنات.
2- كذلك رفع ذكرها وإعلان اسمها على كل وسيلة ممكنة من وسائل الدعوة إلى الله والبيان،بدءا من المواقع الالكترونية، ودور العبادة والتعليم، ثم بالطرقات، والقاعات، والميادين؛ والمحاضرات ؛والخطب والدروس.
3- استنهاض همم أصحاب البيان ومؤسسات الإعلام للمطالبة بحق الشهيدة وفاء وأخواتها ومن أضير بسببها من صحفيين وإعلاميين ورجال أمن و شرطة.
ولم يذكر او يوضح لنا بيان علماء الازهر الذى نشرتة جماعة الاخوان المسلمين فى موقعهم من هم اواسماءهم او المراكز التى يشغلونها فى الازهر.. وكيف وهم يدعون انهم علماء ازهر يتهجون على شيخهم الاكبر الرجل الجليل الذى نكن لة كل مودة واحترام ويتهمونة بالتستر على جريمة قتل السيدة وفاء قسطنطين؟؟ وكيف عرف هؤلاء العلماء ان السيدة وفاء ماتت او قتلت اواستشهدت بعد تعذيبها بمعرفة الكنيسة؟؟ واين الدليل على صحة ادعاءاتهم والشهود على ان الكنيسة ورجالها قاموا بقتل السيدة وفاء بعد تعذيبها؟؟


وعلى افتراض ان السيدة وفاء قد ماتت بالفعل مالذى يمننعنا فى هذة الحالة ان نفترض ايضا انهم اى هؤلاء علماء الازهر هم الذين قتلوها او حرضوا على قتلها لانها رفضت الدخول فى الاسلام وقررت بكامل ارادتها امام القضاء المصرى وامن الدولة انها ولدت مسيحية وسوف تموت مسيحية؟؟


حقيقة لا اعرف ماذا ارد او اقول لهؤلاء المتطرفين الذين اصبح لاهم او شاغل لهم سوى اشعال الحرائق وتهيج المشاعر وتاليب ابناء الوطن الواحد ضد بعضهم البعض والتحريض ضد غير المسلمين.


لقد كان اولى بهؤلاء _ المفروض انهم علماء ازهريين عقلاء_ البحث عن حلول لمشاكل الوطن والمساهمة بالافكار والاعمال الجادة لرفع المعاناة عن ملايين المصريين الذين يعانون من الفقر وظروف معيشية صعبة وسيئة للغاية..وايضا المساهمة فى خلق الوئام والمحبة والسلام الاجتماعى بين جميع ابناء مصر.. ولكن للاسف كثيرا ما نجد بعض علماء الازهر وعدد من الشيوخ وايضا بعض المسلمين العاديين فى مصر يكرسون كل طاقاتهم وجهودهم ويغدقون الكثير من اموالهم من اجل اغراء فلان او فلانة لدخول الاسلام...


لم يعد يشغلهم هموم الوطن الكثيرة اومشاكلة التى تزاد يوميا وانما صار كل ما يشغل هؤلاء المتطرفين مصير السيدة وفاء قسطنطين زوجة رجل الدين المسيحى الذين استغلوا خلافها مع زوجها وحاولوا فى لحظات ضعفها اغراءها بكل الطرق لدخول الاسلام ظنا منهم ان اسلمة امراة مثلها هى اعظم انجاز او عمل يمكنهم القيام بة لخدمة الاسلام والوطن والانسانية... وان اسلمة وفاء او غيرها سوف تفلب موازين الكون وتحدث ثورة عالمية تؤدى الى انهيار المسيحية ليس فى مصر فحسب وانما على مستوى العالم!!!


اخيرا..اننا ندعو شيخ الازهر للتحقيق فى هذا البيان الصادر عن جبهة علماء الازهر لانة لايسىء الى الكنيسة فحسب وانما ايضا يسىء لة شخصيا وللازهر وللحكومة المصرية كما انة يحرض بطريقة سافرة (يعاقب عليها القانون المصرى) ضد الكنيسة القبطية ويدعو الى الفتنة وضرب وحدة ابناء مصر من مسلمين ومسيحيين.

صبحى فؤاد
استراليا
11 سبتمبر 2008
[email protected]