قد لا تكون عدة حلقات كافية لنحكم على مسلسل رصدت له مبالغ ضخمة من أجل إنتاجه كـ quot;باب الحارةquot;، ولكن المعطيات الأولى كانت مفاجِئة للكثير من عشاق هذا المسلسل الشهير.

الجزء الثالث من باب الحارة لم يستطيع ndash; حتى الآن- أن يصنع الفرق لنفسه بين هذا الكم الهائل من المسلسلات الدرامية في رمضان، بل جاءت بدايته رتيبة، مملة، دون أحداث مثيره، طغت عليها الأحاديث الجانبية والتعريف بالشخصيات الجديدة التي انضمت للمسلسل في جزءه الثالث.

الجماهير التي ارتبطت بهذا المسلسل، وبشخصياته طوال عامين، كانت تنتظر أن تشاهد عملا مختلفا عما سبقه، خصوصا وأن باب الحارة وصل إلى ذروة شهرته وجماهيريته في جزءه الثاني، وحين تم الإعلان عن الجزء الثالث منه، توقع الكثيرون أن يكون أكثر تشويقا ومتعه من الجزأين الأولين، إلا أن الكثير أصيبوا بخيبة أمل بعد أن تابعوا منه ستة حلقات quot; خالية من الدسمquot;.

لعنة أبو عصام:
أبو عصام تلك الشخصية الهادئة، والحكيمة، والتي دخلت قلوب الجميع، ظهر تأثير غيابها بشكل واضح في الجزء الثالث، رغم تأكيدات مخرج العمل بسام الملا على أن قرار تغييب هذه الشخصية عن الجزء الثالث، لن يضر كثيرا بالخط الدرامي للمسلسل، الذي طورت محاوره كثيرا من خلال التعرف على شخصية العقيد quot;أبو شهابquot; الإنسانية وحياته بعد زواجه، إضافة لظهور عائلة أبو حاتم وخاصة الدور الذي تلعبه في هذا الجزء شخصيّة أم حاتم، التي تصبح إحدى الشخصيات الفعّالة في الحارة كما توسعت الأحداث لتضم إلى جانب quot;حارة الضبعquot; كل من quot;حارة أبو النارquot; وحارة quot;الماويquot;. rlm;

ورغم أن عدد الشخصيات في المسلسل تجاوزت الثمانين شخصية، إلا أن غياب كبير وجهاء الحارة وحكيمها، أبو عصام، قد ترك فراغا كبيرا لدى المشاهدين.. ما جعل من هذه الشخصية الغائبة محور حديث الجميع، وسبب من أسباب تراجع الإثارة عن العمل.

البعض لم تعجبه طريقة الإعلان عن وفاة quot; أبو عصامquot;، واعتبرها تجاهل لمسيرة النجاح التي حققها في الجزأين الأول والثاني، حيث أن الإعلان عن الوفاة جاء قبل بدء الحلقة، وحين بدأت الحلقة، ظهرت عبارة quot; بعد مرور خمسة أشهرquot;، وكأن المخرج أو الكاتب يريدان من الجماهير أن يتجاوزا الحديث عن أبو عصام.

تغيير الشخصيات:
من أهم أسباب ارتباط المشاهدين بمسلسل باب الحارة، أنه جعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من هذه الحارة، يعيش بين أهلها، ويتفاعل مع شخصياتها، ويقف مع هذا ضد هذا، والعكس، ولذلك لم يكن من السهل على الكثيرين أن يتقبلوا تغيير بعض الشخصيات التي ارتبطوا بها في الجزء الأول، والثاني، بشخصيات جديدة كتاج حيدر ( جميلة) التي حلت محلها دانا جبر، وليلى سمور التي أبدلت بشكران مرتجي وكذلك أم خاطر وغيرها، إضافة إلى دخول شخصيات جديدة كعقيد حارة الماوي والفنانة جمانا مراد وغيرها.

غياب quot;الإثارةquot;:
البعض فسر هذا الخمول في بداية المسلسل، بالهدوء الذي يسبق quot; الإثارةquot;، وربما يكون الرأي صحيح فعلا، فلا يزال هناك الكثير من الأحداث التي لم تظهر بعد، ولكن، وبمقارنة بسيطة مع عدد من المسلسلات الأميركية والغربية بشكل عام، سنجد أن الإثارة تبدأ مع أول مشهد من المسلسل، ولا تتوقف حتى تنتهي الحلقة الأخيرة منه.

فهد سعود