نشرت ايلاف قبل ايام خبر quot; فاجعة quot; عن مشاركة البطلة العراقية دانة حسين في اولمبياد بكين وهي ترتدي quot; حذاء مستعمل اشترته من الاردن!!quot;. اعترف وبصوت عالي اني كعراقي لم اجد غير الألم والحسرة كملاذ وانا اقرأ هذه الاسطر الفاجعة والمؤلمة، والاسباب عظيمة وكثيرة، عظيمة بعظمة مصائب العراق المزمنة والتي لاتريد ان تنتهي والاسباب كثيرة وعميقة لانها تمتد من حمورابي ونبو خذ نصر وحتى تمصير العراق وعاصمة الخلافة والدين على عهد امير المؤمنين علي بن ابي طالب quot;عquot; وحتى واقعة الطف واستشهاد الامام الحسين quot;عquot; وبوصلة العراق لاتنتهي عند هذا الحد فاينما أدرت الاتجاه ستجد منارة ومرقد وستجد تاريخ وشواخص وستجد الجواهري والسياب ونازك والكوراني وستجد ايضا المصائب التي لاتريد ان تنتهي في العراق.
وكل هذا التاريخ الناصع وكل هذه الاسماء العظيمة وكل ثروات العراق التي يقدر المكتشف منها لحد الان 350 مليار برميل نفط. لم تشفع الى البطلة دانة حسين فذهبت الى اولمبياد بكين quot; بحذاء مستعمل وبالي quot; مما اثار انتباه كل وسائل الاعلام العالمية فحصلت هذه الصورة quot; صورة الحذاء quot; على لقب الصورة الاولى في اولمبياد بكين وبلا منازع، وانا على يقين ان بلدان مثل الصومال او جزر القمر وافغانستان لو أتيحت لها هذه الفرصة الاولمبية لاهتمت بابطالها بشكل اكبر وأرقى بكثير مما جرى مع هذه البطلة العراقية. لانه في العراق اليوم وبعد سقوط ذلك الصنم الطائفي فقد خلف بعده في العراق الف quot; دوستم والف بختيار والف بن لادن quot; والف اقطاعي جديد والف برجوازي اخر زمان. وكم كان صادقا ذلك المعتوه البيكمون الجبان حينما كان يردد في عقد الثمانينات ( سوف أسلم العراق خرابة ).وهذا هو العراق فعلا كذلك لان quot; غالبية quot; الذين جاءوا بعد صدام معظمهم سار على نهجه واسلوبه في الحكم وان أختلفت الهيئات من الزيتوني المقيت الى هيئات اخرى ولكن بمساحة أقل لان وضع العراق الحالي لايتحمل صنم واحد مطلق، لذلك ترى العراقيين يرددون بصوت عالي وبعد ان أتضحت الصورة امامهم يوم بعد يوم quot; خلصنا من صنم واحد كبير جاءنا الف صنم صغيرquot;. وطبعا حتى لانتكلم بالمطلق فان الاستثناء من هذه القاعدة جدا صغير ويكاد لايرى الا بالمجهر. وايضا العراقيين يعرفونهم جيدا ويميزوهم عن صنف الاصنام الجديد منها والقديم.
لو كان عندنا برلمان يعطي للديمقراطية حقها، لتم استدعاء كل المسؤولين الرياضيين من درجة وزير الى أقل مستوى في الوزراة الى قاعة البرلمان ومسألتهم ومحاسبتهم على هذه الكارثة الاخلاقية بحق العراق والعراقيين. لكن من يحاسب من!؟ أذا كانت الغالبية العظمى من اعضاء البرلمان العراقي هم عبارة عن سراق وحرامية ومختلسين وشياطين من النوع الساكت على الحق!! ان المعدل الشهري لراتب quot; عضو المهازل quot; الذي يطلق عليه البرلمان زائدا المبالغ المقطوعة التي يحصل عليها في كل بداية فصل تشريعي وزائدا الخدمات الاخرى التي تقدم له ومع اضافة مبالغ الاكل والشرب والسفر السنوية والتي تجاوزت لحد شهر تموز 2008 // 75 مليون دولار. في طريقة حساب بسيطة quot; ياخذ / يسرق الفرق ليس كبير quot; كل عضو برلمان من ثروات الشعب العراقي حوالي 200 مليون دينار عراقي لكل عضو شهريا!! هذا ولم يدخل في الحساب مبلغ 160 مليار دينار عراقي تم التصويت عليها و أضافتها خلال نهاية ما يسمى الدورة التشريعية الاخيرة للفترة المتبقية من عام 2008 بشكل سري ومغلق بعيدا عن عدسات الكاميرات!!
أتذكر جيدا كان اللاعب الدولي quot; حسام حسن quot; مهاجم المنتخب العراقي في عقد التسعينات ولاعب نادي الزوراء، تعرض الى فحص في احدى البطولات الدولية فتبين انه يعاني من quot; فقر الدم quot; فاصاب الذهول والصدمة الاطباء الاجانب كيف يكون مهاجم وهداف المنتخب مصاب بمثل هذا المرض!! وكيف يكون لاعب خطير على الخصم وهداف للبطولات ويعاني من فقر الدم!! وفات على هولاء الاطباء والمشرفين الاجانب على البطولة، ان حسام أنما كان يكابد العوز والجوع والفقر لكنه حينما يرتدي quot; فانيلة quot; المنتخب العراقي فانه يلعب بغيرة عراقية ووطنية كان يفتقدها صنم العراق الساقط حينما كان يبني بنفس ذلك الوقت اكثر من 180 قصر!!
وايضا كان يفتقدها المجرم المقبور عدي المشرف على الرياضة العراقية حينها وهو يقضي وقته بين حفلات الغجر quot; الكاولية quot; ونهب ثروات العراقيين. اليوم يبدو quot; بعض quot; هذه الصور مازالت مثل الاورام الخبيثة تعاود بناء نفسها في عراق اليوم. quot; فبعض ورثة quot; صدام ونظامه في العراق الجديد والذين استولوا على تلك القصور والمزارع وأخذوها لنفسهم بدون اي منطق اخلاقي او قانوني. يتعاملون ايضا بنقص quot; الغيرة quot; على العراق والعراقيين!!
بينما تتعامل البطلة دانة حسين بغيرة ووطنية عراقية لايمكن ان يفهمها كل أوباش الدنيا والحرامية. فحسام ودانة وامثالهم الكثيرين في التاريخ العراقي. يتعاملون مع العراق مثل التعامل مع الاب والام والاخت والابن بينما صدام وعدي وبعض ورثته في عراق اليوم يتعاملون مع العراق كفرصة يجب أغتنامها. حسام ودانة يتعاملون مع العراق كأنه تاج مميز على الرأس بينما صدام وعصابته وبعض ورثته اليوم يتعاملون مع العراق كغنيمة يجب سرقة وتحميل اكبر قدر منها!! الفرق بين حسام ودانة وحرامية العراق القدماء والجدد، أن اولئك الابطال يحبون كل ذرة تراب من ارض العراق ويتنفسون بها لانهم رضعوا من أم عراقية كريمة وأصيلة. بينما هولاء الحرامية لايعرفون معنى عشق تراب وطين العراق لان اسيادهم ومصائرهم خارج الحدود العراقية.
اما أنت يادانة حسين البطلة.. ورغم أني مثلك أعاني مما تعانين، لكن لاأجد مع الآلم والخجل امامك سوى تقديم الاعتذار اليك ومن خلالك الى كل ابطال العراق وفي كل المجالات. وليسقط كل الاوباش وليعيش العراق. وسيعيش معززا مكرما فهذا قدره التاريخي الأبدي.
محمد الوادي
[email protected]
التعليقات