مرة أخرى يفشل الشعب العراقي بأحزابه وساسته ونخبه وجماهيره في أمتحان الوطنية، ويثبت أنه شعب جبان لايدافع عن نفسه ومصالحه ووطنه ضد العدو الإيراني الذي لايريد فقط الأستيلاء على حقول نفطه، بل لديه مشروع متكامل لتفريس البلد وللهيمنة السياسية والأقتصادية والدينية... وتحويل العراق الى مجرد تابع ذليل لنظام ولاية الفقية!

ومنذ جريمة احتلال الحقل النفطي العراقي، ونحن ننتظر من دون جدوى خروج تظاهرات جماهيرية حاشدة في المدن العراقية تندد بهذا الأعتداء وتطالب بالأنسحاب الفوري، وتعبر عن غضبها بأشكال رمزية كأن يكون بأحراق العلم الإيراني وصور الخامنئي والخميني وصور عملاء إيران في العراق، و نشاهدها وهي تزحف بأتجاه السفارة الإيرانية ببغداد وقنصلياتها في المحافظات وهي ترشقها بالحجارة وتطالب بأغلاقها، بل لم نشهد حتى بيان رسمي حكومي ندد بالأعتداء وهدد بتقديم شكوى الى مجلس الأمن في حال عدم الأنسحاب الفوري الإيراني من الأراضي العراقي، على العكس ماحصل هو ان الحكومة العراقية تتحدث عن وجود حقوق ايرانية في حقول النفط العراقية الحدودية وتمهد الطريق لمنح ايران عدة حقول هدية مجانية تحت ذريعة الحوار والمفاوضات والأتفاقيات الحدودية!

واذا كان موقف الأكراد هو موقف الشامت والمتفرج وانهم منذ البداية أعلنوا العداء للدولة العراقية وحملوا السلاح ضدها تنفيذا لمخططات الدول الخارجية، وان العراق بالنسبة لهم مجرد بنك لصرف الدولارات لهم لغاية توفر فرصة الأنفصال، فأن المشكلة في عرب العراق من الشيعة والسنة الذين يشكلون نسبة 80 % من سكانه، فهؤلاء هم أصل المشكلة والبلاء المسبب لوجع العراق ومرضه الدائم، فخلافاتهم وصراعاتهم على السلطة والمال هي سبب تدمير البلد واضعافه وتمكين الأحزاب الكردية من التلاعب به والأستفراد بهم وأبتزازهم!

فالسنة (الغالبية) منهم ميوله القومية العربية تطغى على انتمائهم الوطني للعراق، وهم على أستعداد دائم للتفريط بمصالح بلدهم في سبيل هذا الولاء القومي، وخير دليل على هذا تعاونهم المشين مع عناصر القاعدة والمخابرات السورية وأستضافتهم في مدنهم وبيوتهم ومشاركتهم في جرائم المفخخات وقتل العراقيين، والسني العراقي لايشعر بتأنيب الضمير وعار الخيانة الوطنية امام مشاعر الولاء القومي!

أما (غالبية ) شيعة العراق فهم يستغرقهم الولاء الطائفي لدرجة أنهم يعتقدون ان العمالة لحساب المخابرات الإيرانية تعتبر ( جهادا في سبيل الله ودفاعا عن الأسلام والتشيع ) لذا نرى منذ اليوم الأول لسقوط نظام صدام التنظيمات الشيعية سارعت الى تسليم العراق وثرواته الى ايران عن طيب خاطر وفي منتهى التفاني والاخلاص والدفاع المستميت عن العدو الإيراني، بل سبق لهذه التنظيمات ان حملت السلاح وقاتلت الى جانب الجيش الإيراني ضد العراق وطنا وشعبا وجيشا وليس ضد نظام صدام الأجرامي، والشيعة كذلك مثل السنة لايشعرون بتأنيب الضمير وعار الخيانة الوطنية عندما يعملون لحساب ايران ضد وطنهم!

حددنا الغالبية من الطرفين ولم نعمم على الجميع، ففي المجتمع العراقي توجد عناصر وطنية شريفة، ولكنها للأسف قلة قليلة وغير فاعلة في الساحة السياسية امام طوفان الفساد والسرقات والجرائم والخيانات المستمرة... وطبيعي ان كل هذا الخراب هو نتيجة حتمية لمشكلة ضعف مشاعر الأنتماء الوطني لدى الغالبية ساسة وجماهير، فشعب صامت صمت أهل القبور لايدافع عن نفسه وبلده، وشعب لايثور ضد الأحزاب والساسة الخونة، وشعب لايكلف نفسه عناء الخروج في تظاهرة حاشدة ضد العدو الإيراني.. هذا هو عنوان التخاذل واللامبالاة وانعدام الشعور بالمسؤولية.
[email protected]