مؤسسة الصليب الأحمر الدنماركي،هي واحدة من المؤسسات العريقة والكبيرة في البلاد، يمكن ملاحظة وجودها في كل مكان في الدنمارك من خلال نشاطاتها المختلفة، ومن خلال محلات بيع الأشياء المستعملة.


وجهات نظر القائمين عليها كثيرا ماتخالف وجهات نظر الكثير من السياسيين، فشعارهم تقديم المساعدة لكل محتاج، منظمات أو أفراد بغض النظر عن المواقف السياسية، فعلى سبيل المثال موقفهم لايتفق مع سياسة الحكومة الحالية في التشديد بقبول اللاجئين مثلا، وكذلك في إدانتهم، للممارسات الغير إنسانية التي تستهدف المدنيين في صراعات الشرق الأوسط، ولكنها مؤسسة راسخة لها ثقل اجتماعي كبير لايستطع معه السياسيون تجاهلها مهما كانت وجهات نظرهم المخالفة لها، اكتسبت هذا الثقل من خلال العمل والعاملين بها وشفافيتها، والخدمة الواضحة التي تقدمها للمجتمع الدنماركي والمجتمعات الأخرى.


فهي من تحملت العبء الأكبر في رعاية شؤون اللاجئين إلى الدنمارك قبل حصولهم على حق الإقامة، واستمر هذا العمل لسنوات ومازال مستمرا، رغم التشدد في قبول طلبات اللجوء في السنوات الأخيرة،الأمر الذي تعارضه منظمة الصليب الأحمر وتنبه إلى لاانسانية بقاء اللاجئين في مراكز اللجوء لسنوات طويلة من دون حسم إنساني لموضوعاتهم، ولكنها لاتستطع التدخل فيه لأنه شأن سياسي يخرج عن اختصاصها وصلاحياتها.


يعمل في مؤسسة الصليب الأحمر الدنماركي 19000 متطوع دنماركي، في عام 2007 قدمت مساعداتها لـ 55 بلد،صُرفت مبالغ المساعدات، في مناطق الحروب والنزاعات، والكوارث الطبيعية، لدعم التنمية والصحة، وإعادة البناء.


بلغت مساعداتها المادية قيمة 702 مليون كرونة أي مايقارب 140 مليون دولار، كان المصدر الرئيسي في ميزانيتها هي تبرعات الأفراد الدنماركيين العاديين، كما إنها تتلقى دعما من البلديات المختلفة تبعا لنشاطاتها داخل المجتمع،ومراكزها على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة حيث أمكنها وفور الاتصال بها سواء كان المتصلون أفراد يبحثون عن النصيحة والإرشاد أو الاتصال من قبل المؤسسات الدنماركية الأخرى التي تحتاجها في أمور مجتمعية أخرى للاستفادة من خبرة وفعالية نشطاء الصليب الأحمر.


تبدأ المنظمة بالتوعية بأهمية وجودها وعملها التطوعي في المراحل الدراسية المبكرة من خلال تنظيم فعاليات، التعريف بقواعد المرور على سبيل المثال للطلاب الجدد الصغار، أو حملات جمع التبرعات التي يقوم بها متطوعون أطفال لبلدان أخرى تحتاج لمساعدة، ونشاطات تربوية أخرى، كلها تصب في منهل التوعية بأهمية مساعدة الغير، بغض النظر عن اللون والعرق أو الدين..
ختاما لابد من ذكر إنها شريك فعال ومهم لقرينتها منظمة الهلال الأحمر في مناطق الشرق الأوسط.

ضياء حميو
[email protected]