يعتب علينا البعض إهتمامنا بالملف القبطي فقط والحديث في كل مواقعنا وكتاباتنا وصحفنا حول موضوع واحد وقضية واحدة فقط لاغير, ويطالبوننا أن نكون كتاب ومواقع مصرية تهتم بقضايا الوطن ككل, بل يتمادوا ليحولوا العتاب لإتهام بإننا طائفيين. والحقيقة إنني أتعجب من أمر هؤلاء مع إنهم من خيرة شباب مصر وهم من الذين نسميهم بالمعتدلين ولا أجد ردا علي هؤلاء أكثر تعبيرا من المثل المصري ( لا يشعر بالنار غير الذي إكتوي بها) وإن دل توجيه العتاب علي شئ فأنه يدل علي الفجوة العميقة بيننا وبين أخوتنا وشركاؤنا في الوطن.
أولا مواقعنا وكتاباتنا لا تنحصر في الملف القبطي فقط فنحن في خندق واحد مع الليبراليين المصريين ندافع عن حقوق الإنسان المصري ولقد كنت انا شخصيا أول من دافع عن الكاتب الشاب عبد الكريم سليمان حينما صدر قرار بفصله عن جامعة الأزهر. ومن ينظر لمواقعنا وصحفنا وكتاباتنا بعين محايدة سوف يجد أن الموضوع الرئيسي هو الإنسان المظلوم بصفة عامة.ولقد كان للأقباط ومازال الشرف في الدفاع عن البهائيين والشيعة والنوبيين بصفتهم مواطنين مصريين وليس أقباط.
نحن مع علمانية الدولة وفصل الدين عن السياسة ونناضل من أجل دولة ليبرالية تتساوي فيها حقوق كل المصريين بغض النظر عن دينهم وجنسهم ولونهم.ومن ينكر تبني الكتاب الأقباط للدفاع عن قضايا المرأة كمن لا يري ضوء الشمس. وبما إننا قد حملنا فوق أكتافنا حمل ثقيل وهو الدفاع عن حقوق الإنسان ليس في مصر فقط بل في منطقة الشرق الأوسط وهي المنطقة الأكثر إنتهاكا لحقوق الإنسان في العالم. ولما كان الأقباط هم أكبر أقلية في الشرق الأوسط بل إن عددهم يزيد عن مجموع عدد سكان ثلاث دول بالمنطقة هي تونس وليبيا ولبنان, ومع ذلك لا توجد أقلية في المنطقة تعاني من إضطهاد مثلما يعاني الأقباط!!!!. وبالرغم من معاناتهم لا يوجد من يدافع عنهم غير عدد قليل من الكتاب المصريين.
كما إن المساحة الإعلامية المخصصة لهم لمناقشة وعرض قضاياهم والدفاع عن قضيتهم ضئيلة جدا لا تقارن بالمساحات الإعلامية التي تهاجمهم وتهاجم من يساندوهم وتهاجم عقيدتهم, وتساند من يرتكبون جرائم ضدهم. فإن لم نكتب نحن عن الأقباط ومشاكلهم فسوف لا يجدون من يكتب عنهم. ثم ماذا يكون شعوري بيني وبين نفسي وبيني وبين قرائي إن كانت هناك قضية مطروحة وكتب عنها كاتب مصري ليبرالي وأنا لم أكتب؟؟؟؟؟
والذين يتهموننا بالطائفية إتحداهم في خلال الخمس سنوات الأخيرة لو أعطوني مدة زمنية مدتها إسبوع واحد وقد خلت من إعتداء علي الأقباط دلوني متي كان هذا الإسبوع الذي أخذ فيه الأقباط إستراحة؟؟ الحقيقة لا يوجد فالأحداث تتلاحق فوق روؤسنا بصفة شبه يومية. مما يجلعنا نوجه نفس اللوم علي هؤلاء ونطالبهم إذا كانوا ليبراليين ومعتدلين أن يضعوا أياديهم في أيادينا لنكون جبهة واحدة ضد الظلم وننصر المظلوم بغض النظر عن عقيدته. لماذا تعطي للمظلوم ظهرك لكونه قبطي وكيف تدعي إنك تدافع عن حقوق الإنسان وانت تفعل ذلك. ثم كيف تتهموننا بالطائفية؟؟ ونحن الذين إكتوينا بنارها ,كيف تتهمونا بالطائفية؟؟
ونحن الذي كرسنا حياتنا من أجل القضاء عليها ومحموها من المجتمع المصري. متي كان القبطي طائفي؟؟ وكل حلمه العدل والمساواة, فهل أصبح طلب العدل والسماواة طائفية في هذا الزمن؟؟؟ إنني أدعوا كل من يعتبر نفسه إنسان معتدل ومدافع عن حقوق الإنسان للوقوف معنا في جبهة من أجل القضاء علي الطائفية من أجل نشر ثقافة الحب والمساواة, من أجل نشر ثقافة التسامح وقبول الأخر, من أجل نشر ثقافة إحترام عقيدة الأخر, عندئذ ستجدني معك أكتب عن البطالة والعنوسة ومشاكل التعليم والسكن والمواصلات والتليفونات, فليس من المعقول أن يكون لديك مريضين واحد مصاب بفشل كلوي والاخر مصاب بإنفلونزا ولديك سرير واحد بأحد المسشتفيات وتطلب أن تعطي السرير لمريض الإنفلونزا بحجة إنه بعد يومين سوف يشفي والسرير سيكون لمدة طويلة لمريض الفشل الكلوي فلربما بعد يومين ستجد مريض الفشل الكلوي وقد فارق الحياة.
مدحت عويضة
[email protected]
التعليقات