توجد في الأفق العديد من المؤشرات الدالة على تصعيد سياسي ربما يتطور الى معارك عسكرية ما بين العراق والاحزاب الكردية، فما يشعر به الأكراد من خيبة وإحباط بسبب برود علاقتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقرار أدارة أوباما حصر تعاملها مع حكومة بغداد فقط، وعودة الأمن والاستقرار النسبي للعراق وبدء أستعادت الجيش بعضا من قوته العسكرية، وموجة الأستنكار الشعبي من الجماهير العراقية للممارسات الأحزاب الكردية.

هذه المؤشرات وغيرها أستفزت الأحزاب الكردية وأشعرتها بالأفلاس والهلع والنبذل والتهميش والإبتعاد عن دائرة الأهتمام العالمي، وجعلتها أمام لحظة مفصلية ومأزق وجودي دفعها للبحث عن مختلفة الوسائل للعودة الى دائرة الضوء وتحقيق قسم من أطماعها، وقد ظهرت ملامح مخطط كردي لإفتعال أزمة مع حكومة بغداد من خلال التحرش بمدن كركوك والموصل وديالى ومن ثم اشعال حرب محدودة تجبر أمريكا وغيرها من دول العالم على التدخل وتدويل قضية ما يسمى (المناطق المتنازع عليها) هذا المفهوم الغريب على القاموس السياسي فيما يخص المشاكل داخل الوطن الواحد فهو مصطلح خاص بالمنازعات بين الدول المستقلة، وقد تم فرضه على الدستور العراقي من قبل الأحزاب الكردية في لحظة أنهيار الدولة وكان عبارة عن إبتزاز سياسي ومحاولة للتلاعب بالدولة العراقية.

وما صدر من تصريحات عن بعض الساسة الأكراد بشأن رفض أنسحاب الميليشيات الكردية من المناطق المتنازع عليها.. هذا التصريح فيه تحدي للسلطة، ومؤشر على تصعيد عسكري، وأغلب الظن ان المعارك العسكرية ربما ستندلع في الموصل بين الميليشيات الكردية وأبناء المدينة الشرفاء الشجعان التي شهد غليان شعبي كبير للدفاع عن عراقية المدينة.

طبعا هذا السلوك الأنتحاري من قبل الاحزاب الكردية سيكلفها كثيرا جدا، فالدعم الدولي لها ليس دائما، وامريكا ودول أوربا هذه الدول غير مستعدة لتوفير الحماية بشكل مستمر لهم، بينما الأكراد سيظلون يعيشون بجوار العراق وتركيا وايران وسوريا، ومن مصلحتهم الجنوح الى منطق موازين القوى الذي لايصب في مصلحتهم فهم أضعف من ان يتحدوا كل هذه الدول، لذا لايوجد أمامهم ألا خيار السلام والتعقل والخضوع للواقع.

والآن أترككم مع مجاميع المعلقيين الذين خصصتهم الاحزاب الكردية لمهاجمة العراقيين الذين يدافعون عن وطنهم.

خضير طاهر