هل بالفعل الجائزة الأدبية تقوم على ترويج الثقافة العربية بكافة أنواعها بشكل صحيح شامل يصل لكل قارئ؟ وأتحدث هنا تحديدا عن الرواية.. هناك فرق بين شعبية الرواية ومكانة الرواية.. ما تقوم به الجائزة الأدبية هو صنع شعبية للرواية.. أما مكانتها فلا اعتقد انه من العدل أو الصحيح أن تحددها لجنة تحكيم تضم بعض الأشخاص.. فهل هؤلاء الأشخاص يمثلون اهتمامات القارئ أو ذائقته؟ كيف يحددون ما هو الموضوع أو الفكر الذي يجب أن ينال جائزة في ظل صدور عشرات من الروايات التي تطرح أنواعا مختلفة من الفكر ونصوصها كتبت بأساليب مختلفة!! هذا إذا كان هدف هذه الجوائز الأدبية الوصول للقارئ أو هدفها التشجيع على القراءة أو الترويج للثقافة!
كثرة الجوائز الأدبية في عالمنا العربي فيها من العيوب والمميزات، من مميزاتها أنها تسوق لرواية معينة بحد ذاتها مما يعطي الكاتب فرصة للانتشار، واستثمار اقتصادي للناشر.
ولكن هناك مسؤولية تقع على هذه المؤسسات الثقافية وعلى الناشر في الترويج للثقافة، في خلق حراك ثقافي صحيح، فالجوائز تعلب دورا في تكريس نمط معين من الكتابة وتكريس فكر معين هم يريدون الترويج له وبطريقة ما يهمشون فكر الآخرين، فالناشر يهتم بالعناوين التي يستطيع أن يستثمر من ورائها اقتصاديا، بغض النظر عن اهتمامات القارئ، والمؤسسات الثقافية همها أن تنافس غيرها بالتسابق بإقامة المهرجانات الأدبية أو إنشاء الجوائز الأدبية لتظهر أمام العربي والغربي بأنها الأولى والسباقة، المهرجانات والجوائز لا تصنع إبداعا أو تاريخا أدبيا.
يقول الأديب ادوار الخراط: quot;هناك ناقدان عظيمان هما الزمن وجمهور القراء.. وهما في النهاية يصنعان الإبداعquot;. وليس صحيحا أن الراحل quot;نجيب محفوظquot; لم يكن معروفا قبل حصوله على نوبل.. أقول كان معروفا ومقروءا.. ومقروءا بشدة لسبب بسيط.. فمحفوظ ظل يكتب على مدى 40 سنة لرجل الشارع أي للقارئ العادي وليس للمؤسسات والجوائز!
سلوى اللوباني
[email protected]
التعليقات