اكرم الله وجهة هذا الشيخ الفاضل الذى تكرم علينا منذ ايام قليلة وافتى فى حضور جمعا كبيرا من كبار وصغار الصحفيين المصريين فى ندوة بنقابتهم فى القاهرة بانة يجوز للاهل والجيران ان يطلبوا من القاضى تطليق الزوجين اذا رأوا استحالة العيش بينهما حتى لو رفض أحد الزوجين أو كلاهما الطلاق.


والشيخ الفاضل هو جمال قطب الرئيس السابق للجنة الفتوى بالازهر الذى افتى بهذة الفتوة العظيمة لا شك فانة شخصية معروفة لها وزنها وثقلها فى المجتمع المصرى المتدين.


وقد افتى الشيخ قطب بفتواة لكى يسهل لملايين الزوجات والازواج المصريين الانفصال عن بعضهم البعض بعيدا عن تعقيدات القوانيين والروتين ومضيعة الوقت فى المحاكم المختصة والانتظار لسنوات حتى ياخذ القانون والعدل مجراة. وبعد هذة الفتوة التى لم يكن يحلم بها احدا من الرجال اوالنساء على ارض الغالية المحروسة صار امر الطلاق فى مصر سهلا وبسيطا ميسرا للغاية لا يحتاج لتدخل المحاميين وتكلفتهم الباهظة وانما اصبح يحتاج فقط لتدخل جيرانك حتى تضمن حصولك على الطلاق من زوجتك النكدية او من زوجك الخائن بدون تكلفة او اى جهد يذكر اذا كانت هذة رغبتك.


فاذا اردت تطليق زوجتك الان فى مصر اصبح كل المطلوب منك هو ان ترفع صوتك عاليا حتى يسمعك جيرانك وانت تصرخ فى وجة زوجتك.. ولا تنسى القيام بتكسير عشرة او عشرين طبقا من الاطباق الرخيصة على ارض شقتك حتى يظنوا انك تكسرهم فوق راس زوجتك.. ومن ثم يعتقدون انك رجل عنيف غليظ اليد والقلب يصعب العيش معك.. كرر هذة التمثلية السخيفة لمدة اسبوع او اثنين او ثلاثة... بعدها بكام يوم ستجد من يطرق على باب شقتك من جيرانك الاعزاء ويخبرك انة طلقك من زوجتك المسكينة المظلومة بالثلاثة بامر من المحكمة بناء على فتوى الشيخ قطب لانك رجل جائر ظالم مفترى!!!

ونفس الحال يمكن للزوجة المصرية - التى تود الانفصال عن زوجها لاى سبب من الاسباب- عملة لكى ياتى لها الجيران بالطلاق على طبق من ذهب وبدون ان تكلف نفسها عناء الذهاب الى المحاكم ومصاريف المحاميين وركوب المواصلات وحضور الجلسات وخلافة.


بالذمة دة كلام ياناس.. بدلا من الدعوة للتسامح والمغفرة عند الخطأ بين الازواج والزوجات والتشجيع على تسوية الخلافات الاسرية والمشاكل التى لا يخلوا منها بيتا واحدا بطريقة متحضرة واعية.. وبدلا من ان يكون هدفنا الاكبر هو العمل على ترسيخ وتعميق الاستقرار الاسرى والسلام الاجتماعى... بدلا من كل هذا نجد من يدعو الى تفكيك الاسرة المصرية وزيادة اعداد المطلقين وخراب بيوت ملايين المصريين.. وايضا تحريض الجيران على بعضهم البعض لخلق مزيد من الانشقاق والمشاكل والصراعات الطائفية بين المصريين.


ان اطلاق مثل هذة الفتاوى غير المسئولة حتى لو كان مصدرها الرئيس السابق للجنة الفتاوى بالازهر يجب ان يتوقف تماما لان ضررها يكون غالبا اكثر بكثير من نفعها كما انها لاتاخذ فى عين الاعتبار وجود قوانيين مصرية تحكم وتنظم العلاقات بين افراد المجتمع.


على اى حال اود قبل انهاء كلماتى ان اسال صاحب الفتوى العظيمة الشيخ قطب : ماذا لو رفض الطرفين الخضوع لامر القضاء وتدخل الجيران وظلا يقيمان معا تحت سقف واحد.. هل تعتبر العشرة الزوجية بينهما علاقة محرمة اى علاقة زنا..؟؟ وهل فى هذة الحالة سوف ينصح الجيران بجرجرة الزوجين الى الشوارع والحوارى ورجمهم بالحجارة حتى النفس الاخير؟؟


وهل هذة الفتوى قاصرة فقط على المسلمين فى مصر ام انها تشمل جميع المسلمين فى كل دول العالم؟؟ وهل يمكن للشيخ الفاضل ان يقول لنا هل تشمل فتواة اصحاب الاديان الاخرى من مسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس وغيرهم؟؟
حقا كان اللة فى عون مصر والمصريين من اصحاب الفتاوى والمتاجرين بالاديان.

صبحى فؤاد
استراليا

[email protected]