لا أحد يعرف الحقيقة فيما نشرته صحيفة المصري اليوم عن طلاق المعارض المصري الدكتور ايمن نور من زوجته المذيعة السابقة جميلة اسماعيل. صحيح ان الطلاق مسألة شخصية لا تهم غير الزوجين والمحيطين بهما لكنها في حالة أيمن وجميلة تحولت إلي قضية رأي عام. فالزوجان معارضان مصريان شهيران ربطتهما علاقة زواج وقصة حب دامت عشرين عاما، كما ان جميلة لفتت انتباه الناس بدفاعها المستميت عن زوجها خلال ثلاث سنوات قضاها وراء القضبان إلى ان تم الإفراج عنه بعفو صحي في فبراير الماضي.


المفاجاة كانت حين نفى أيمن نور واقعة الطلاق جملة وتفصيلا في أكثر من حوار تلفزيوني، مؤكدا انه بوصفه الزوج وصاحب قرار الطلاق لم يطلق زوجته، لكن رئيس تحرير المصري اليوم الأستاذ مجدي الجلاد اكد حدوث الطلاق استنادا إلى أقوال محامي الزوجة، مدافعا بذلك عن مصداقية صحيفته التي تواجه لأول مرة اتهاما بنشر أخبار تخدم الحكومة والحزب الحاكم.
والسؤال المطروح في الشارع المصري ايهما نصدق: الزوج ايمن نور ام رئيس التحرير مجدي الجلاد؟ والسؤال الأهم هل يستحق طلاق أيمن نور المحتمل لزوجته كل هذه الضجة المثارة في وسائل الإعلام المصرية؟!


بالتأكيد طلاق أيمن نور من جميلة اسماعيل خبر يهم قطاعات واسعة من المصريين، ليس فقط لكونهما معارضان لسياسات النظام المصري ولكن لأن جميلة وقفت وراء أيمن في مشواره السياسي الذي بدأ بدخول حزب الوفد والفوز بعضوية البرلمان وتأسيس حزب الغد والترشح في انتخابات الرئاسة والسجن لأكثر من ثلاث سنوات في قضية تقول الحكومة إنها جنائية ويقول هو أنها سياسية.
كما أن هذا الطلاق المحتمل يطرح اسئلة كثيرة حول اسبابه ودوافعه خاصة وأنه جاء بعد اقل من شهرين من الإفراج عن أيمن نور الذي ظهر بمفرده في كل الحوارات التليفزيونية التي نفى فيها واقعة الطلاق مشيرا إلى وجود خلافات مع زوجته دفعتها لترك منزل الزوجية والإقامة مع ابنيهما في مسكن والدتها!


من حق ايمن نور بالطبع أن ينفي الطلاق لما يمكن ان يلحقه من أضرار بمستقبله السياسي خاصة وان المصريين لن يتقبلوا فكرة طلاقه لزوجته التي استماتت في الدفاع عنه طوال فترة سنوات سجنه، لكن توقيت وطريقة نشر الخبر يثيران أيضا أكثر من علامة استفهام، فالنشر تم صبيحة يوم 6 إبريل في نفس اليوم الذي دعت فيه بعض فصائل المعارضة المصرية للإضراب العام، وهو إضراب تم بشكل محدود وهزيل خلافا لكل التوقعات، مما دفع البعض للقول بأن نشر خبر الطلاق المزعوم كان بهدف التغطية على خبر الإضراب.


لكن نشر الخبر في صحيفة المصري اليوم المستقلة دفع الكثيرين للقول أن صحيفة بهذه المصداقية لا يمكن أن تغامر بنشر خبر بهذا الشكل إلا إذا كانت متاكدة من صحته، في حين اكدت صحف أخرى منافسة إن النشر تم لأسباب سياسية وليست مهنية!


ومع استمرار الجدل حول الطلاق المحتمل لأيمن نور من جميلة اسماعيل يظل السؤال مطروحا هل يجوز الخوض بهذه الطريقة في الحياة الخاصة للشخصيات العامة.. وهل يعتبر نشر مثل هذا الخبر نوعا من التشهير السياسي أم متابعة مشروعة لأخبار الشخصيات العامة علما بأن الصحافة المصرية سبق أن أثارت ضجة مماثلة حول طلاق مسئول بارز وكبير في الحزب الوطني الحاكم.


عموما سواء كان الطلاق صحيحا كما تؤكد صحيفة المصري اليوم، أم شائعة كاذبة كما يؤكد الدكتور ايمن نور، فالمؤكد أنه غطى تماما على الإضراب الهزيل الذي حدث في 6 إبريل!

عبد العزيز محمود