المؤسف حقاً هو أن خطاب تآلف 14 آذار خطاب جبان ومهزوم ولن يقود الشعب اللبناني إلى الإنتصار المطلوب في الانتخابات العامة في 7 حزيران. ويلاحظ ذلك في المحطات التالية :

قام حسن نصرالله باستجلاب حرب كارثية على لبنان في تموز 2006 ومع ذلك تبرع السيد وليد جنبلاط بنصر من عنده لحسن نصرالله الذي أخذ يتبجح بانتصار وهمي يطالب بثمنه من الشعب اللبناني بدلاً من المحاكمة والإعتذار. راجعوا خطاب نصرالله قبل وقف الحرب بيومين أو ثلاثة كيف ظهر على التلفزيون يحبس الدموع في عينية ويتوسل إلى الدول العربية ذات العلاقة الحسنة مع أميركا ويقصد السعودية لأن تستخدم نفوذها لوقف الحرب. وكذلك تصريحه بعد الحرب مباشرة وقد أدرك سوء صنيعه quot; لو كنت أعلم حجم الخسائر لما أقدمت على فعلها quot; وفيه إعتراف أن النتيجة كانت الهزيمة وليس الإنتصار وأنه هو من استجلب الكارثة على لبنان ـ لا أدري حقاً لماذا تلفزيون المستقبل لا يعيد كل ساعة هذين المشهدين الفاضحين لحزب الله وللنتوءات الملحقة به!!!


كلما أعلن زعماء ثورة الأرز إعترافهم بالعداء لإسرائيل فهم يفعلون ذلك بضغط من حزب الله وفيه موافقة على أن حزب الله هو في الطليعة في مضمار العداء لإسرائيل. التحليل العلمي يقول غير ذلك. حزب الله كفصيل من الحرس الثوري الإيراني لا يهمه نصرة العرب والكرامة القومية وإنما يستخدم رداء العداء للصهيونية لإخفاء أغراض أخرى يضمرها الولي الفقيه في قم. كل اللبنانيين معادون لإسرائيل ما عدا حزب الله الذي يضحي بكل المصالح الوطنية اللبنانية على مذبح العداء للصهيونية وهذا ليس من المنطق بشيء وهو ما لا تقبل به كافة دول الطوق. ليعلن تآلف ثورة الأرز أن حزب الله ليس معادياً حقيقياً لإسرائيل وإنما يستخدم القضية الفلسطينية كقميص عثمان!! ولو كان الأمر خلاف ذلك لافتدى الوحدة الوطنية بالغالي والرخيص وهو ما لم يفعل.


التصريح اليومي لزعماء ثورة الأرز بأن قضية سلاح حزب الله لا تحل إلا بالمفاوضات إنما هو تصريح الجبناء الكاذب. فهم يعلمون قبل غيرهم أن حزب الله لن يتخلى عن سلاحه بالحوار وبالإقناع وهم يعلمون أيضاً أن أمر السلاح لا يعود لنصرالله ورجاله بل للفقيه في قم.


. فلماذا ذر الرماد في عيون الشعب اللبناني. الموقف الثوري يجب أن يدفع زعماء ثورة الأرز إلى وقف الحوار في هذه القضية تحديداً وإلى الإعلان بقوة عن عجزهم في نزع سلاح حزب الله وأنهم يتركون هذا الأمر للشعب اللبناني وللجيش اللبناني. أتركوا الشعب اللبناني يتخذ موقفاً سياسياً على الأقل من سلاح إيراني يتهدد حياته بالصميم!! إعلان العجز سيكون شرفاً لزعماء ثورة الأرز وليس عيباً كما يبدو للبعض.


قول نصرالله أن غزوة بيروت إنما كانت رداً على قرارات الحكومة في 5 أيار هو كذب صراح فهناك خطاب لنصرالله قبل 5 أيار يتهدد زعماء 14 آذار أنه لو يشاء لألقى بهم في البحر وفي (الحبوس). الغريب في الأمر أن أحداً لا يستذكر ذلك الخطاب العنتري الذي يكشف عن نوايا حزب الله وسياساته غير اللبنانية. ثم ألم توكل الحكومة مسألة تفكيك شبكة إتصالات حزب الله إلى قيادة الجيش التي أعلنت بدورها أنها لن تقوم بتنفيذ قرار الحكومة. كل ذلك حدث في 6 أيار فلماذا استباحة بيروت في اليوم التالي!!؟ ثم لو كان نصرالله صادقاً بادعائه هذا لما توعد بالقول ( إحنا ما بدنياكم تنسوا )!! ثم بأي حجة يُدعى للتعاون مع حزب الله الذي بإمكانه أن يرمي جميع زعماء لبنان في البحر وفي الحبوس ساعة يشاء؟


حركة أمل بقيادة نبيه بري هي حصان طروادة يخترق صفوف تآلف 14 آذار ويختبئ في جوفه مجندو حزب الله وعملاء المخابرات السورية. من المواقف الخيانية لبعض جماعة 14 آذار هو تساؤلهم السمج حقاً والقائل.. هو فيه مرشح لرئاسة البرلمان غير نبيه بري!!؟ هذا التساؤل السمج يقول أن الأكثرية في البرلمان القادم لن ترشح شيعياً من بين صفوفها وستترك هذا المنصب المركزي في حياة الدولة لتحتله الأقلية!! كيف للشعب اللبناني أن يؤيد هؤلاء المتسائلين الذين يصطفون خلف من قال (طز) للشعب اللبناني وإرادة الشعب اللبناني وأغلق البرلمان لعامين ليمنعه من اتخاذ قرارات مصيرية ومن نزع الشرعية عن الحكومة اللبنانية الشرعية نيابة عن البرلمان المغيب.


العونيون هم الغطاء المسيحي الوحيد لحزب الله. إنتصار عون في الإنتخابات القادمة هو وحده ما يحقق الإنتصار لحزب الله. هل يقدم المسيحيون الجنرال عون وزلمه بهذه الصورة البائسة حيث يبيعون وطنهم لقاء مناصب جوفاء زائلة!!؟
نكتب القليل من الكثير لعل بعضهم يتعظ ويصحح خطابه خلال الأيام القليلة القادمة قبل الإنتخابات في 7 حزيران.

عبد الغني مصطفى