نشرلفيصل القاسم مقالا في عامود جريدة الجرائد الإيلافي نقل من صحيفة الشرق القطرية بعنوان (أكذوبة المواطنة في أمريكا وأوروبا) كاتبه هو (المذيع ) المثير للجدل فيصل القاسم.غالبية إن لم أقل كل تعليقات القراء تحته كفت ووفت بالرد على مقاله الذي يشم منها رائحة إخافة المواطنين داخل الدول العربية والإسلامية من النمط الاُوربي والأمريكي في قوانين (حق المواطنة ).

قصة بسيطة أرويها لفيصل القاسم. تبطل إدعاءاته بوجود التمييز في غير منطقته ومن ثم أرجو من القراء الأعزاء، في الدول، أعداء فكر فيصل القاسم، أن يسردوا ما يفند أباطيله.

قبل خمسة أعوام أنهى إبني المرحلة الثانوية هنا في السويد. غير أنه لم يرغب بمواصلة الدراسة في إحدى الكليات رغم كم الرسائل التي وصلت إليه من إداراتها. في كل واحدة منها الدعوة لشغل مقعد فيها بعد سرد لمواضيعها والإمتيازات التي سيحصل عليها عند تخرجه.. لم نجبره على تحقيق اُمنيتنا. أنا واُمه. كما كل الآباء والاُمهات في أن يحصل أبناءهم على أعلى الشهادات الجامعية.. ذات يوم أخبرنا بأنه قرأ إعلاناً لواحدة من كبريات الشركات السويدية لبيع الألكترونيات والأجهزة المنزلية، يطلبون فيه أربعة موظفين لفرعهم الجديد في إستكهولم. الشهادة المطلوبة من المتقدم هي. الثانوية وما فوق.. قدم نورس إبني طلبه مع جموع غفيرة. فاق عددهم الستمائة. كلهم سويديون ويحملون شهادات أعلى من ثانوية ولدي. شركة معروفة والكل يمني نفسه بحمل شارة الوظيفة فيها..

بعد أسبوع جاء نورس فرحاً وهو يقول. لقد أجريت أختبار الوظيفة وقد بلغت من قبل الممتحن بأني واحد من الأربعة الذين وافق على تعيينهم وأنه. أي نورس هو الوحيد الذي أسر له النتيجة مباشرة. أما البقية فسيبغلون بواسطة الرسائل.. إستفسرت من نورس عن كيفية الإمتحان ونوعية الأسئلة.أجابني. لأن عدد المتقدين لحيازة الوظائف الشاغرة الأربعة كان كبيراً لذلك تعين على الشركة ومنذ إسبوع أن تخصص عدد من الموظفين القدماء الكبار لإجراء إمتحان القبول. حين جاء دوري ودخلت الغرفة لأجلس قبالة شخص وقور في الخمسين من عمره. قال لي أول أسئلتي هو. ما هو طموحك للمستقبل لو وافقت على تعيينك في شركتنا؟؟أجبته. طموحي هو أن يأتي عليّ يوماً أن أكون أنا الجالس في مكانك وأمتحن المتقدمين الجدد للشركة!! يضيف نورس. كأن عقرب لسعه من قدمه، نهض الأستاذ فجاءة من على مقده. ووقفت أنا أيضاً بسرعة متوقعاً توبيخاً منه على جرأتي في البوح باُمنيتي لو حصلت على الوظيفة. وإذا به يمد ليّ يده مصافحاً وهو يقول.. اُهنئك على الوظيفة. فأنت مقبول. وليست عندي أسئلة اُخرى لك. إذهب..!!!

بعد عامين فقط من توظيف نورس في الشركة ها الآن صار رئيساً على موظفي فرع الشركة. غالبيتهم سويديون وأعلى منه شهادة. إنه من صلبي. أنا المولود في منطقة باب الشيخ / العراق نورس ولد في مستشفى الراهبات في بغداد ليصير مديراً على السويديين. فأين التمييز يا فيصل القاسم؟..

حسن أسد