رافقت زيارة دولة رئيس الوزراء العراقي السيد المالكي الى نيويورك وواشنطن الكثير من محاولات التشويش والتاثير البائسة خاصة مع ظهور وجوه جديدة تتحدث باسم المقاولة الارهابية تلك التي يطلق عليها باطلا quot; المقاومة quot; ومثل هي الامور دائما اخذت بعض وسائل الاعلام العربي الطائفي على عاتقها الترويج لهذه الوجوه التلفزيونية الجديدة ولافكارها التي تدعو الى الضحك والسخرية فلقد سال احد مذيعي قناة الجزيرة احد هذه الوجوه ماركة quot; صنع في الجزيرة quot; عن محادثاتهم ومفاوضاتهم مع الولايات المتحدة وتفاصيل مطالبهم فاجاب هذا المقاول quot; طالبنا الولايات المتحدة بالغاء الدستور وارجاع ضباط الامن والاستخبارت والجيش والغاء مايسمى العملية الانتخابية والديمقراطية في العراق فهذه بدعة!!؟ quot;. واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان هذا المقاول وكل المقاولين الاخرين الذين معه يضعون خلفهم اثناء تصريحاتهم هذه العلم العراقي السابق quot; النقيب quot; ذات ثلاث نجوم، فاعتقد ان الامر ليس عصي على الفهم والتحليل اذ ان المطلوب بالعملي وبالنظري اعادة حكم الاقلية الطائفي الى العراق. ومثل هولاء يستحقون العطف اكثر من اي شيء اخر لان الوقت والزمان مازال متوقف عندهم ويعيشون حياتهم على الاطلال الخائبة وبشكل رجعي ومريض. ومازالوا لايستوعبون ان العراق عاد الى أهله وناسه الاصلاء.

لقد كانت زيارة السيد المالكي الى مقر الامم المتحدة والى البيت الابيض شوط ناجح بكل المقايس من مباراة سياسية طويلة ومهمة وستراتجية. وايضا كانت تصريحات السيد المالكي في مقر الامم المتحدة وفي المؤتمر المشترك مع الرئيس اوباما وايضا في معهد السلام الامريكي، تصريحات رجل دولة يعرف ويعي جيدا حجم المسؤولية الوطنية على عاتقه وايضا يقرأ الوضع الاقليمي والدولي بشكل جيد والذي توقعه المقاولون الارهابيون من احلام العصافير انتزعه الرئيس المالكي من لسان الرئيس اوباما حينما قال نصا اثناء المؤتمر الصحفي المشترك quot; ان الحكومة العراقية الحالية تمثل كل مكونات الشعب العراقي دون استثناء quot;. والرجل اوباما لم يكذب في نقل هذه الحقيقة التاريخية التي كانت غائبة عن وجه العراق منذ قرون طويلة حتى تم ارجاع الحق الى أهله وتثبيتها من خلال الأليات الديمقراطية والدستورية.


ان المالكي يتحرك وهو يعرف جيدا وبادق التفاصيل تشعبات وتقاطعات الوضع العراقي على صعيده المحلي والاقليمي والدولي وايضا حجم التدخلات والتاثيرات الهائلة لاعاقة نهوض وتطور العراق بكل جوانب الحياة. لذلك فان كل الرسائل السلبية الرسمية والاعلامية العربية وحتى بعض العراقية الى البيت الابيض التي تسابقت مع زيارة المالكي للوصول الى اوباما قد تم كسرها وتجاوز مفرداتها الطائفية التخريبة. ولقد تصرف وصرح المالكي بوزنه الواقعي والتنفيذي والسياسي في عراق اليوم كونه يمثل اعلى سلطة تنفيذية منتخبة وايضا تدعمه بقوة نتائج الانتخابات البلدية التي جرت قبل فترة وجيزة. لذلك لااجد اي علامة استغراب على الثقة التي تكلم بها والتصريحات الواضحة والصريحة لكن الاستغراب والعطف تستحقه ماركة مقاولي المقاومة الذين جلسوا في بعض العواصم العربية وفي انقرة ليكذبوا على انفسهم وليصدقوا هذه الكذبة قبل الاخرين وهذا هو سر مرضهم وسر العطف الذي يستحقوه هولاء المساكين.

محمد الوادي
[email protected]