لم تكفهم اطلالة يومية مكررة طيلة ايام السنة عبر وسائل الاعلام العراقية من فضائيات ناهزت الخمسين فضائية او حتى من خلال الاذاعات التي اصبحت لا تعد ولا تحصى بحمد الله لم تكفهم تلك الطلة اليومية حتى حزموا امتعتهم من اجل رمضان وتكرروا ايضا بشكل مفرط وممل عبر جميع الفضائيات العراقية، فيما تحاول الفواصل الدعائية التي تشير كثيرا الى برامج رمضان تقديمهم على انهم وجوه لامعة تعد المتلقي بمادة دسمة جدا في الشهر الفضيل!

انها شلة من عشرة اشخاص هلكت وتهالكت فقدمت كل ما عندها منذ زمن طويل وتحاول عبثا تكرار المكررات في كل مرة، انهم ابطال الكوميديا والدراما..انهم الجاد والضاحك.. انهم كل شيء على طريقة ابطال الديجتال!

لقد استخفت شركات الانتاج ومن يتعاملون معها بذوق المواطن العراقي وقدمت له كوميديا هزيلة تثير الشفقة والاشمئزاز، ومن يضحك من الجمهور فقد ضحك اشفاقا على صاحب الدور وليس تفاعلا مع المشهد.
ان الشعب العراقي شعب صاحب نكتة كما هو معروف، ولا يحتاج الذين يؤدون النكات من العراقيين الى تجربة في الفن، فالمقاهي العراقية والجلسات الخاصة دليل واضح على ذلك، لكن الذين نراهم في شاشات الفضائيات العراقية ليس باستطاعتهم حتى اضحاك المشاهدين بسرد الطرائف، مع انهم يحاولون ذلك بطريقة تكلّفية وبشكل مبالغ فيه.

ان ذلك الواقع المرير الذي يعانيه الفن العراقي لا يحتاج في تشخصيه الى وقفة من اصحاب الاختصاص بل يكفي ان تكون متلقيا جيدا حتى تقف على جملة من العيوب التي لم تعد خافية على احد، فعلى سبيل المثال ان اغلب الاعمال الكوميدية العراقية الحالية تتمحور حول شخصية واحدة وهي شخصية الرجل الجنوبي البسيط الذي يستخدم لهجة بذاتها، حتى اصبحت الادوار تكرر نفسها بطريقة متكلفة واصبح هذا الدور لا تخلو منه اي مادة هدفها الكوميديا منذ بداية التسعينات حتى اللحظة، كما ان الاشخاص القائمين على تقديم تلك الادوار وصلوا الى حد الاستهانة والاستنقاص من قيمة الشخصية التي يؤدون دورها بشكل واضح للعيان. اما الاعمال الدرامية فقد تكررت فيها ايضا ذات الوجوه السابقة من جهة ومن جهة اخرى فانها تعزف على وتر سياسي معين بحيث اصبحت تقدم لونا واحدا مسيّس حد الثمالة.


كاتب عراقي
[email protected]
bull;