لماذا لم يثور ويحتج الشعب العراقى عندما اعلن فى بغداد عن اعدام الرئيس الراحل صدام حسين؟؟ ولماذا لم يخرج الملايين من ابناء العراق لانقاذ رئيسهم من حبل المشنقة؟؟ ولماذا حزنت وبكت علية قليلة قليلة فى العالم العربى بينما رقصت الغالبية العظمى من العراقيين فى شوارع بغذاد تعبيرا عن الفرح والارتياح؟؟
بطبيعة الحال لان الرئيس الراحل لم يكن عادلا ابدا طيلة سنوات حكمة ولا يعرف قلبة الرحمة والشفقة اوالعطف والمغفرة.. لم يعطى حبا لشعبة او سلاما ولكنة كان سخيا فى قسوتة عليهم وغضبة لاتفة الاسباب ودمويتة وعنفة لدرجة انة ndash; كما قرأنا وسمعنا من بعض الذين كانوا مقربين الية ndash; انة قتل بمسدسة عدد من معارضية دون ان يعطيهم الحق فى محاكمات عادلة اوفرصة الدفاع عن انفسهم واثبات براءتهم.
واننى على ثقة لو كان صدام حسين عادلا رحيما محبا لشعبة ومخلصا لة وحريصا على مصالح العراقيين لما كانت قوات الحلفاء ولا حتى جيوش العالم مجتمعة فى مقدورها القبض على صدام ومحاكمتة واعدامة بهذة الطريقة المهينة التى لا تتناسب مع مكانة رئيس جمهورية فى حجم ومكانة العراق.
ورغم ما حدث لصدام والذى كان من المفروض ان يكون عبرة جيدة وعظة مفيدة لبعض الحكام الذين لا يعترفون بالديمقراطية ولا يؤمنون بالحكم بالعدل الا اننا لاسف لا زلنا نرى بعض الحكام يحكمون بنفس العقلية السادية المريضة وديكتاتورية مطلقة لا تقبل المشاركة من احد فى الحكم او النصيحة او الرأى الاخر... ناهيك عن افراطهم فى القسوة والعنف وتلفيق التهم للمعارضين وغير المعارضين والزج بهم فى المعتقلات والسجون من اجل البقاء على كراسى الحكم الى الابد والاحتفاظ بثروات وخيرات البلاد لانفسهم واقاربهم والمحظوظين المقربين منهم.
على اى حال فالتاريخ يقول لنا ان ما حدث لصدام لم يكن فريدا من نوعة بل هو امر طبيعى حدث من قبل وسوف يستمر فى الحدوث لكل الحكام الطغاة الظلمة الذين يتصورون انهم سوف يخلدون الى الابد على مقاعدهم.. وان يد العدالة لن تطولهم ابدا لانهم الهة لايجرؤ ولا يملك احدا حق محاسبتهم وسؤالهم عند الخطأ والضرورة كما يحدث يوميا وبطريقة تلقائية وطبيعية فى الدول الديمقراطية.
لقد سألوا الزعيم الهندى الراحل مهاتما غاندى عن تعريفة للانسان العظيم فرد الرجل ببساطة شديدة عليهم قائلا :
لكى تكون عظيما يجب عليك ان تكون اكثر تواضعا من تراب الارض الذى تمشى علية.
وقبلة قال السيد المسيح اذا اردتم دخول ملكوت السموات عليكم ان تكونوا فى بساطة الاطفال الصغار.
وطبعا لا احد يطلب من اى حاكم او اى مسئول ان يكون فى بساطة الاطفال الصغار لكى يحبة ويحترمة شعبة ويدافع عنة وقت الضرورة.. ولا احد يطلب من اى حاكم او اى مسئول ان يكون فى تواضع التراب الذى نمشى علية باقدامنا لكى نرضى عليهم..
ولكن كل ما نطلبة هو الحكم بالعدل والرحمة والانسانية وفكر عصرى متحضر غير متعصب يشجع على نشر ثقافة الحب والسلام والوئام والمودة بين ابناء الشعب الواحد وشعوب العالم ايضا وليس كما نراة يحدث فى بعض الدول من تحريض على الفتنة والفرقة والانشقاق والكراهية وتاليب طائفة على طائفة.
وهذا الكلام الذى اقولة ينطبق ايضا على الشعوب والافراد لان العدل والحب والرحمة ليسوا مطلوبين فقط من الحكام او كبار او صغارالمسئولين وانما ايضا مطلوبين من الجميع بلا استثناء فى مكان العمل او المنزل او المدرسة او النادى او دور العبادة او اى مكان اخر...
ليت الجميع حكام ومحكومين وبصفة خاصة فى عالمنا العربى يدركون انهم بقدر ما يعطون من عدل وحب ورحمة وانسانية الى الاخرين يرد لهم اضعافا.