بحضور وزيرة الخارجية اليونانية ورئيس بلدية أثينا


إيلاف (خاص): شهدت مكتبة الإسكندرية أول من أمس افتتاح معرض quot;ميلينا.. آخر آلهة اليونان هناquot;، والذي يضم بوسترات أفلام وبعض ملابس وصور فوتوغرافية للفنانة اليونانية ووزيرة ثقافة اليونان السابقة ميلينا ميركوري، المعروفة بأدوارها في السينما والمسرح والحائزة علي جائزة أوسكار.
حضر الافتتاح حشد هائل من أعضاء الجمعية اليونانية ومن العاملين بمكتبة الاسكندرية، والسفير اليوناني بالقاهرة والقنصل اليوناني، ولفيف من الفنانين العالميين.وقد بدأ الاحتفال بكلمة للدكتور يحيي حليم ذكي رئيس القطاع الأكاديمي والثقافي بالمكتبة، رحب فيها بضيوف المكتبة، وأشاد من خلالها بروح التعاون والتواصل بين اليونان والاسكندرية، هذه الصلة العريقة التي تتحدي الزمن وتزداد بمرور السنين، وهو ما يتجلي في هذا المعرض الذي يجسد روح فنانة عظيمة أثرت الفن السابع بروحها وشخصيتها الجذابة التي أسرت الملايين من المعجبين في سائر أنحاء العالم، وهي الآن بيننا في مكتبة الاسكندريةquot;.

النجمة في صورة ارشيفية
عقبها أعطي الكلمة للسيدة دورا باكويانيس، وزيرة خارجية اليونان، التي قالت quot; أن المعرض المقام بكتبة الإسكندرية يمثل احتفالا مكرساً لمسيرة ميلينا ميركوري في ميدان السينما، لكنه يمثل في الوقت ذاته مبادرة هامة لإبراز تراث الثروة الحضارية اليونانية المعاصرة، وذلك لأن اسم ميلينا ميركوري يرتبط ارتباطا وثيقاً باليونان وإشعاعها الثقافي العالمي. أن وزارة الخارجية اليونانية إذ تدرك مساهمة هذا المعرض في إبراز الحضارة اليونانية وفي زيادة تعزيز العلاقات اليونانية المصرية قررت أن تشمل هذا المعرض برعايتها.
الملصقات السينمائية النادرة التي قدمها جورج بيليخوس من مجموعته الخاصة، وبمساهمة كريمة منه، والأشرطة السينمائية التي سيجري عرضها ستتيح للجمهور فرصة للإعجاب بموهبة ميلينا ميركوري من خلال الشخصيات البطولية المختلفة التي جسدتها. وستتاح للجمهور أيضا فرصة التعرف علي هذه الشخصية الفنية السياسية التي كانت تضفي كثيرا من عناصر شخصيتها علي الشخصيات التي جسدتها في أدوار تمثيلها.

وأضافت quot;كانت ميلينا ميركوري امرأة حرة، فخورة بكبريائها، فنانة لامعة كما تظهر في أفلامها لكنها كانت في الوقت ذاته مناضلة سياسية أحبت اليونان حبا عميقا، كانت لديها رؤية متميزة للحضارة دعمتها بصبر يستحق الاعجاب. ان رؤيا ميلينا ميركوري، وافكارها وسحر شخصيتها لا تزال تجد لها أصداء عالمية تتردد سنوات عديدة بعد أن فارقتنا. لكن ميلينا، من خلال مثل هذه المعارض والتظاهرات الهامة التي يجري تنظيمها في مكتبة الاسكندرية، تواصل اشعاع نور اليونان علي العالم أجمعquot;.
ثم أخذ الكلمة نيكيتاس كاكلامانيس، رئيس بلدية أثينا، وقال فيها ان شخصية ميلينا تقودنا في دروب ثقافتنا وحضارتنا. لأن السينما والمسرح، بدون ميلينا يفقدان شيئا من سحرهما، وبالنسبة الينا لن يبهت، وسيبقي لامعا أبد الدهر. فهي امرأة ذات رؤي حملت أمانة عامة، وبلغت القمم التي اختارتها هي بنفسها،وأعطت نفسها حيث أرادت. انها امرأة نهلت الحياة وتقاسمتها مع رؤاها لليونان والفن والعالم أجمع. ولم يقتصر ذلك علي نضالها من اجل استعادة تماثيل معبد بارثينون الاكروبول الرخامية، وانما كان أيضا تأسيس متحف الاكروبول وانشاء المسارح البلدية وفكرة عاصمة أوروبا الثقافية، وجائزة ميلينا ميركوري المسرحية.

وقد حضر الافتتاح شقيقها سبيروس ميركوريس الرئيس الفخري لشبكة عواصم أوروبا الثقافية، حيث اعرب عن سعادته بوجودة بالاسكندرية ومكتبتها العريقة، وأشاد بالقائمين علي المعرض، ثم ألقي عن آخر الهة يونانية، قال فيها: لقد كانت ميلينا شخصية متعددة الجوانب. فقد كانت الممثلة والمناضلة والسياسية والمرأة. كان وجودها وحدة كافيا لخلق جو من الاسرار وكانت تبث السحر بحضورها وحركاتها. كانت لها موهبة رائعة في القدرة علي الاتصال والتفاهم، كانت تريد الاتصال المباشر بالناس لتفهمهم، وتكتشف ما في أنفسهم، وأن تتفاهم بسرعة مع النساء والرجال والأطفال والسياسيين ورجال الاعمال، ارادت أن تكرم اليونان وتجعلها تحظي بالاحترام.

واستطرد قائلا quot;لم يكن مستغربا أن يتأثر مصمموا الملصقات الجدارية بشخصيتها ليجعلوا منها العنصر البارز الرئيسي، وأهم ما في هذه اللوحات قيمتها العاطفية. لذا نظم جورج بيليخوس عام 2002، معرضا موضوعه ملصقات ولوحات من أفلام الحبيبة ميلينا الذي أقامه في متحف الفن الحديث في سالونيك. ليتبعه بعد ذلك في عام 2005 معرض في متحف توب كابي في اسطنبول حيث عادت اليه ميلنيا لتسرق قلوب الناس، لا لتسرق أحجار الزمرد الكريمة. وهاهي ميلينا اليوم حاضرة في مكتبة الاسكندرية الاسطورية، مدينة الاسكندر، كآخر إلهة يونانيةquot;.