محمد موسى من امستردام: بعد اكثر من ساعة من المحاولات الفاشلة على الانترنيت لايجاد صورة واحدة للافلام التي يعرضها مهرجان الاسماعيلية السينمائي للسينما التسجيلية قررت ان اترك موضوع اعادة نشر المتابعة عن المهرجان في قسم السينما في ايلاف ، المتابعة التي نشرتها احدى الوكالات الاجنبية عن المهرجان والذي بدا يوم الاثنين الماضي.
لم ارغب (وكما نفعل احيانا هنا في ايلاف) ان ننشر صور لها علاقة بموضوعات الأفلام ، كصورة مثلا عن الفلسطينين في حياتهم اليومية او عن العراق مع مواضيع مهرجان الاسماعيلية ، ولم نرغب ايضا في نشر صور للجان التحكيم او صورة جديدة لعلي ابو شادي مدير المهرجان (وكما نفعل احيانا ايضا!) ، لماذا على الصحافة دائما ان تبذل جهود (غير اعتيادية) للترويج لمهرجان عربي كبير ومكرس ، لماذا عليها ان تبذل ساعات من البحث عن الصور المناسبة او جدول الافلام والنشاطات لنشرها لمهرجان يفترض ان يقوم بهذه المهمة بنفسه .
المهرجانات السينمائية العربية ربما آخر المهرجانات السينمائية في العالم والتي لا تمتلك مواقع على الانترنيت ، أغلب مهرجانات مصر السينمائية لا تملك مواقع على الانترنيت ، والمهرجان الوحيد الذي يملك موقع هو غاية في البدائية والبؤس ،هذا الموقف المتخلف تجاه الانترنيت لا يرجع فقط الى ضعف الثقة بالانترنيت (رغم فداحة هذا !) لكنه ياتي ايضا ضمن سياق من الاستسهال العجيب لادارة هذه المهرجانات وموظفيها الاعلاميين . هذا التعاطي السيء مع الاعلام لا يقتصر على صحف الانترنيت ، او مواقعها ، هو يشمل الصحافة بشكل عام ، بعد تجارب مشابهة في العام الماضي سألت بعض الزملاء في الصحف العربية عن المعلومات المتوفرة عن مهرجان الاسماعيلية في صحفهم ، معظم الزملاء فقد الامل تماما في هذا المهرجان وادارته الاعلامية.
ازمة المهرجانات السينمائية الحكومية ازمة عميقة وتتجاوز السينما والثقافة بكثير ، ازمة الموظف غير المعني بالنشاط الذي يقوم به مرة في السنة ،بل ربما يعتبره هما ثقيلا يريد التخلص منه والعودة الى روتين الحياة الوظيفية . هذه الازمة الاجتماعية السياسية لا توقف الشعور بالحزن على الاموال التي تذهب الى مهرجانات سيئة واخرى جيدة دون ان تصل اثرها الى المشاهد العربية كجزء من العملية الثقافية الابداعية التي يفترض ان يقوم بها المهرجان السينمائي .
كيف يمكن لمهرجان سينمائي ان يرضى بالجمهور الذي يحضر العروض دون ان يتطلع ان تثير الأفلام المعروضة فيه او الندوات والنشاطات الاخرى رغبة قاريء بعيد بالمتابعة او حتى التمنى بمشاهدة هذه الافلام يوما ما؟
مهرجان الاسماعيلية السينمائي للسينما التسجلية (وكما نسمع عنه!) واحد من اكثر المهرجانات جدية في العالم العربي ، المهرجان الذي اختار الابتعاد عن القاهرة والتوجه الى مدينة هادئة يقدم برامج ممتاز وكبير من الافلام التسجيلية ، ربما لهذه الاسباب تكون خيبة الامل كبيرة ان لا يصل هذا المهرجان وانجازاته الى القاريء والمشاهد ، ان يفشل المهرجان في تكريس متابعة حقيقة له داخل مصر على الاقل ، كل هذا بسبب سياسة اعلامية متخلفة غير قادرة على فتح موقع على الانترنيت مثلا مع معلومات قليلة عن الافلام المشاركة وصور لهذه الأفلام . او على الاقل اعداد بيان صحفي يرسل الى الصحف العربية مع صور للافلام ، وبدل ان نقضي ساعات نبحث في الانترنيت عن صور لافلام صغيرة وحديثة لا تتوفر صور لها على الانترنيت.
الى ان تستجيب ادارة المهرجان الاعلامية لرغبات الصحافة
نتعذر منكم قراء ايلاف لاننا لن ننشر اي متابعات جديدة عن المهرجان!!
[email protected]
التعليقات