الياس توما من براغ: بدأت دور العرض السينمائية في تشيكيا عرض الفيلم البولندي التشيكي الجديد quot;عملية الدانوبquot; الذي تقوم فيه الممثلة التشيكية السورية الأصل مارتا عيسى أحد الأدوار الرئيسة فيه.
مارتا عيسىوتقول مارتا التي سبق لها أن فازت في مهرجان كارلوفيفاري السينمائي الدولي الذي جرى العام الماضي بجائزة أحسن دور تمثلي نسائي عن دورها في فيلم (أولاد الليل) quot;لايلافquot; بأن الفيلم يتحدث عن الأجواء التي سادت في تشيكوسلوفاكيا خلال تدخل قوات حلف وارسو في عام 1968 لإخماد حركة ربيع براغ الإصلاحية من خلال التركيز على ضلال أفراد طاقم دبابة بولونية داخل تشيكيا ووصولهم مع دبابتهم القديمة إلى قرية تشيكية نائية والعلاقات التي نشأت بينهم وبين سكان القرية المسالمين.
وأكدت مارتا أنها لم تجد أي صعوبة في التفاهم خلال تصوير الفيلم مع فريق التمثيل البولوني ومع المخرج البولوني ياتسيك غلومب لأن اللغة التشيكية قريبة من البولونية من جهة ولأن زوجة شقيقها بولونية الجنسية من جهة أخرى معتبرة أن الفيلم المشترك هذا قد أغنى تجربتها السينمائية.
من جهته وصف المخرج المسرحي البولوني الذي أخرج هذا الفيلم ياتسيك غلومب الفيلم بأنه كوميديا تراجيدية مشددًا على أنه اهتم بالتاريخ من وجهة نظر الإنسان وليس بالإيديولوجية ولذلك فهو فيلم عن التفاهم قبل كل شيء.
وعلى الرغم من مشاركة وجوه سينمائية تشيكية وبولونية بارزة في هذا الفيلملقطة من فيلم عملية الدانوبالذي يبلغ مدة عرضه 104 دقائق من بينهم المخرج التشيكي الشهير ييرجي مينزل الذي أشرف فنيًا على الفيلم أيضًا والممثلون التشيك بوليك بوليفكا وياروسلاف دوشيك ورودولف هروشينسكي الابن، والممثلتان ايفا هولوبوفا ومونيكا زوبكوفا إضافة إلى مارتا عيسى وعن الجانب البولندي زبيغنيو زاماخوفسكي وماتسييه ستوهر إلا أن تقييم النقاد الفنيين التشيك كان اقرب إلى السلبية منه إلى الايجابية للفيلم.
وحسب الناقدة التشيكية المعروفة ميركا سباتشيلوفا من صحيفة ملادا فرونتا فإن الفيلم كان بامكانه أن يكون دعابة ساخنة واستفزازية ولكن بالنظر لكون موضوع الفيلم يدور حول شأن هو الأكثر مأسوية في تاريخ تشيكوسلوفاكيا الحديث كونه شهد قمع وإخماد حركة ربيع براغ الإصلاحية في عام 1968 فإنه أضاع كل الفرص بأن يكون فيلمًا جيدًا.
واعترفت أن قلة من المخرجين يمكن لهم النجاح في إخراج فيلم من النوع التراجيدي الكوميدي وأن المخرج البولوني وعد بان يكون فيلمه من هذا الطراز لكنه لم ينجح في تحقيق ذلك حسب رأيها.
واعتبرت أن الفيلم قد خسر على جميع الجبهات بدءًا من الفكرة نفسها وانتهاء بأداء بعض الممثلين.
وبالتوافق مع هذا التقييم السلبي للفيلم توقع الناقد الفني في موقع اكتوالني الإخباري التشيكي كاميل فيالا بأن يرفض المتفرجون التشيك هذا الفيلم كونه يجعل من قضية جدية بالنسبة لهم وهي تدخل قوات وارسو في بلادهم في آب/ أغسطس من عام 1968 أمرًا مضحكًا، معتبرًا أن الفيلم لم يكن ناجحًا حتى على المستوى الفكاهي، بل كان مملاً وبشكل كبير حسب تقييمه.