أصبَحَ بيني
وبينَ
وَطَني
صندوقُ بريد
يَقَعُ في(سيركجي)
ولأنَ هذهِ المَدينَةَ
مُجاوِرَةً للبَحرِ
وفيها مَحَطَةُ قِطارِ الشرقِ السريع
فالشواهِدُ
على إرسالِ رسائلي


باعَةُ السَمَكِ المقليّ
في القوارب
وَعُمالُ سكك الحديد
ولكنني
وكعادتي
وَقَبلَ أن أُدعَ مالدي
أحذِفُ منَ الأسطُرِ
بعضَ العباراتِ
لأُصَحِحَ مكاناً
أو زَمَناً
كي يَقتَرِبا مني
فالأشياءُ
أُريدُها أن تَدنو
بدونِ أن أنادي عَليها
حتى لايُشتَبهُ
بِخُصوصياتِها بالترويج
من هُنا
لاتَظهَرُ العناوينُ
سوى أرقامِ المراكبِ
والإضاءاتِ فوقَ مَواقِعِ
الصَرفِ الالي
ثُمَ المأمورُ
يَنظرُ لي
لا يَسألٌ عن إتجاهاتِ رأسي
يَسألُ عن التَذكِرَةِ
الى أرضِروم
لِتأخُذَ الرؤيا الفائضَةُ
في الجٌدران
تَشَبثثٌها بالصورِ المحكيةِ
لَم أستَدِل
حتى من العلاماتِ الفارِقَةِ
على الكُرسي الدوار
والعَربَةِ المَحمولَةِ
وَبِطانَةِ المَخَدَه
حينَ قَفلَ (أحمت أرهان)
سحابَ بنطلونهِ
وَمَضى
وَ(أرول بهراموت)
تم إصطيادهِ كَسَمَكه
ثمَ الى
سيارَة إسعاف
وهذا شَكلٌ أخَرُ
لقياسِ البُعدِ خَلفَ عيني
إستَغرَقني وَقتاً
لملأئمةِ الحَقيبَةِ وخَطواتي
ووَقتاً إستَغرَقَني
لِمَقعَدٍ
رٌبما سَيَخلو
عِندَ نَصبِ (أتاتورك)
وَوَقتاً أطوَلَ
كلما عَبَرتُ المسافاتِ الذهنيةِ
من سرايا السلطانِ
لزينبِ خاتون
ليمنَحَني هذاالتَشبيهُ بالإستدلال
كٌرسيا مطوياً
أمامَ هؤلاءِ
الذينَ ينتظرونَ السَمَكَ منَ الغُيوم
وَيَدُسُونَ أصابعِهم
في ثُقبٍ في العمود
يَدورونَ حَولَهُ
وَيَبتسِمون
أخبَرتُهم بالقَصدِ
من حفظِ بِطاقاتِ الخُروجِ
في الحقائبِ
وَبالقَصدِ
من وَضعِ الشَمعَداناتِ
في طاساتِ الحَمام
وَقد وجَدوا
تَفسيراً أخَرَ
في كُتُبهم التي
يحملونها مَعَهُم
وَيَقرأونها وقوفاً
عِندَ المُدَرَجات
لِنَبلُغَ
بلَهَجاتِنا المتفاوِتَةِ
مُشتَرَكاتٍ للتَفسيرِ
من العلاماتِ الفارِقَةِ
في صوَرِنا الشمسيةِ
حتى إختِزالَنا الأرقامَ
في تَعريفِ الدار
وَفي إيصالِ الجنسيةِ
والمتكررِ في بِطاقَةِ اليانَصيب
ليتَذَكَرَ إتجاهي الحُدودَ
والعلاماتِ المصبوغَةِ
بأسماءِ الأوطانِ
ويومياتِ فَركِ أصابِِعي
باصابِعي
وأنيةِ أزهاري
المُبتلاةِ مثلي
بِعُصارةِ الفاكِهَةِ
ووَجبَةِ السميط
حالياً
وفي الُمتَعِ المنقولَةِ
عن التَذَكُر
أستطع إحضارَ النافِذَةََ
من الشاشَةِ
ومسوداتِ أقدامي
منَ الرصيف
لتتهيأ لي
للعامِ القادِمِ
رسائلَ
أملأُ بها صُندوقَ البريد
الذي بيني
وبينَ وَطَني
كلما جلبت الأنباءُ البعيدَةُ
الأناشيدَ العَسكريةَ
قَبلَ الظٌهر
وَجَلَبت الأقراصُ المَطبوعَةُ
الراوياتِ
على ضريحِ المسافَةِ
وَبَعدُ
لم أتَذوق الفاكِهَةَ
في دارِ الحَريم
ذلكَ الوَقتَ
ملأتِ البيوتُ الخَشَبيَةُ
الشوارِعَ

وَمَلأتُ
قَلَمَ الجاف
مما تبقى في الذهنِ الشارِد
ِ وأعدتُ بهِ توزيعَ
مساراتِ خطوطِ كفي
حاولتُ ان أجدَ
تسميَةً أُخرى
للدهنِ في القناني
لكنَ إشتباهي في البوصَلَه
والمدياتِ التي بَلَعتها
والدُخان
جعلتني أقرأُ الرسائلَ
التي تأتي إلي
كَمزاجِ النافوراتِ
ليقظمَ ذهنيَ

جُمَلاً ناقِصَةً
فيما أعني
لهذا التفسير
ويقظمُ فَمي
كُلَ ماتبقى
في صينيةِ السميط

شاعر عراقي/مقيم في تركيا
[email protected]