المشاريع الثقافية العربية للمنافسة فقط
الرقيب يزداد قوة في 2008 والمشاريع لخدمة السلطان
الرقيب يزداد قوة في 2008 والمشاريع لخدمة السلطان
سلوى اللوباني من القاهرة: المشاريع والاحداث الثقافية كثيرة في العالم العربي، ما بين مهرجانات وندوات ومؤتمرات وإصدار كتب إلى إنشاء جوائز ودور ترجمة وغيرها، ولكن هل تعتبر هذه المشاريع في خدمة المثقف العربي؟ هل تقوم ببناء جسور التواصل بين الحضارات؟ والاهم من ذلك هل عززت مكانة الثقافة العربية في المنطقة وعلى الصعيد العالمي؟ وايضا هل تساهم في إحداث التنمية الشاملة للمجتمع على اعتبار إن الإنسان المثقف أكثر عطاء من أي شخص آخر؟ توجهت ايلاف لمجموعة من الكتاب من بعض البلاد العربية للاجابة على هذه التساؤلات ولمعرفة ما هو الحدث الثقافي الاهم في عام 2008. شارك من سوريا الشاعر شوقي مسلماني، والاعلامي والروائي هاني نقشبندي من السعودية، والناقد والكاتب د. عبد الملك الاشهبون من المغرب، والكاتب والباحث د. احمد الفقيه من ليبيا، ومن لبنان الشاعرة والكاتبة غادا السمان، والكاتب حسن عجمي، ومن الاردن الروائية والاعلامية ليلى الاطرش والناشر والكاتب جهاد ابو حشيش، ومن الكويت ماضي الخميس الامين العام للملتقى الاعلامي العربي والاعلامية والشاعرة سعدية مفرح.
الحدث الثقافي لعام 2008
من اطرف الاجابات التي حصلت عليها بالنسبة لاهم حدث ثقافي لعام 2008 كانت انتخاب اوباما رئيسا للولايات المتحدة.. بما اننا مجرد مستعمرات غربية!! اما الحدث الثقافي الثاني فكان الرقيب.. لانه يزداد قوة، وهناك من اختار السلطان لان معظم المشاريع الثقافية تخدم مصالحه السياسية وغيرها، ومن الاحداث الثقافية التي لاقت اهتماما ايضا رحيل النوابغ الثقافية مثل درويش والنقاش والناشر مدبولي وغيرهم، اما جائزة بوكر العربية لاقت اهتماما ولكن مع بعض التحفظات، وايضا كان هناك اهتمام بمؤسسة محمد بن راشد واضافتها لمجتمع المعرفة اضافة الى حصول مسلسل الاجتياح على جائزة ايمي الامريكية، وأخيرا الهذيان بثقافة مثل نور ومهند ومسلسل باب الحارة!!
الرقيب والشللية والطائفية...
اجمعت الاجابات على أن الثقافة العربية لا تستجيب لتحديات العصر بسبب ازدياد سلطة الرقيب ومشاريع كثيرة لخدمة السلطان، فلم يعد مسموحا باي فكر تنويري وهذا فتح المجال امام الشعارات الرنانة من اشباه المثقفين... وايضا لا يوجد مخطط ثقافي عربي يصل بالثقافة الى كل مواطن عربي.. فمعظم هذه المشاريع والاحداث الثقافية عشوائية ولا يوجد بينها اي تنسيق او تنظيم وان هدفها ليس المثقف او الثقافة.. وانما لتسليط الضوء على منطقة معينة لتنافس منطقة اخرى.. وان آلية عملها تحكمها بعض الامراض المتأصلة مثل الشللية والاتفاق على الفائز قبل الترشيحات. أما الحل فهو يكمن بتغيير ثقافة المجتمع السائدة حتى تنمو ثقافتنا العربية وتمد جسور التواصل مع الحضارات وتعزز مكانتها.. وتغيير ثقافة المجتمع يعني الغاء الرقيب الذي يخدم أجندة السلطان، اضافة الى تحسين التعليم بتعزيز قيم الحوار والتسامح لان الطائفية لا تزال تحكمنا فيما بيننا فما بالك مع الاخر! أما التلفزيون الذي يعد أهم وسيلة اعلامية عليه التقليل من جرعة ثقافية معينة يبثها مثل باب الحارة ومسلسل نور ومهند والاهتمام بمسلسلات مثل الاجتياح! وأخيراً.. المثقف العربي ليس بحاجة لمشاريع ضخمة بقدر حاجته لمساحة من الحرية.
اجمعت الاجابات على أن الثقافة العربية لا تستجيب لتحديات العصر بسبب ازدياد سلطة الرقيب ومشاريع كثيرة لخدمة السلطان، فلم يعد مسموحا باي فكر تنويري وهذا فتح المجال امام الشعارات الرنانة من اشباه المثقفين... وايضا لا يوجد مخطط ثقافي عربي يصل بالثقافة الى كل مواطن عربي.. فمعظم هذه المشاريع والاحداث الثقافية عشوائية ولا يوجد بينها اي تنسيق او تنظيم وان هدفها ليس المثقف او الثقافة.. وانما لتسليط الضوء على منطقة معينة لتنافس منطقة اخرى.. وان آلية عملها تحكمها بعض الامراض المتأصلة مثل الشللية والاتفاق على الفائز قبل الترشيحات. أما الحل فهو يكمن بتغيير ثقافة المجتمع السائدة حتى تنمو ثقافتنا العربية وتمد جسور التواصل مع الحضارات وتعزز مكانتها.. وتغيير ثقافة المجتمع يعني الغاء الرقيب الذي يخدم أجندة السلطان، اضافة الى تحسين التعليم بتعزيز قيم الحوار والتسامح لان الطائفية لا تزال تحكمنا فيما بيننا فما بالك مع الاخر! أما التلفزيون الذي يعد أهم وسيلة اعلامية عليه التقليل من جرعة ثقافية معينة يبثها مثل باب الحارة ومسلسل نور ومهند والاهتمام بمسلسلات مثل الاجتياح! وأخيراً.. المثقف العربي ليس بحاجة لمشاريع ضخمة بقدر حاجته لمساحة من الحرية.
شوقي مسلماني: مشاريع لخدمة السلطان
أين المسألة؟ مشاريع في خدمة المثقّف؟ أم مشاريع لخدمة السلطان؟. مهرجانات ومؤتمرات وجوائز! لا بأس، لكن بشرط.. وهو ألاّ يبيع المثقّف ضميره. المثقّف لا يفقأ عينيه ليعمل أنّه لا يرى كيف يتورّم السلطان ويجتاح المكان ولا يترك حيِّزاً. المثقّف لا يفقأ عينيه ليعمل أنّه لا يرى الوحوش من كلّ حدب وصوب مقبلين لنهب بلاده. المثقّف هو أعلى صوت.. لا أخفض صوت. وإذا الآخر يقول بصدام الحضارات فلا بأس إذْ quot;يجترّquot; المثقّف العربي quot;حوارَ الحضاراتquot; إنّما عليه أوّلاً أن يدلّنا على حضارته في الحاضر لا في الماضي، فأين هي حضارة المثقّف العربي الآن؟ إنّها مقطّعة بإجرام داخلي وإجرام خارجي. أي مثقّف هو الذي في quot;الجيبةquot;.. أي مثقّف هو مثقّف quot;الكيروسينquot;؟.. أي مثقّف هو الذي يعطي ظهره ويتولّى من يفتك بأهله. بالأمس القريب قال شاعر quot;لكم قطيعكم.. quot; فلنتمعّن كيف آخرون quot;يُلابطونquot; في ساقية لكي يوهموا أنفسهم أنّهم يخوضون اليمّ الأجاج المتلاطم الأمواج، أم أقول: عن وعي سافل؟. الإشارة بإصبع الإتّهام لكي لا يكون اللصّ الأكبر وأعوانه، ها هنا المسألة.
هاني نقشبندي: الرقيب يزداد قوة ونزداد ضعفا
جزء من هذه المشاريع الثقافية فقط في خدمة المثقف العربي، والجزء الأكبر لخدمة المنافسة في الشكل لا المضمون. بمعنى، دمشق تنافس بيروت، القاهرة تنافس بغداد، ابو ظبي تنافس دبي.. وهكذا. كأنك تشعر ان كل الحراك الثقافي هدفه اثبات الوجود لا الثقافة بحد ذاتها. يفترض انها تقوم ببناء جسور التواصل بين الحضارات ولعل بعضها قد نجح في ذلك، بينما اخفق الآخر. لكن لا يمكن التواصل مع الحضارات الاخرى، ان لم نهتم بثقافتنا وبمثقفينا اولا. كيف يمكن ان تتصل، مجرد اتصال، بآخر من هاتف معطوب؟ وهذه المشاريع الثقافية لم تعزز مكانة الثقافة العربية في المنطقة او حتى على الصعيد العالمي... وايضا لم تساهم في احداث التنمية الشاملة.. واضيف هنا ليس الانسان المثقف وحده اكثر عطاء للمجتمع. نحن نتحدث هنا عن ثقافة مجتمع. والثقافة لا يعني ان تنحصر في القراءة والكتابة والادب. الثقافة هي في السلوك، في الاحترام، في العلم، في الامانة، وفي الاخلاص في العمل. الطبيب قد يكون اهم من المثقف ان اخلص لعمله. المثقف كذلك. حتى عامل النظافة قد يكون اكثر عطاء للمجتمع من المثقف ان اخلص في عمله... اما القضية الثقافية او الفكرية التي تشغل بالي وهي الحدث الثقافي الاهم كل عام: الرقيب.. يزداد قوة ونزداد ضعفا!
جزء من هذه المشاريع الثقافية فقط في خدمة المثقف العربي، والجزء الأكبر لخدمة المنافسة في الشكل لا المضمون. بمعنى، دمشق تنافس بيروت، القاهرة تنافس بغداد، ابو ظبي تنافس دبي.. وهكذا. كأنك تشعر ان كل الحراك الثقافي هدفه اثبات الوجود لا الثقافة بحد ذاتها. يفترض انها تقوم ببناء جسور التواصل بين الحضارات ولعل بعضها قد نجح في ذلك، بينما اخفق الآخر. لكن لا يمكن التواصل مع الحضارات الاخرى، ان لم نهتم بثقافتنا وبمثقفينا اولا. كيف يمكن ان تتصل، مجرد اتصال، بآخر من هاتف معطوب؟ وهذه المشاريع الثقافية لم تعزز مكانة الثقافة العربية في المنطقة او حتى على الصعيد العالمي... وايضا لم تساهم في احداث التنمية الشاملة.. واضيف هنا ليس الانسان المثقف وحده اكثر عطاء للمجتمع. نحن نتحدث هنا عن ثقافة مجتمع. والثقافة لا يعني ان تنحصر في القراءة والكتابة والادب. الثقافة هي في السلوك، في الاحترام، في العلم، في الامانة، وفي الاخلاص في العمل. الطبيب قد يكون اهم من المثقف ان اخلص لعمله. المثقف كذلك. حتى عامل النظافة قد يكون اكثر عطاء للمجتمع من المثقف ان اخلص في عمله... اما القضية الثقافية او الفكرية التي تشغل بالي وهي الحدث الثقافي الاهم كل عام: الرقيب.. يزداد قوة ونزداد ضعفا!
عبد المالك الاشهبون: المعارض الدولية تعلي من سلطة الرقيب
لا شك أن أي مشروع ثقافي في العالم العربي، في زمن سطوة الفضائيات والإنترنت، هو بكل تأكيد في خدمة المثقف العربي. فسواء تعلق الأمر بعقد المهرجانات، وهي مناسبة لتبادل الخبرات وتلاقح الأفكار، أو تنظيم ندوات ومؤتمرات في قضايا تخص راهن الثقافة العربية في مجال من مجالاته، أو إصدار الكتب التي باتت من الأمور التي تدخل في نطاق المغامرة غير المحسوبة العواقب، خصوصا إذا كان الكتاب بتمويل ذاتي لا مؤسساتي، لأن الوباء الذي انتشر في الأزمنة الأخيرة هو وباء النفور من القراءة. أما إنشاء جوائز جديدة، فهي ظاهرة صحية تشجع الكتاب على الخلق والابتكار في زمن لا يشجع على ذلك، كما أن تشجيع الترجمة واجب لا محيد عنه لمواكبة الركب، فبدون الانفتاح على آفاق الثقافات الأخرى، فإننا نحكم على أنفسنا بمراوحة الذات أو التراجع خطوات أخرى إلى الوراءhellip; غير أن كل هذه المشاريع التي نراها/ ونسمع بها هنا وهناك، إذا ما نظرنا إليها بعين متفحصة، سنجدها لا ترقى إلى طموحات الشعوب، ولا تستجيب لتحديات العصر، فهي تعد بالنزر القليل، مقابل الرهانات الكبرى المطروحة على الثقافة العربية من أجل مواجهة تحديات العولمة، وإكراهاتها... وهذا ما كشف عنه قبل أيام في التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الصادر عن مؤسسة الفكر العربي، وتشير هذه الأرقام إلى أن هناك كتابا يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنكليزي ولكل 900 ألماني، أي إن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراء في إنجلترا. وفي مقارنة مؤسفة أخرى وردت في تقارير وأبحاث مختلفة، فان الدول العربية وهي22 دولة يصل مجموع ما تصدره من الكتب تسعة آلاف كتاب جديد سنويا. أما مأساتنا في الترجمة فلها قصة أخرى، فيفترض مع تطور البشرية أن يزداد إنتاج المعرفة، ومنها الترجمة، ولكن عندنا نحن العرب، يحدث العكس، فقد كانت الترجمة عام 1970 تصل إلى 11 في الألف بالنسبة لما أنتج في سائر أنحاء العالم، أما في عام 1986 أي بعد ستة عشر عاما تراجع ما ترجم في الوطن العربي إلى 6 في الألف لتحتل بذلك المركز الأخير! ولنحصل على نتيجة أكثر إحراجا فان بعض الدراسات تقول إن إجمالي ما ترجمه العرب منذ عهد الخليفة المأمون حتى الآن يعادل ما تقوم به دولة أوروبية واحدة - هي إسبانيا - بترجمته في عام واحد. ناهيك عن أن معدل النسخ التي يصدرها الكاتب لا يتجاوز في أحسن الأحوال 3000 نسخة في حين صدرت للروائي البرتغالي باولو كويلهو 11 مليون نسخة باللغة البرتغالية فقط، من كتابه: quot;الخيميائيquot;، في الوقت الذي ما تزال بعض المعارض الدولية تعلي من سلطة الرقيب، وبمواصفات غير معقولة، فما معنى أن تمنع رواية quot;عمارة يعقوبيانquot; للروائي المصري علاء الأسواني في المعرض الأخير للكتاب المقام بدولة الكويت، ونحن نعلم علم اليقين أن ما من مشاهد لم يشاهد فيلم quot;عمارة يعقوبيانquot;، رغم أنه ليس بين الفيلم والرواية كثير الاختلاف في الأحداث.. فكيف نستطيع أن نرتقي بثقافتنا العربية، ونعزز مكانتها في المنطقة وعلى الصعيد العالمي ونحن لا زلنا أمام أساليب بدائية، تستعملها الجهات الرسمية والمدنية في مواجهة شرسة مع الكتاب، تحت تهم وذرائع نعتقد أنها واهية وغير مقنعة في زمن أصبح فيه العالم قرية صغيرة؟ !
لا شك أن أي مشروع ثقافي في العالم العربي، في زمن سطوة الفضائيات والإنترنت، هو بكل تأكيد في خدمة المثقف العربي. فسواء تعلق الأمر بعقد المهرجانات، وهي مناسبة لتبادل الخبرات وتلاقح الأفكار، أو تنظيم ندوات ومؤتمرات في قضايا تخص راهن الثقافة العربية في مجال من مجالاته، أو إصدار الكتب التي باتت من الأمور التي تدخل في نطاق المغامرة غير المحسوبة العواقب، خصوصا إذا كان الكتاب بتمويل ذاتي لا مؤسساتي، لأن الوباء الذي انتشر في الأزمنة الأخيرة هو وباء النفور من القراءة. أما إنشاء جوائز جديدة، فهي ظاهرة صحية تشجع الكتاب على الخلق والابتكار في زمن لا يشجع على ذلك، كما أن تشجيع الترجمة واجب لا محيد عنه لمواكبة الركب، فبدون الانفتاح على آفاق الثقافات الأخرى، فإننا نحكم على أنفسنا بمراوحة الذات أو التراجع خطوات أخرى إلى الوراءhellip; غير أن كل هذه المشاريع التي نراها/ ونسمع بها هنا وهناك، إذا ما نظرنا إليها بعين متفحصة، سنجدها لا ترقى إلى طموحات الشعوب، ولا تستجيب لتحديات العصر، فهي تعد بالنزر القليل، مقابل الرهانات الكبرى المطروحة على الثقافة العربية من أجل مواجهة تحديات العولمة، وإكراهاتها... وهذا ما كشف عنه قبل أيام في التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الصادر عن مؤسسة الفكر العربي، وتشير هذه الأرقام إلى أن هناك كتابا يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما هناك كتاب لكل 500 إنكليزي ولكل 900 ألماني، أي إن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراء في إنجلترا. وفي مقارنة مؤسفة أخرى وردت في تقارير وأبحاث مختلفة، فان الدول العربية وهي22 دولة يصل مجموع ما تصدره من الكتب تسعة آلاف كتاب جديد سنويا. أما مأساتنا في الترجمة فلها قصة أخرى، فيفترض مع تطور البشرية أن يزداد إنتاج المعرفة، ومنها الترجمة، ولكن عندنا نحن العرب، يحدث العكس، فقد كانت الترجمة عام 1970 تصل إلى 11 في الألف بالنسبة لما أنتج في سائر أنحاء العالم، أما في عام 1986 أي بعد ستة عشر عاما تراجع ما ترجم في الوطن العربي إلى 6 في الألف لتحتل بذلك المركز الأخير! ولنحصل على نتيجة أكثر إحراجا فان بعض الدراسات تقول إن إجمالي ما ترجمه العرب منذ عهد الخليفة المأمون حتى الآن يعادل ما تقوم به دولة أوروبية واحدة - هي إسبانيا - بترجمته في عام واحد. ناهيك عن أن معدل النسخ التي يصدرها الكاتب لا يتجاوز في أحسن الأحوال 3000 نسخة في حين صدرت للروائي البرتغالي باولو كويلهو 11 مليون نسخة باللغة البرتغالية فقط، من كتابه: quot;الخيميائيquot;، في الوقت الذي ما تزال بعض المعارض الدولية تعلي من سلطة الرقيب، وبمواصفات غير معقولة، فما معنى أن تمنع رواية quot;عمارة يعقوبيانquot; للروائي المصري علاء الأسواني في المعرض الأخير للكتاب المقام بدولة الكويت، ونحن نعلم علم اليقين أن ما من مشاهد لم يشاهد فيلم quot;عمارة يعقوبيانquot;، رغم أنه ليس بين الفيلم والرواية كثير الاختلاف في الأحداث.. فكيف نستطيع أن نرتقي بثقافتنا العربية، ونعزز مكانتها في المنطقة وعلى الصعيد العالمي ونحن لا زلنا أمام أساليب بدائية، تستعملها الجهات الرسمية والمدنية في مواجهة شرسة مع الكتاب، تحت تهم وذرائع نعتقد أنها واهية وغير مقنعة في زمن أصبح فيه العالم قرية صغيرة؟ !
غادا فؤاد السمان: ثقافة باب الحارة وهذيان نور ومهند
كان من الممكن أن نتوسّم خيرا من جملة النشاطات المُشار إليها في سؤال حافل ومكتظّ بكل المحرّضات التي تساعد على ولادة خطاب من العيار الثقيل، إلا أنّ المقام المُتاح لا يتّسع لأكثر من الإشارة وأخصّ بها هنا كلّ لبيب فقط، فلو أنّ المشاريع الثقافية تأتي أنيقة رشيقة على صهوة النزاهة والفعل الحصيف والنوايا السامية، كأن تكون الثقافة هي الهدف، والمثُقف هو الغاية، والهويّة هي الأساس، بعيدا عن المتاجرة بغطاء شرعي اسمه الحدث الثقافي أو المناسبة الثقافية، لكانت كلّ الخلطة المبينة مسمّياتها أعلاه يُمكن أن تثمر عن وليمة ثقافية كفيلة بإشباع جوع وريّ عطش كل الظامئين في العالم العربي إلى الثقافة الحقّة. والحضارات لا تحتاج إلى معرّف أو عرّاب أو مُرشد أو دليل، فهي كفيلة باستقطاب الضوء وجذب كافة الأنظار من كلّ حدب وصوب عندما تكون حضارة أصيلة وحقيقية، كالحضارة الفرعونية، والبابلية والآشورية والفينيقية والأموية والعربية عموما، كل هذه حضارات جسورها كانت ممتدّة بحدّة ومتانة لأنّها من شعاع، كما خيوط الشمس التي لا تترفّع إلا عن سراديب الظلام، والحضارة التي تقوم على فكر نيّر تُتَوارثُ بالتواتر الثقافي والمعرفي بين الأجيال، وليس بالتوتر الاستنسابي بين المُتثاقفين والمتزاحمين على حفنة الضوء. اما اذا كانت هذه الاحداث الثقافية قد عززت مكانة الثقافة العربية.. أجزم أنها استطاعت أن quot;تبتزّ quot; الثقافة العربية لا تعززها، وتنازعها على مكانتها لا تكرّسها، وذلك بالمزايدات الشعاراتية الفضفاضة، ومنذ أخذت على عاتقها دخول العالمية بالانفتاح على الآخر، خسرت كافة اسهمها، وبددت معظم أرصدتها، بحجّة الانفتاح، فالعالمية تبدأ بإغلاق الأفواه المتشدّقة أولا لإتاحة الفرصة بفتح العقول، التي تنبّه الأبصار، وليس العكس، فلا المؤتمرات أدّت الغرض، ولا الخطب الرنانة زادت حصانة الثقافة العربية، فالحضارات بوسعها أن تتحاور وتتساجل بدون وسطاء، عندما أخرجت الحضارة العربية أوروبا من عهد الظلمات لم يكن هناك طفيليون يتشدّقون باسم الحضارة، بل كان ثمّة مفكرون وعلماء وأدباء وشعراء ومتنورون، وصلوا بأبحاثهم القيمة، وليس بندواتهم ومناسباتهم المفتعلة. اما عن سؤالك اذا كانت الاحداث الثقافية قد ساهمت في التنمية الشاملة.. اقول شعار المثقف الحقيقي سابقا كان سعادة المجتمع ورقيّه وتساميه الذي يعتبره بحكم الانتماء quot; رقيّه quot; الذاتي، شعار مثقّف اليوم quot;أنا quot; ومن بعدي الطوفان بعدما بلغ مرحلة الانسلاخ من كل أصل. اما الحدث الثقافي العربي الذي اثار انتباهي لعام 2008 هو تعميم ثقافة quot;باب الحارة quot; وهذرها، وتكريس رواية هذيان quot;مهنّد ونور quot;.
ليلى الاطرش: مؤسسة محمد بن راشد ومسلسل الاجتياح
بالتأكيد المشاريع الثقافية في خدمة المثقف العربي وقد تغير الاهتمام بالكاتب العربي محليا وعربيا ودوليا، خاصة وأن دول الخليج بدأت بالجوائز المجزية التي غيرت حال كثير من الكتاب ماديا، وتتبنى مشروعات ثقافية تحتاج المال وجميعها لصالح الثقافة العربية إذا ما حققت أهدافها المعلنة. كما رفعت كثير من الدول قيمة الجوائز للإبداع، المشكلة في تعدد الفعاليات وتضاربها أحيانا وفي آلية عمل بعض لجانها التي تختار وتقيم. فأعضاء اللجان تحكمها الشللية واللون الواحد، وكثيرا ما يتفقون على الفائز قبل الترشيحات، إنها أمراض الثقافة العربية التي تأصلت وانتقلت إلى آلية الاختيار للأسف،، ، ثم في نظامها بحيث أن المؤسسات أو الوزارات هي التي ترشح أديبا أو كاتبا وتجديد سنوات الإصدار، وهنا لا يسمع أحد بالجائزة والترشيح لها إلا بعد الفوز،كما أن حصر زمن الإصدار أحيانا تحرم بعض أصحاب الحق منها. اما انها تقيم جسور التواصل بين الحضارات فالمؤتمرات والندوات وسيلة للحوار، ولكن مفعولها محدود جدا لأنها اقرب إلى الاحتفاليات الرسمية، ومقرراتها لا تلزم أحدا ولكثرتها لا تسمع عنها إلا من الصحف وأصبحت في معظم الأحيان موضوعاتها وروادها تقليديين يخضعون في اختيارهم لمزاج وعلاقات اللجان المشرفة. وبالنسبة لتعزيز مكانة الثقافة العربية هناك تغير بسيط جدا تجاه الثقافة العربية في الغرب، ولكن على المستوى العربي هناك مشاريع رائدة للثقافة المجتمعية كمشروع مكتبة الأسرة في مصر ثم اليمن والأردن، أما على الصعيد العالمي فهناك اسماء برزت لأنها كتبت بغير العربية، أو ترجمت فعرف عدد قليل مثل نجيب محفوظ وامين معلوف ونوال السعداوي وإدوارد سعيد ومحمود درويش ومحمد أركون، أما الترجمات الأخرى فالبكاد تعرف في الأوساط الأكاديمية. التنمية الثقافية هي مشروع تغيير الثقافة المجتمعية السائدة، ونشر الفكر التنويري بين الأطفال والشباب وقيم الحوار والتسامح وقبول الاختلاف، ويحتاجه كل بلد عربي لنشر الثقافة والقضاء على معوقات تحقيقها المادية والفكرية والاجتماعية، هي تغيير المفاهيم الاجتماعية السائدة، ولا تتأتى بمجرد مؤتمر أو ندوة تحضرها quot; النخبquot; من المثقفين أو المهتمين... اما أهم حدث ثقافي في عام 2008 بالنسبة لي.. ابتدأ العام بإشهار مؤسسة محمد بن راشد للارتقاء بالمعرفة والثقافة العربية، وينتهي بحصول مسلسل الاجتياح على جائزة إيمي الأمريكية لأول مرة في تاريخ الجائزة.
جهاد أبو حشيش: جائزة بوكر ولكن....
إنّ الرائي لهذه المشاريع الثقافية وكثرتها لابد يُسرُ للوهلة الأولى، إلا أن الفوضى وغياب الأهداف الحقيقية والمنهجية المدروسة التي يفترض أن تؤدي إلى تراكم حقيقي متنامٍ يُفرغ هذه المهرجانات والمشاريع من أهدافها الحقيقية، حيث نلاحظ أنها مجرد مهرجانات احتفالية لتسليط الضوء على هذه المنطقة أو تلك، وقد دفعت هذه المهرجانات الكثير من المثقفين لربط سقفهم الإبداعي بمتطلبات هذه المشاريع. في اعتقادي وحتى يستطيع أي مشروع ثقافي خلق جسور للتواصل بين الحضارات لا بد أن يكون القائمين على هذه المشاريع أصحاب رؤى نهضوية وبُنى ذهنية ديناميكية، ثم أن شرط التواصل قيام حركة ثنائية تبادلية متكافئة نوعا ما أو حرة على الأقل بين أقطاب الحضارات، أما ما تقوم به أو تنجزه هذه المشاريع من أعمال احتفالية فهو لا يؤدي إلى أكثر من انبلاج لحظي لومضة سرعان ما تنطفئ. هناك خلخلة داخلية لبنى الانتماء لدى الفرد العربي من جهة تجعله يشعر بلا جدوى الفعل أي كان أو قدرة هذا الفعل على تحقيق ما هو حقيقي في بنائه الثقافي ، ومن جهة أخرى فإن شعور هذا الفرد بالاستلاب تجعله انفعاليا أكثر منه فاعلا وبالتالي وفي ظل مشاريع ثقافية لا تعمل على خلق التراكم الحقيقي اللازم للبناء لن تؤدي بالضرورة إلى تعزيز ثقافة عربية فاعلة بقدر ما ستعزز لديه دوره الانفعالي اللاعقلاني. منذ سنوات والمشاريع والجوائز تتكاثر حتى أصبحت مجالا للمنافسة والتباهي، وأغلبها أفرغت من محتواها الثقافي المفترض، وعلى العكس جلّ ما لمسناه ذلك التردي الذي بات يفاجئنا بين الحين والآخر بارتدادات ماضوية تؤدي إما إلى رؤى انغلاقية متطرفة أو إفلاس فكري يؤدي إلى تمثّل الغرب بكينونته الكاملة. اما بالنسبة للحدث الثقافي في عام 2008 قد تلفت جائزة بوكر نظري ونظر الكثيرين في الوطن العربي لكنها تصبح باهتة أمام أي موضوعة تكفير حيث ترى الجدران تستنفر والرؤى تتساقط وحين تفتش قد تجد أن معظم من يشهرون سيوفهم لم يقرؤا أو يطلعوا على النص أصلا ، إن الإبداع الذي يظل خاضعا في سقفه لما هو خارجه سيظل ماضويا بالضرورة.
إنّ الرائي لهذه المشاريع الثقافية وكثرتها لابد يُسرُ للوهلة الأولى، إلا أن الفوضى وغياب الأهداف الحقيقية والمنهجية المدروسة التي يفترض أن تؤدي إلى تراكم حقيقي متنامٍ يُفرغ هذه المهرجانات والمشاريع من أهدافها الحقيقية، حيث نلاحظ أنها مجرد مهرجانات احتفالية لتسليط الضوء على هذه المنطقة أو تلك، وقد دفعت هذه المهرجانات الكثير من المثقفين لربط سقفهم الإبداعي بمتطلبات هذه المشاريع. في اعتقادي وحتى يستطيع أي مشروع ثقافي خلق جسور للتواصل بين الحضارات لا بد أن يكون القائمين على هذه المشاريع أصحاب رؤى نهضوية وبُنى ذهنية ديناميكية، ثم أن شرط التواصل قيام حركة ثنائية تبادلية متكافئة نوعا ما أو حرة على الأقل بين أقطاب الحضارات، أما ما تقوم به أو تنجزه هذه المشاريع من أعمال احتفالية فهو لا يؤدي إلى أكثر من انبلاج لحظي لومضة سرعان ما تنطفئ. هناك خلخلة داخلية لبنى الانتماء لدى الفرد العربي من جهة تجعله يشعر بلا جدوى الفعل أي كان أو قدرة هذا الفعل على تحقيق ما هو حقيقي في بنائه الثقافي ، ومن جهة أخرى فإن شعور هذا الفرد بالاستلاب تجعله انفعاليا أكثر منه فاعلا وبالتالي وفي ظل مشاريع ثقافية لا تعمل على خلق التراكم الحقيقي اللازم للبناء لن تؤدي بالضرورة إلى تعزيز ثقافة عربية فاعلة بقدر ما ستعزز لديه دوره الانفعالي اللاعقلاني. منذ سنوات والمشاريع والجوائز تتكاثر حتى أصبحت مجالا للمنافسة والتباهي، وأغلبها أفرغت من محتواها الثقافي المفترض، وعلى العكس جلّ ما لمسناه ذلك التردي الذي بات يفاجئنا بين الحين والآخر بارتدادات ماضوية تؤدي إما إلى رؤى انغلاقية متطرفة أو إفلاس فكري يؤدي إلى تمثّل الغرب بكينونته الكاملة. اما بالنسبة للحدث الثقافي في عام 2008 قد تلفت جائزة بوكر نظري ونظر الكثيرين في الوطن العربي لكنها تصبح باهتة أمام أي موضوعة تكفير حيث ترى الجدران تستنفر والرؤى تتساقط وحين تفتش قد تجد أن معظم من يشهرون سيوفهم لم يقرؤا أو يطلعوا على النص أصلا ، إن الإبداع الذي يظل خاضعا في سقفه لما هو خارجه سيظل ماضويا بالضرورة.
حسن عجمي: انتخاب اوباما رئيسا للولايات المتحدة
المشاريع الثقافية في العالم العربي ليست سوى مشاريع لتحقيق مصالح سياسية و اقتصادية رخيصة، و لذا هي ليست في خدمة ما يُسمَى المثقف العربي. و الحقيقة هي أنه لا يوجد مثقفون عرب بل مجرد أتباع لهذا الطاغية أو ذاك الدولار. فلو أنه توجد حقا ً مشاريع ثقافية ولو أنه يوجد حقا ً مثقفون عرب لوجدنا على الأقل الأعمال الكاملة للغزالي أو لإبن سينا بدلا ً من أن تكون أعمالهم مشتتة في كتب متفرقة وغير مُحقَّقة بدقة ولوجدنا الكتب العلمية و الفلسفية في مكتباتنا. وعلى أساس غياب المشاريع الثقافية الحقة وموت المثقف العربي نستطيع القول إننا لم نتمكن من مدّ أي جسر تواصلي بين الحضارات. بل على النقيض من ذلك مشاريعنا الثقافية أصبحت أسلحة إرهابية نقتل بها بعضنا البعض ما يتضمن أننا خارج الحضارة أصلا. نحن سوبر متخلفون لأننا نرفض العلم والمنطق ونستخدم العلم من أجل التجهيل. فمعظم مدارسنا و جامعاتنا ووسائل إعلامنا تنشر الجهل والتعصب المذهبي و الطائفي و كراهية الآخر. من هنا ماتت الثقافة العربية وزالت على صعيد الشرق الأوسط و العالم. يستحيل أن تؤدي مشاريعنا الثقافية الكاذبة إلى تنمية المجتمع لأنها مخادعة و تهدف إلى تطوير التخلف. فمعظم نصوصنا وخطاباتنا لا تعتمد على أي علم من العلوم كما تعارض المنطق كوقوعها في التناقض. كما أننا خسرنا المجتمع ، بل نحن مجرد قبائل طائفية ومذهبية متصارعة. لقد فقدنا إنسانيتنا من جراء رفضنا للمنطق والعلوم، و إذا لم نشارك الحضارة في إنتاج العلم وصياغة أفكار جديدة سنبقى عبيدا ً لأسياد العلم و المنطق. أما أهم حدث ثقافي عربي في سنة 2008 فهو انتخاب أوباما رئيسا ً للولايات المتحدة الأميركية. فنحن مجرد مستعمرات غربية.
أحمد الفقيه: رحيل نوابغ ومؤتمر الاصلاح العربي
ما تسميه مشاريع ثقافية كثيرة في العالم العربي لا اعتبره كثيرا ، ثم لا ارى انه يخضع كله لنسق وتنظيم وجدولة تتوخي الحصول على اكبر جدوى من هذه الانشطة الثقافية ، التي وان كثرت كما تقولين فهي قليلة، وان كبرت فهي صغيرة، وان جاءت ببعض الجدوى فهي جدوى قليلة، لاننا مازلنا نحتاج الى برامج ترغم الناس على القراءة وتضع الكتاب في متناول ايديهم صغارا وكبارا، وفي القري والحارات، وان نرى المكتبات العامة تنتشر والمراكز الثقافية كذلك لتجعل الثقافة كالماء والهواء لا ارى ان هناك مخططا ثقافيا عربيا يصل بالثقافة الى كل مواطن والى كل بيت قد تحقق حقا. طبعا لا ارى شيئا يتحقق على مستوى تقديم الفكر والادب والفن وسائر مناحي الثقافة العربية الى العالم الخارجي ونحتاج الى وقت طويل وجهد كبير لتقديم انفسنا للشعوب الاخرى كما حدث مع ثقافات اخرى ومجتمعات اخرى
العالم العربي بخيل بامواله على اي مشاريع ثقافية تتصل بتقديم الثقافة العربية وكمثل على ذلك فعلى ارفف اتحاد الكتاب العرب مائة رواية عربية هي الافضل من بين كل ما انتج من اعمال روائية خلال اكثر من مائة عام تقرر ترجمتها لعدد من اللغات ورغم مرور اعوام ورسائل طلب العون التي ارسلها الاتحاد للحكومات على مدى السنوات الخمس الماضية لم يحدث شيء. اسف لانني اعيد ضرب هذا المثل الذي يؤكد انه لا شيء يحدث على مستوى هذه الجبهة. حتى البرامج الثقافية وتلك التي تدعو الناس لقراءة الكتب وتقديمها لهم تعريفا وتشويقا للقراءة لا وجود لها في هذه القنوات الكثيرة التي تصل الى الاف القنوات والمنشأة باموال جهات حكومية في شرق الوطن العربي وغربه ، فمن اين ياتي هذا الكلام عن جهود ثقافية ومناشط ثقافية انها مناشط عشوائية عشوائية وليس هناك الا القليل القليل الممنهج والجاد والقائم على اسس سليمة. اما على مستوى الاحداث الثقافية واهمها لعام 2008 فاولا احب ان استنزل شآبيب الرحمة على ارواح النوابغ الذين رحلوا هذا العام امثال محمود درويش وسهيل ادريس وكامل زهيري ورجاء النقاش وسعد اردش وسمير العيادي في تونس وكل من خليفة حسين مصطفى وعلى صدقي عبد القادر في ليبيا. ولقد شرفت بان كنت طرفا في بعض المؤتمرات الثقافية لعل اهمها بالنسبة لي المؤتمر العام للرواية العربية الذي عقد مطلع هذا العالم بالمجلس الاعلى للثقافة العربية كما اعتز بمشاركتي في التحضير والمتابعة لمؤتمرات الاصلاح العربي التي تتواصل كل عام منذ انعقاد المؤتمر الاول عام2004 واعتقد ان الجهد الذي يبذل في هذا المجال هو الجهد الذي اعتبره اكثر اهمية لمصير ومستقبل المجتمعات العربية وهو الذي ثتبث حياتنا العربية انها اكثر احتياجا له من اي جهد آخر لان القضية هنا هي ان نكون ولا نكون كامة تسعي لتحقيق نهضتها وبناء مستقبل افضل لشعوبها هذا بعض ما يمكن قوله وهناك في القلب ما قد يتعذر البوح به والى غد افضل ان شاء الله.
ما تسميه مشاريع ثقافية كثيرة في العالم العربي لا اعتبره كثيرا ، ثم لا ارى انه يخضع كله لنسق وتنظيم وجدولة تتوخي الحصول على اكبر جدوى من هذه الانشطة الثقافية ، التي وان كثرت كما تقولين فهي قليلة، وان كبرت فهي صغيرة، وان جاءت ببعض الجدوى فهي جدوى قليلة، لاننا مازلنا نحتاج الى برامج ترغم الناس على القراءة وتضع الكتاب في متناول ايديهم صغارا وكبارا، وفي القري والحارات، وان نرى المكتبات العامة تنتشر والمراكز الثقافية كذلك لتجعل الثقافة كالماء والهواء لا ارى ان هناك مخططا ثقافيا عربيا يصل بالثقافة الى كل مواطن والى كل بيت قد تحقق حقا. طبعا لا ارى شيئا يتحقق على مستوى تقديم الفكر والادب والفن وسائر مناحي الثقافة العربية الى العالم الخارجي ونحتاج الى وقت طويل وجهد كبير لتقديم انفسنا للشعوب الاخرى كما حدث مع ثقافات اخرى ومجتمعات اخرى
العالم العربي بخيل بامواله على اي مشاريع ثقافية تتصل بتقديم الثقافة العربية وكمثل على ذلك فعلى ارفف اتحاد الكتاب العرب مائة رواية عربية هي الافضل من بين كل ما انتج من اعمال روائية خلال اكثر من مائة عام تقرر ترجمتها لعدد من اللغات ورغم مرور اعوام ورسائل طلب العون التي ارسلها الاتحاد للحكومات على مدى السنوات الخمس الماضية لم يحدث شيء. اسف لانني اعيد ضرب هذا المثل الذي يؤكد انه لا شيء يحدث على مستوى هذه الجبهة. حتى البرامج الثقافية وتلك التي تدعو الناس لقراءة الكتب وتقديمها لهم تعريفا وتشويقا للقراءة لا وجود لها في هذه القنوات الكثيرة التي تصل الى الاف القنوات والمنشأة باموال جهات حكومية في شرق الوطن العربي وغربه ، فمن اين ياتي هذا الكلام عن جهود ثقافية ومناشط ثقافية انها مناشط عشوائية عشوائية وليس هناك الا القليل القليل الممنهج والجاد والقائم على اسس سليمة. اما على مستوى الاحداث الثقافية واهمها لعام 2008 فاولا احب ان استنزل شآبيب الرحمة على ارواح النوابغ الذين رحلوا هذا العام امثال محمود درويش وسهيل ادريس وكامل زهيري ورجاء النقاش وسعد اردش وسمير العيادي في تونس وكل من خليفة حسين مصطفى وعلى صدقي عبد القادر في ليبيا. ولقد شرفت بان كنت طرفا في بعض المؤتمرات الثقافية لعل اهمها بالنسبة لي المؤتمر العام للرواية العربية الذي عقد مطلع هذا العالم بالمجلس الاعلى للثقافة العربية كما اعتز بمشاركتي في التحضير والمتابعة لمؤتمرات الاصلاح العربي التي تتواصل كل عام منذ انعقاد المؤتمر الاول عام2004 واعتقد ان الجهد الذي يبذل في هذا المجال هو الجهد الذي اعتبره اكثر اهمية لمصير ومستقبل المجتمعات العربية وهو الذي ثتبث حياتنا العربية انها اكثر احتياجا له من اي جهد آخر لان القضية هنا هي ان نكون ولا نكون كامة تسعي لتحقيق نهضتها وبناء مستقبل افضل لشعوبها هذا بعض ما يمكن قوله وهناك في القلب ما قد يتعذر البوح به والى غد افضل ان شاء الله.
ماضي الخميس: رحيل الناشر مدبولي
بكل تأكيد فان الملتقيات والمؤتمرات الثقافية والاعلامية العديدة التي تنشط في الوطن العربي حاليا تعتبر ظاهرة ايجابية تعود بالمنفعة الكاملة على الثقافة والاعلام العربي وكذلك المثقفين ، خاصة اذا كانت مثل هذه الأنشطة تتم بشكل جدي وفعال بعيدا عن الاستغلال التجاري او السياسي او خلافة. ان التواصل وتبادل الخبرات التي تتم من خلال هذه الانشطة المختلفة تعود بالفائدة بالتأكيد على تقريب وجهات النظر وتقليص الهوة بين الحضارات المختلفة.. كذلك هناك منافع عديدة بهذا الشأن، هناك محاولات عديدة من بعض الدول او بعض القائمين على مثل هذه الانشطة من اجل الارتقاء بها الى ابعاد ثقافية عالمية بعيدا عن البعد المحلي او الاقليمي ، خاصة وان تنظيمها يتم بشكل جدي تتطلع الى محاكاة المهرجانات والانشطة العالمية. ان مشكلة المنع والحبس والقمع للمثقفين في الوطن العربي لم تعد حوادث عارضة تستدعي أن يتوقف عندها الانسان ويعتبرها ابرز حدث خلال العام لانها للاسف صارت تتم بشكل دائم ومستمر اصبح المثقف فيه عرضة بشكل دائم للمنع والقمع والتنكيل.. واظن ان اكبر خسارة خلال 2008 هي رحيل عميد الناشرين العرب الحاج محمد مدبولي الذي كانت قصة حياته مضربا للمثل على الارادة والتحدي والعزيمة. وان الجهل هو جهل القلوب وليس العقول... فهذا الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب قدم للثقافة العربية الاف الكتب الهامة التي لا يستطيع تقديمها أعتى المثقفين.. رحمه الله. بقى أن اقول في شأن المهرجانات انني دائما من المنادين بضرورة التنسيق بين أبرز الاحدا ث الثقافية والاعلامية التي تقام في بقاع مختلفة من الوطن العربي بحيث تقام دون أن يحدث هناك تضارب بين مواعيدها ويكون هناك تنسيق بينها.
بكل تأكيد فان الملتقيات والمؤتمرات الثقافية والاعلامية العديدة التي تنشط في الوطن العربي حاليا تعتبر ظاهرة ايجابية تعود بالمنفعة الكاملة على الثقافة والاعلام العربي وكذلك المثقفين ، خاصة اذا كانت مثل هذه الأنشطة تتم بشكل جدي وفعال بعيدا عن الاستغلال التجاري او السياسي او خلافة. ان التواصل وتبادل الخبرات التي تتم من خلال هذه الانشطة المختلفة تعود بالفائدة بالتأكيد على تقريب وجهات النظر وتقليص الهوة بين الحضارات المختلفة.. كذلك هناك منافع عديدة بهذا الشأن، هناك محاولات عديدة من بعض الدول او بعض القائمين على مثل هذه الانشطة من اجل الارتقاء بها الى ابعاد ثقافية عالمية بعيدا عن البعد المحلي او الاقليمي ، خاصة وان تنظيمها يتم بشكل جدي تتطلع الى محاكاة المهرجانات والانشطة العالمية. ان مشكلة المنع والحبس والقمع للمثقفين في الوطن العربي لم تعد حوادث عارضة تستدعي أن يتوقف عندها الانسان ويعتبرها ابرز حدث خلال العام لانها للاسف صارت تتم بشكل دائم ومستمر اصبح المثقف فيه عرضة بشكل دائم للمنع والقمع والتنكيل.. واظن ان اكبر خسارة خلال 2008 هي رحيل عميد الناشرين العرب الحاج محمد مدبولي الذي كانت قصة حياته مضربا للمثل على الارادة والتحدي والعزيمة. وان الجهل هو جهل القلوب وليس العقول... فهذا الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب قدم للثقافة العربية الاف الكتب الهامة التي لا يستطيع تقديمها أعتى المثقفين.. رحمه الله. بقى أن اقول في شأن المهرجانات انني دائما من المنادين بضرورة التنسيق بين أبرز الاحدا ث الثقافية والاعلامية التي تقام في بقاع مختلفة من الوطن العربي بحيث تقام دون أن يحدث هناك تضارب بين مواعيدها ويكون هناك تنسيق بينها.
سعدية مفرح: رحيل محمود درويش
كل مشروع ثقافي جديد هو عبارة عن محاولة لرفد المشهد الثقافي العربي الراهن ، طبعا نحن لا ننكر أن هناك مشاريع مزيفة بمعنى أنها مشاريع مفتعلة من أجل ثقافة دعائية بحتة ، ولكن حتى هذه المشاريع الدعائية يمكن الاستفادة منها من قبل المتلقي أو الجمهور على صعيد توسع دائرة اهتمامه الثقافي بشكل عام. شخصيا لفتتني عدة مشروعات ثقافية مهمة أعلن عنها في السنوات الاخيرة في الامارات العربية المتحدة تحديدا منها على سبيل المثال مشروع متحف اللوفر ومشروع جائزة البوكر العربية وجائزة الشيخ زائد للكتاب وغيرها من المشروعات الأخرى... وهي مشروعات يمكن أن نصفها بالعالمية خصوصا انها تساهم فعلا في رفع درجة الاهتمام العربي بالتنمية الثقافية تحديدا. اما مدى خدمة هذه المشاريع وغيرها للمثقف العربي فأنا برأيي ان المثقف العربي ليس بحاجة لمشاريع ضخمة بقدر حاجته لمساحة من الحرية التي يستطيع ان ينجز تحت مظلتها ما يود انجازه ، فلا فائدة من مشاريع ضخمة تحترم الحجر ولكنها لا تحترم البشر وحقها في التفكير الحر والكتابة الحر والنشر الحر. اما بالنسبة لاهم احداث عام 2008 الثقافية فأرى ان رحيل الشاعر الكبير محمود درويش شكل حدثا ضخما ليس لصعيد اهمية الشاعر الراحل وحسب بل للمظاهر التكريمية والاحتفائية التي اعقبت هذا الرحيل وجعلت منه رحيلا مدويا فعلا.
كل مشروع ثقافي جديد هو عبارة عن محاولة لرفد المشهد الثقافي العربي الراهن ، طبعا نحن لا ننكر أن هناك مشاريع مزيفة بمعنى أنها مشاريع مفتعلة من أجل ثقافة دعائية بحتة ، ولكن حتى هذه المشاريع الدعائية يمكن الاستفادة منها من قبل المتلقي أو الجمهور على صعيد توسع دائرة اهتمامه الثقافي بشكل عام. شخصيا لفتتني عدة مشروعات ثقافية مهمة أعلن عنها في السنوات الاخيرة في الامارات العربية المتحدة تحديدا منها على سبيل المثال مشروع متحف اللوفر ومشروع جائزة البوكر العربية وجائزة الشيخ زائد للكتاب وغيرها من المشروعات الأخرى... وهي مشروعات يمكن أن نصفها بالعالمية خصوصا انها تساهم فعلا في رفع درجة الاهتمام العربي بالتنمية الثقافية تحديدا. اما مدى خدمة هذه المشاريع وغيرها للمثقف العربي فأنا برأيي ان المثقف العربي ليس بحاجة لمشاريع ضخمة بقدر حاجته لمساحة من الحرية التي يستطيع ان ينجز تحت مظلتها ما يود انجازه ، فلا فائدة من مشاريع ضخمة تحترم الحجر ولكنها لا تحترم البشر وحقها في التفكير الحر والكتابة الحر والنشر الحر. اما بالنسبة لاهم احداث عام 2008 الثقافية فأرى ان رحيل الشاعر الكبير محمود درويش شكل حدثا ضخما ليس لصعيد اهمية الشاعر الراحل وحسب بل للمظاهر التكريمية والاحتفائية التي اعقبت هذا الرحيل وجعلت منه رحيلا مدويا فعلا.
التعليقات