زبون(1):
جدران المقهى ترشح بنغمات قيثارة إسبانية..وهي على مقعدها المعتاد بانتظار الزبون المحتمل، تغازل سيجارة شقراء بيد، وبالأخرى أرقام هاتفها النقال..وعيناها على حركة الشارع.
حركة خفيفة مقارنة بأوقات الذروة..أجساد تلوح ثم يغيبها اللهاث، و..شاب يقبل جهة المقهى بخطى وئيدة..
الشاب الوسيم..حليق الذقن..ذو الخطى الوئيدة يقبل نحو المقهى ، وترى فيه زبونها القادم..quot;زبون جيد دون شك..يبدو ابن ناسquot;..معست عقب السيجارة في المرمدة، وتبادلت مع النادل بسمة متواطئة..
هو الآن لصيق بالواجهة الزجاجية..وسيم وحليق الذقن وابن ناس..
وهي محفزة لأداء دور الأنثى..
نظرة أخيرة: انفجر!

زبون(2):
في هذا اليوم الأغبر، و لحدود الساعة، حملت إلى أماكن متفرقة الأشخاص التالين:
زوجين يختصمان في طريقهما إلى المحكمة.
مخمورا لم يكف عن شتم كائنات لامرئية.
امرأة داعرة.
أستاذا قال إن خراب التعليم عنوان خراب الدول.
شرطيا لم يؤد ndash;بالطبع- ثمن الرحلة.
ورجلا لم يفصح عن نواياه..رجلا رهيبا يجلس الآن على المقعد الخلفي، وشبيها درجة البلبلة، بالصور المنشورة لقاتل سائقي التاكسي المبحوث عنه.
استدراج:
هناك إرادتان تتجاذبان بشراسة:
- إرادة امرأة كل همها زوج تأخر في طرق الباب.
- وإرادة فقيه شهوته الوحيدة الجسد الفياض لامرأة أثخنت روحها سنون انتظار طويل.
هكذا..وبعد غروب الشمس سبع مرات، هي المدة الضرورية لطرد الشؤم من حياتها..ناولها فيها أعشابا لإزالة كدورات النفس، وتمائم لرد العين، تحل اللحظة الحاسمة الآن:
عليه أن يخط طلاسمه على جسدها العاري!
روائح أبخرة تضوع في المكان..
أبخرة ترخي الجسد
تكبل الحواس
أبخرة مدوخة..
ويد تتحسس أسرار الحديقة
..........
هبت من رقدتها..خرجت، الهاتف المحمول في اليد:
- ألو..الغبي..يعتقد أن كل النساء يزرنه لنفس الهدف: البحث عن زوج..ترى هل يكتشف صوره على النت؟

حتمية تاريخية:
أتلفوا العلامات وقالوا:
quot;شق طريقكquot;..
...............
ها إني أحث الخطى، تدفعني الريح إلى الهاوية.