حياة الرايس من تونس:ينطلق اليوم ال25 من هذا الشهر معرض تونس الدولي للكتاب في دورته السادسه و العشرين و يتواصل حتى 4 ماي المقبل. و كعادته يعود و في جرابه عديد الإصدارات الجديدة وعشرات الالاف من العناوين و المضامين المتاتية من مختلف انحاء العالم... و قد ارتفع عدد دور النشر ليشمل هذه الدورة 1025 مؤسسة تمثل 31 دولة و خمسة منظمات دولية مختصّة و قد بلغ عدد العارضين 319 عارضا ما بين تونسيين و اجانب و ستشارك دول الاتحاد الاوروبي لاول مرة مجمعة في جناح مشترك و ستخصص اجنحة كبرى للمضامين الرقمية الى جانب الكتاب التقليدي الورقي.
يعتبر المعرض ايضا محطة ثقافية و تظاهرة متنوعة المضامين و الانشطة الفكرية و الادبية والفنية و المهنية تستقطب و جوها و شخصيات من ابرز الاسماء الابداعية الوطنية و العربية و الدولية....
و من اهم الانشطة المبرمجة ندوة دولية كبرى تحت عنوان: quot; من ترجمة الكلمات الى حوار الثقافات quot;تشارك فيها عديد المؤسسات الثقافية الاجنبية و المركز الوطني للترجمة تمشيا مع السنة الوطنية للترجمة التي تعيشها البلاد التونسية طوال هذه السنة...
كما سيقام يوم دراسي بفضاء المعرض حول quot; مهن الكتاب quot; بالتعاون مع المعهد الفرنسي للتعاون و المؤسسات الجامعية و الهياكل المهنية المعنية بهذا الموضوع و كذلك ندوة حول موضوع quot; تصدير الكتاب التونسي ـ الواقع و الآفاق ـ quot; و اخرى حول موضوع quot; الجوائز الادبية quot;و دورها في التشجيع على الكتابة بمشاركة عديد المؤسسات الاقتصادية الخاصة.
يوم للشعر الشعبي و يوم للشعر الفصيح يشارك فيهما ثلة من الشعراء التونسيين و الضيوف العرب نذكر من بينهم الشاعر المصري المعروف السيّد حجاب الى جانب الفضاءات اليومية التي يخصصها المعرض للتعريف بالاصدارات الجديدة و بمؤلفيها و حصص الامضاءات كتقليد دأب عليه المعرض على غرار سائر معارض الكتاب في العالم.
كما سيتم افراد عدد من كبار الكتاب العرب و الاجانب بلقاءات خاصة يتم خلالها الحوار معهم حول كتاباتهم و القضايا التي يطرحونها فيها و من ابرز الادباء المدعوين: فرنسواز نيسان،شربل داغر،أندري جوس، فرنسواز ويلمارت، جيزيل سابيرو، إيزابيل كاميرا، جوناس حسن و هو كاتب تونسي مقيم بالمهجر والكاتب المصري بهاء طاهر و الكاتبان الفرنسيان جيلبرت سينويه و اريك امانويل شميت و جيلبرت سينويه هو كاتب فرنسي من أب مصريّ وأم ذات أصول فرنسيّة أما جدّته لأمه فكانت يونانيّة فنشأ على تنوّع ثقافيّ تجلّى في أغلب آثاره.
استقرّ بعد دراسته في اليسوعيّة، في لبنان ثم انتهى به المطاف في باريس سنة not;1968 فتلقى دروسا في الموسيقى، في درا المعلمين العليا. وهناك درّس في مرحلة لاحقة فكان مدرّسا مبدعا لنصوص شعرية أداها أبرز مطربي فرنسا من أمثال نيكول كروازيل وكلود فرونسوا وجون كلود باسكال وداليدا وماري لافوراي.. ثم الأغنية، تفرّغ للكتابة الأدبيّة فتنوّعت آثاره بين رواية ومقالة وسيرة ومن بين ما كتب، quot;الياقوت الأزرقquot; وquot;الأرجوان وشجرة الزيتونquot; وquot;ابن سينا أو طريق أصفهانquot; وquot;المصريةquot; وquot;بنت النيلquot; وquot;صمت الإلهquot; وquot;العقيد والطفل الملك، سيرة مزدوجة لجمال عبد الناصر والملك فاروقquot;. حاز على عدة جوائز من بينها جائزة المكتبيين سنة 1996 عن أثره quot;كتاب السفيرquot; وعلى الجائزة الأدبيّة الكبرى 2004. ترجمت آثاره إلى العربيّة والألمانيّة والكوريّة واليابانيّة والروسيّة...
و لذلك لا نستغرب ان تكون محاضرته التي سيلقيها ضمن انشطة المعرض حول المقارنة بين محمد على و نابولين بونابرت: و عن quot; عوامل التقارب و عوامل التباعد بينهما؟quot; وما نقاط الائتلاف والاختلاف بين قدريهما؟ و هل تجوز المقارنة بين هاتين الشخصيتين؟.
امّا أريك امانويل شميت فهو كاتب روائي ومسرحي فرنسي، ولد بليون سنة 1960، درس الفلسفة فأحرز شهادة التبريز و أعد أطروحة جامعيّة بعنوان ديدرو والميتافيزيقا، ثم درّسها لاحقا بالجامعات المختلفة. وإليها ينسب الفضل في إنقاذه، أيّام مراهقته المتمرّدة، من نزعة العنف الكامنة فيه، فقد وطّنته على الثقة بالنفس ومنحته شعورا بالحريّة أما المسرح فقد عمّق فيه طاقته الإبداعيّة. عاش تجربة غامضة، إثر رحلة صحراويّة شتاء 1989، فتعمق في داخله الشعور بquot;المطلقquot; واستحوذت عليه فكرة أن quot;كل موجود مبرّرquot; فأخذت بمجامع قلبه ودفعته إلى كتابةٍ يمثّل الدين محورها الذي تدور عليه مختلف آثاره.كتب الرواية (نصيب الآخر، عندما كنت أثرا فنيّا..) والمقالة (ديدرو أو فلسفة الإغواء) والسيرة الذاتيّة (حياتي مع موزار) والنص المسرحيّ (مدرسة الشيطان، ألف نهار ونهار..). وانجذب إلى السمعيّ البصري فكتب السيناريو السينمائي (السيد إبراهيم وأزهار القرآن..) والسيناريو التلفزي وحوّل بنفسه بعضا من أعماله الروائيّة إلى أفلام.
كفل له إبداعه الغزير والمتنوّع الحصول على عديد الجوائز في فرنسا وألمانيا وسويسرا.. ترجمت نصوصه إلى عشرات اللّغات.
و عن بهاء طاهر فهو كما هو معروف أحد أهم الروائيين العرب، حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب بمصر عام 1998. و لئن انتسب لجيل الستينيات، فإنّ قدرته على التجدّد كفلت له مكانة متميزة، في خارطة الرواية العربيّة والقصصية لا تزال تتنامى وتتبلور.صدرت له عديد الروايات، منها: quot;خالتى صفية والديرquot; وquot;الحب في المنفىquot; وquot;شرق النخيلquot; وquot;ذهبت إلى شلالquot; وquot;قالت ضحىquot; وquot;نقطة نورquot; كما نشر مجموعات قصصية شأن quot;الخطوبةquot; و quot;بالأمس حلمت بكquot;. فضلا عن الدراسات الأدبية والنقدية والترجمة.فاز سنة 2008 بجائزة البوكر عن روايته quot;واحة الغروب: هذه الرواية التي يعود فيها إلى نهايات القرن التاسع عشر، وبداية الاحتلال البريطاني لمصر. فبسبب شكّ السلطات فى تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغانى وأحمد عرابى، يُرسل ضابط البوليس محمود عبد الظاهر، إلى واحة سيوة. فيصطحب زوجته quot;كاثرينquot;، امرأة شغوفة بالآثار، باحثة عن مقبرة الإسكندر الأكبر، فينغمسان في عالم الثراء ولكنّ أهل الواحة يجبرونهما على مواجهة مع الذات في زمن تختلط فيه الانتهازية والخيانة والرغبة بالحب والبطولة. تقدم الرواية رؤية للعلاقة بين الشرق والغرب بمستوييها الإنساني والحضاري وبما فيها من صراع وتوافق.
و مما يجدر التنويه به في هذا المعرض هو لفتة الوفاء النبيلة للكاتب التونسي الكبير quot; مصطفى الفارسي quot; الذي رحل عنا في غضون هذه السنة و المتمثلة في اقامة تظاهرة خاصة به تتضمن قسمين:
القسم الأول: bull; معرض قارّ يحتوي مؤلفات الكاتب مصطفى الفارسي و مجموعة من صور فوتغرافية تجسّد مسيرته من الطفولة إلى الوفاة.
bull;عرض متواصل لمدّة يوم كامل لشريط تلفزي أنجزته قناة 21 عام 2001 حول مصطفى الفارسي. القسم الثاني:bull;ندوة أدبيّة يشارك فيها- الدكتور محمد طرشونة: الرواية في أدب الفارسي.- الدكتور فوزي الزمرلي: خصوصيات القصّة القصيرة في تجربة الفارسي السرديّة.- سمير العيّادي: حديث عن مسرح الفارسي.
و تنتهي الندوة بقراءة لجزء من نص قصصي لم ينشره الفارسي.
bull; شهادات لشخصيّات عاشرت مصطفى الفارسي.