عسل وفير

انتِ ارتقيتِ سلما فيٌ
ارتقيتِ
ارتقيت
حتي حجبتك الغيوم.
وكنت وهبتك شمسي الساطعة
فكيف حل ظلامك، فجأة، كيف؟
يا لجمالك المخوف.
رقتها، يا قارئي، شجتني
واسلمتني الى هيام اين منه هيامك ايها البطر
شياهها، والتي هي ايامها، زرقاء
طعمها رضاب الالهات؛
هذا النبيذ المشمس الذي حمل جراره الكلدانيون في عربات
تجرها ثيران حكيمة، ولها خوار تقشعر له الملوك
وتذوب تيجانهم.
يا لجمالها المحروس.
فيا مقاتلتي بشعر طويل وأظافر حلوة
يا راعية الاهازيج التي روحها عسل وفير
ذهب ايامي وفضتها لك
ويوم مرضت، يوم لسعت عقارب رفيف كتفيك وشمعدانهما
الم اطوقك بكوثرها؟
الم اطعمك بهجتها الشافية؟
لكنك ارتقيت سلما فيٌ
ارتقيت : الى اين يأخذك حسنك؟
انتِ ارتقيت حتى حجبتك الغيوم
***
مطر آخر
الى احمد عبد الحسين
المطر.... اين؟
ما الذي حل به؟
وجثته... ماذا صنعتم بها؟
احلم به طوال قعودي
وطوال قيامي احلم اني سائر تحته
ومن حولي نايات عظيمة تصدح
وملائكة على دفف صوفية ينقرون
وفي عيني اعداء يتصالحون.
المطر الذي تحج اليه قامات النخيل
والمنائر الذهب.
المطر العراقي النازل من كل عين
المتجمهر في كل جرح
والمبحرة فيه يمامات الذكرى
وملائكة الذكر
المطر... اين؟
وجثته... في ايما بئر القيتموها؟
***
اختاه
أما زال باب خوفك على مصراعيه ينفتح
كلما ضحك الاب
فكبف اذا غضب؟
لست انكيدو لاصارعه
ولا امرأة لارقق سطوته
انا طفل وجدته معا في ليل عراق مولع
بجمع النياشين من صدور رجاله الصرعى.
هل تفهمين ما لااود قوله
ولا اقدر غير ان اتمرس في فن كتمانه؛
فيٌ منك حنين يتشبه بك
واشبهه بملائكة يتراشقون حول قلبي بالسهام
قلبي العاري؛ لو ان سهما اصابه
لنزفت شوقا اليك حتى اصل الدار... داركُِ
انت التي ترقدين في قبر
اكلته السنين
اختاه
ماذا افعل؟
***
الشجرة
لسنا سوى هذه الشجرة التي
ترتجف وحيدة في الوطن الخالي
من ايما ذكرى للهواء، والتي
تتدلى منها طيور ميتة.
شجرة مشنقة.
طيور لا تحصى.
وطن هو العالم كله.
***
رهينُ الاسى
الا يا ام دفر
يا امنا الدنيا
لا راية لي فيك ِ
الا الاسى؛
فيا لابتلال ارجائي بالدمع.
ما اكون، وما انا؟
كأني يد امرأةٍ عمياء
يدها التي تكتشف في الظلام
هل يدها مصباحها؟
يدها الممدودة، الآن،
هل يدها سؤال: يد الله، اين؟
ورحمته، متى؟
هل انا صوتها حين تكلم نفسها في المنام؟
لا راية لي فيكِ؛
رايتي ارجوان يتصبب
على جلود عراة، غاضبين
وسائرين الى السماء.
لا عنوان لي فيكِ
الا الغيوم
اذ تمطر، تمطر
على عمياء سائرة الى: متى، واين؟
لا عنوان لي فيكِ
يا ام دفرٍ
ولا راية؛
الا بياض ساطع، شاسع
قد يكون طيبة قلبي
او يكون الكفن.
2008