عبدالله السمطي من الرياض: يبدو أن فترة التسعة أشهر - التي فصلت بين صدور العددين الثاني والثالث من دورية أدبي الطائف (وج)- لم تكن كافية لهيئة تحريرها والقائمين عليها لتقديم مادة أصيلة ومتميزة لقرائها، حيث احتوى عددها الصادر مؤخرا (يوليو2009م) على عدة مواد سبق نشرها في صحف ومجلات ورقية ومواقع الكترونية ومنها قصة قصيرة بعنوان (قصة) للأديب السعودي ضيف فهد والتي سبق وأن نشرت في موقع (جسد الثقافة) وغيره قبل أكثر من عام. ونفس الأمر حدث مع قصة الأديب السعودي صلاح القرشي (صمت) التي نشرتها المجلة بعد قيام منتديات (جسد الثقافة) أيضا بنشرها بتاريخ 24-8-2008م.
القائمون على المجلة وبطريقة أو بأخرى ضمنوها أيضا نصا شعريا للشاعرة السعودية أشجان الهندي بعنوان (خروجا عن النص) وقد سبق لمجلة (نزوى) الثقافية العمانية نشر هذا النص قبل عدة أشهر على صفحاتها الورقية وعلى موقعها الإلكتروني (العدد رقم 57)، ومجلة (نزوى) من المجلات الثقافية الشهيرة والرصينة في العالم العربي وتحظى بمتابعة كبيرة من المهتمين بالشأن الثقافي.
(وج3) نشرت قصيدة للشاعر اليمني محمد سالم الحداد عنوانها (رتوش الصبابات) وهذه القصيدة هي عنوان ديوان شعري للشاعر صدر قبل تسعة أعوام تقريبا.
أما المقالة الأدبية (السطوع في نص الآخر) للكاتب المصري سيد محمد قطب فقد نشرتها المجلة، رغم أنها موجودة في موقع الدكتور على النت من قبل صدور المجلة بما يقارب العام.
المجلة نشرت أيضا دراسة عن كتابات الرحالة (بيركهارت) عن رحلته من جدة إلى الطائف للدكتور عدنان عبد البديع اليافي عن الطائف وقد سبق نشر جزء منها في موقع (المنتديات المكية) وقبل صدور المجلة أيضا.
إن إعادة نشر النصوص في دورية تصدر مرة كل عام تقريبا يثير تساؤلات عن حقيقة متابعة القائمين على تلك المجلة للحراك الثقافي المحلي والعربي والذي تمثل مجلة (نزوى) العمانية و(منتديات جسد الثقافة) أحد مشاهده الحية وأبرز ملامحه.
كما إن عملية (النسخ واللصق) التي مارستها المجلة في توفير مادتها التحريرية يثير أيضا تساؤلا مشروعا عن مدى حرص القائمين عليها على تميز المجلة واحترامهم للقارئ الذي ينتظرها عاما كاملا ليجدها بعد ذلك تعيد نشر نصوص سبق له قراءتها والاطلاع عليها ورقيا وأحيانا التفاعل معها عبر منتديات النت المفتوحة.
(وج) أدبي الطائف أوردت اسم جبل (كرا) الشهير الواقع بين مكة المكرمة والطائف هكذا (قرى)، وكان يفترض بالقائمين عليها التنبه لمثل هذا الخطأ وتصحيحه وإن كانت تلك التهجئة من قبل الرحالة فينبغي الإشارة لها في الهامش لا سيما وهيئة تحريرها تضم أكاديميا وأستاذا للتاريخ!
الأستاذ الشاعر أحمد البوق كتب افتتاحية العدد وذكر فيها أن (وج3) جاءت ترسيخا لشكلها الجديد الذي استقرت عليه من عددها الثاني!!
والقارئ يحاول أن يفهم مفهوم الشكل والترسيخ والاستقرار لدورية لم يصدر منها الا ثلاثة أعداد فقط.