ذهـاب
لا أستطيع أن أذهب إلى النوم وحدى. كانت يدها تقودنى عبر دهليز مضاء بالأصفر الباهت إلى سريرى. تجلس على حافة السرير بضع دقائق وتتطلع بهدوء إلى وجهى. كنت أنظر إلى عينيها كأنى أنظر إلى بحيرة. تلمع نجوم فى السقف فأغمض عينى قليلا ثم أفتحهما فأجدها جالسة بمكانها وقد رسمت على وجه البحيرة خطوطا تسميها الضحك. هذه الخطوط اللينة التى تظهر على وجهها هى الضحك. أقلد خطوطها فتقول لى:quot;وجهك رائعquot;. فأمرغ وجهى بالوسادة وأنظر اليها عبر فتحة ضيقة من الأغطية فتسحب خطوطها أو تمحيها، فأرفع الغطاء وأنظر اليها ثانية فتعود الخطوط كما كانت... أرفع جسدى قليلا وأذهب نحوها فتنحنى على وهى تحأول إعادتى للنوم فأسبقها:quot;قبلينىquot;.... أفوز بقبلتها وأعود إلى الوسادة لكى استأنف طريقى إلى النوم. اليوم حالما أغمض عينى يتسلل إلى نومى قطيع من الفئران، فئران بنية اللون، وفئران رمادية اللون، تقضمنى على مهل وبعذوبة فائقة، وعندما تنتهى من عملها أكون فى سبات عميق. استيقظ فأجد بعض الخربشات وبعض قطرات الدم على جسدى.

مداعبة
كنت أداعب شفرة سكين كأنى أداعب بظر امرأة...لذة تسرى فى بدنى مثلما يسرى المخدر، لذة مريرة ومتوهجة، تجتاح كل خلاياى، كل العظم، وتسكن فروة الرأس...لذة تغلى، أسمع صوت أبخرة تصعد من جلدى. رأيت أشباح اللذة تلمع تحت وهج الشهوة العارمة، شهوة لا تقأوم للقتل، للدم. شفرة السكين تلمع بينما quot;كاموquot; يتنزه على شاطىء مشمس، رمال ناعمة تتسرب إلى أنبوب الروح، هذه الروح التى تنخر العمود الفقارى، تقطع المسافة، الآن، باقصى سرعة، من فروة الرأس حتى أخمص القدم، لا شىء يضاهى سرعة الروح وهى تشتهى التنزه من أجل الدم... الروح دم يتخثر فى الأوردة وفى الشرايين، تجاعيد تصعد إلى الوجه بغتة بينما يلتهم الفم الطعام الجاهز فى علب الصفيح أو الورق المقوى.
[email protected]