التناظرات السريعة للطقس

في صرخة يوثقها القلق الثقيل. أهبط وأقرّب وجهي الى دخان المتاهات في الأحلام،
وفي التمزقات المسهدة لحيرتي ولعثمتي أمام الأوراق المبعثرة لأشجار الورد. تصقل
الهاوية، المرآة السوداء لموتي، ويفرّ من بين يدي المصباح الموصل الى الغفران العظيم
للآلهة. دغل يشق الهياكل العظمية لأرض طفولتي، ويحجب عنّي الرؤيا في إيكات الماضي
وتصدعاتها العميقة. عبّاد شمس موتي وظلاله الشديدة التي تتموج مثل حمم البركان. يوسع
لي الدروب ويقرّب اشراقة العلامة النحيلة لفنائي. التناظرات السريعة للطقس، تحول ضرباتها
صوب أسراري وتقوي ايماني في الضغائن الحارة ضد الحراشف المنقبضة للموت.

رسائل جاري الميت

يكتب لي جاري الميت من باريس أشياء تجعلني أشعر بضرورة الحصول على كمّادات.
رسائله التي بالكاد أفك الغازها تبدو لي عميقة وتساعدني على تخطي هذه الجماجم التي
أتعثر فيها في كل حين وأنا أذهب الى مكان العمل. آهٍ، كم هي جميلة رسائل الموتى.
ما ينبغي الاعتقاد فيه الآن هو العلاج الكيميائي للامعقول في مدينة العين الصامتة
جرّب. سيبه. دياربكر. باريس. بغداد. فاطمة. ماري. سرجولة الخ الخ الخ.
وما يشبع نهمنا الآن هي البروتينات الزرقاء للبرونز في فجر الصيف ومصابيحه.
شيف. شيفا. تفقد النحلة بكارتها في فيء موانىء الكاوا وال إم إم. قوس قزح تيار
بحرنا في المضاجعات التي نتوق فيها الى الموت. يشبه كلمة صينية من دون كوخ.
بيرانيك. لا لا لا جاراني يسكن في الأندلس ويمضي الشتاء في دينغ دينغ شي شي.
قاده. قاده جناحو الى معبد بوذي حيث تشرق الشمس في حامت. حامت خشخاشة.
جاري رجل مصري ميت ويرفع سلة خبزه فوق رأسه الذي له أغصان تشبه ريش الديك.
يقول لقطته التي تتسلق الحافة الحادة للعالم من أجل الامساك بطائر من طيور طروادة
{ عسلكِ زمنكِ، لكنكِ لا تعرفين لذة تذوق الطعام في الفردوس }. جار ميري. جار ميري
بي يمليكا. بي تدعيمة. بر بر بر بر مايانا ويغلط في حساب الأرقام. ويسهر في
الترنحات الطويلة للضحك. تو. ذابت الايروتيكا في المركبة الفضائية. تو. أعانني على
سرقة نقود الأسماك. جار زلي. جار زلي. نام وأوصد أبواب مدينة الساعة في قبره المنطادي.

البرونز البرّاق لانفجار الكلمة

صف بطاريق طويل يبني أعشاشه في ليل شواطىء جبيني، والمياه النحيلة تعبر بصمت
من تحت جسر { الشهداء }. كم من الجحيمات تلزمني للتخلص من صرير الذكريات المنحوتة
في سهري وفي جروح حياتي؟ لا نافذة تضيء لانقاذي من هذه الطيور وصخبها الوحشي ولا
لهب يزيح الصخرة الثقيلة عن طريقي. حياتي مأسورة في تصدعات وخسارات كبيرة، وينحرف صوبها الغرق في السرّ، وفي تحطم القوارب في البرونز البرّاق لانفجار الكلمة. سنوات طويلة
أربّي الألم في كل خريف، وحصادي الصمت في الشقوق الملساء للكلمة. يرحل الصيف، وتنطفىء القناديل، وصرخات طيور البطريق لا تفارق أنفاسي، ولا الشواطىء المظلمة لجبيني وأخاديده.


لا الطبيعة حيّة ولا النار في قمم المدينة

يتسلل أريج الخزامى من ينابيع قبركِ الى الطرق الصخرية المتهدمة لحياتي، وأراكِ في الليل
تطيرين وسط القناديل اللامرئية فراشة جريحة. بعدكِ لا الطبيعة حيّة ولا النار في قمم المدينة.
لا حلم لي الآن، ولا جسر يوصلني الى حيث ترقدين مع أشباح القرون الوسطى. نامي واحفظي
الجرح. كل سرّ يومض بجرحه. لا فكرة تطبق على الجذع المتصدع لنومي، ولا امكانية لي للطيران في ايماءاتكِ التي يدعمها الاحتراس، وتصونها شفافية اليقظة المستريبة.

4 / 8 / 2009 مالمو

[email protected]