قال وزير الإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة quot;إن أي نادٍ أدبي من الأندية الستة عشر في السعودية يجهز جمعيته العمومية ولو في الغد، سنساعدهم فورا في الترتيبquot;. في وقت تقدمت فيه إدارة النادي الأدبي في الشرقية بالاستقالة لعدم قدرتها على تجهيز الجمعية العمومية لمثقفي المنطقة.

عبدالله آل هيضه وعبدالله السمطي من الرياض: أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن الوزارة تعطي الأندية الأدبية استقلاليتها وكيانها وإرادتها الثقافية الخاصة في تشكيل مجالس إدارتها، وفي تكوين الجمعية العمومية، بوصفها تمثل نشاطا اجتماعيا وأهليا، وأن الوزارة لا يتسنى لها لوحدها أن تشكل جمعيات عمومية لكل الأندية.

وذكر الدكتور عبدالعزيز خوجة في حديثه لإيلاف أن أي نادٍ أدبي من الأندية الستة عشر في السعودية يجهز جمعيته العمومية ولو في الغد، سنساعدهم فورا في الترتيب.
وعن سؤال لإيلاف حول تحديد موعد زمني لكل نادٍ أدبي لتشكيل جمعيته العمومية قال الدكتور عبدالعزيز خوجة: سنحدد موعدا زمنيا بإذن الله، ولكن لا يمكن اتهام المجالس الحالية بهذه الطريقة.

وعن سؤال حول مدى استقلالية الأندية الأدبية عن الوزارة، أكد الدكتور عبدالعزيز خوجة استقلالية الأندية وقال: أنا مؤمن بأن الأندية الأدبية جزء من المجتمع الأهلي المدني، وأريد أن يكون لها استقلالها عن الوزارة، ولها حيثياتها، في الانتخابات وتعيين مجلس الإدارة، أنا أريد أن تكون للأندية كينونة خاصة بها، ولها حريتها في ذلك.

وعن سؤال حول مدى إمكانية دعم القطاع الخاص للأندية الأدبية كما يحدث مثلا في النادي الأدبي في الرياض، أكد الدكتور عبدالعزيز خوجة أنه يعتبر الأندية جزءا من نشاطات المجتمع الأهلي، وأن أي قطاع يسهم ويساعد في الميزانية على أساس دعم النشاط الثقافي بحيث يبرز أكثر فلا ضير في ذلك، بل أعتقد أن هذا شيء طيب.

وعن قبوله الاستقالة الجماعية لمجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية في الدمام، قال الدكتور عبدالعزيز خوجة: هذا أمر واضح لا لبس فيه، وقد ناقشنا المجلس المستقيل، وذكرت لهم أننا كيان واحد، وأكدت لهم أننا سنجتمع لمناقشة الأوضاع المالية والإدارية لكنهم رفضوا أن يجتمع بهم أحد، وصمموا على الاستقالة. والوزارة لا يتسنى لها أن تشكل هي الجمعيات العمومية، بل إن لكل نادٍ حيثياته ورجاله، وينبغي أن يقوم كل نادٍ بتشكيل الجمعية العمومية وإجراء الانتخابات، فللأندية استقلالها وكيانها.

بدوره، قال رئيس نادي الشرقية الأدبي المستقيل جبير المليحان في حديث خاص quot;لإيلافquot; إن عدم وجود مرجعية للتواصل مع النادي عجلت بالاستقالة الجماعية، وقال المليحان إن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية وإدارة الأندية الأدبية كانتا غائبتين تماما عن التواصل والرد على الخطابات المرفوعة لهما.

وأضاف المليحان أن تأخير الميزانية لأكثر من ستة أشهر جعل النادي يوقف أنشطته وأوقف إصدار المطبوعات الخاصة به وكاد يغلق بابه، إضافة إلى إصدارات المثقفين والمثقفات التي تأجل إصدارها أكثر من مرة بسبب الدعم المالي الذي طال أكثر من ستة أشهر منذ بداية الأنشطة الجديدة. مؤكدا أنه تم صرف الميزانية الخاصة بالنادي قبل أربعة أشهر فقط.

وقال المستقيل من رئاسة النادي المليحان إن الوزارة طلبت حصر عدد المثقفين والمثقفات لكل ناد أدبي، إلا أن النادي أبلغ الوزارة أكثر من مرة أن النادي يغطي ثلث السعودية ومثقفيه يعدون الأكبر والأكثر على المستوى الوطني.

وأضاف أن ذلك يستدعي ميزانية كبيرة لقيام الموظفين التابعين للنادي بالانتقال من مدينة لأخرى لإحصاء المثقفين والمثقفات، بدءا من رأس تنورة شمالا حتى الخفجي جنوبا. وقال المليحان إن الرد جاء من الوزارة عدم استطاعتهم تلبية ذلك وصرف المبالغ لعدم توفرها.

ولم يخف المليحان تحرج النادي ومجلس إداراته المستقيل من عدم فتح باب العضوية للمثقفين الراغبين في الانضمام إليه وقال: quot;إن هذا السبب الرئيس لكنه ليس وحيداquot;، وأضاف أن النادي أغلق الباب كثيرا في وجه الراغبين في الانضمام إلى عضويته بسبب عدم تفعيل آلية الجمعية العمومية المنبثقة من اللائحة الأساسية للأندية الأدبية الصادرة منذ شهر تموز/يوليو من العام الحالي. التي يقوم بموجبها أعضاء الجمعية باختيار مجلس الإدارة عن طريق الانتخاب.

وقال المليحان إن النادي ليس بحاجة لأن يثبت نفسه مقارنة مع الأندية الأدبية السعودية الأخرى، مؤكدا أن النادي هو quot;المميز بين الأندية الأدبية خلال الخمس سنوات الماضية رغم الظروف التي تحيط بالنادي من قلة دعم ومبنى متهالكquot;، وقال المليحان إنه لم يعلم حتى الآن من هم أعضاء مجلس إدارة النادي الخلف لمجلس إدارته، لكنه تمنى لهم النهوض بالنادي أكثر من سلفهم.

وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة عيّن مجلسا جديدا للنادي الأدبي في الشرقية بعد قبوله استقالة مجلس إدارة جبير المليحان، مؤكدا في بيانه لوكالة الأنباء السعودية الجمعة أنه لم يجد صعوبة في جمع عدد من المثقفين لتشكيل مجلس إدارة جديد لمدة عام حتى تكتمل ترتيبات قيام الجمعيات العمومية وإجراء الانتخابات لاختيار مجالس للأندية الأدبية.

وطالب الوزير خوجة المثقفين والمثقفات بأن يقوموا بدورهم التنويري حتى تصل الثقافة السعودية إلى أفضل مراحلها كما هو حال السعودية وفق بيانه، مطالبا كذلك بعضهم بقيام الجمعيات العمومية لجميع الأندية الأدبية.

وتعيش الأندية الأدبية في السعودية مرحلة جديدة بعد إقرار وزارة الثقافة والإعلام اللائحة الأساسية لها قبل أربعة أشهر. في ظل بعض من الأحداث التي تعرض لها المثقفون والمثقفات وكذلك المحافل الثقافية من اعتداءات وإلغاء للكثير من الأمسيات والندوات في الأندية الأدبية، إضافة إلى تخوف كبير من بعض المثقفين سيطرة للتيار الديني على مجالس الأندية الأدبية التي تقر عن طريق الانتخاب وفق الجمعيات العمومية.