إعداد عبدالاله مجيد: قال خبير ايطالي ان رفات الايطالية التي جلست امام ليوناردو دافينشي حين رسم الموناليزا انتهى به المآل الى مزبلة البلدية في مدينة فلورنسا.
ولدت ليزا غيرارديني صاحبة الابتسامة الغامضة في الموناليزا عام 1542 في مدينة فلورنسا وُدفنت في مقبرة دير سانت اورسولا. وعلى امتداد قرون بعد ذلك مر الدير بتحولات اصبح فيها معمل تبغ تارة ومنشأة جامعية تارة اخرى حتى قررت شركة عقارية في ثمانينات القرن الماضي تحويله الى مقر لشرطة الضرائب الايطالية.
لم تكن الشركة العقارية تعلم ان الدير هو مثوى السيدة التي ارتبط اسمهما بأشهر عمل أبدعه دافينشي. فهذه الحقيقة لم تُعرف إلا في عام 2007. وخلال العمل على بناء مرآب للسيارات تحت الأرض حُفرت أُسس الدير ومعها قبور مدفنه. ثم نُقلت الأنقاض الى مكب البلدية على اطراف فلورنسا.
ويؤكد غوزيب بالانتي الخبير الايطالي المختص بأعمال دافينشي والذي امضى ثلاثين عاما في دراسة الأرشيفات للتحقق من مثوى ليزا غيرارديني الأخير، ان رفاتها نُقل الى المكب الذي اصبح الآن تلا يكسوه العشب البري.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن بالانتي ان قبور الدير فُقدت ومما يبعث على الحزن انه عندما هُدم الدير في الثمانينات لم يفكر أحد في أهميته التاريخية وقيمة تحفه الأثرية. واضاف انهم لم يريدوا سوى بناء مقر لشرطة الضرائب ثم تخلصوا من المواد التي حفروها. واعرب بالاتني عن شعوره بالأسى لتدمير قبر ليزا غيرارديني صاحبة الموناليزا دون ان يدرك أحد مَنْ هي في حينها.
يُعتقد ان غيرارديني ولدت في فلورنسا عام 1479. وفي السادسة عشرة اصبحت الزوجة الثانية لتاجر الحرير الثري فرانشيسكو ديل جيوكوندو الذي انجبت منه خمسة اطفال. وبعد وفاته انتقلت الى الدير حيث أمضت السنوات الأربع الأخيرة من حياتها. وتوفيت عن 63 عاما في سنة 1542، بحسب وثيقة عثر عليها الخبير بالانتي خلال ابحاثه قبل ثلاث سنوات.
أنجز دافينشي البورتريه التي اصبحت معروفة باسم الموناليزا الموجودة الآن في متحف اللوفر، في عام 1506 حين كانت غيرارديني في نحو الرابعة والعشرين من العمر.