كامل الشيرازي: ألّح عديد المثقفين والأدباء والشعراء والشخصيات في الجزائر، على الغوص مجددا في أعمال الأديب الجزائري الراحل quot;الطاهر وطارquot;، وكانت أربعينية وطار مناسبة للمطالبة بتسريع جمع الأعمال الكاملة لصاحب quot;الشهداء يعودون هذا الأسبوعquot; الذي ترجمت إبداعاته إلى عشر لغات.
الجزائر: في أربعينية فقيد الرواية الجزائرية، ركّز الدكتور بوزيدة عبد الله على حتمية البحث في الأعمال الخالدة لوطار والتعمّق في تحليلها على غرار ما تقوم به الأمم الأخرى في تبجيل وتخليد علمائها ومثقفيها.
وأيّد الأستاذ quot;قاسم بلحاجquot; نظرة بوزيدة، حاثا على ضرورة الاهتمام والحرص على جمع كل كتابات من كان يُنادى quot;العم الطاهرquot;، والتعريف بها أكثر وإيصالها للأجيال، في حين اعتبر د/بوزيدة أنّ الفقيد ساير جميع المراحل التاريخية للجزائر، وأرّخ لها بأفكاره الحرة، مشيرا إلى أنه لا يمكن التعامي عما دوّنه أحد كبار تجليات الأدب الجزائري المعاصر، ومواكبته البارعة لكل ما جرى في دواخل المجتمع الجزائري والتحولات التي طبعت هرميات السلطة المحلية، مثل quot;قصيد في التذللquot; التي كتبها وهو على فراش الموت، وانتقد من خلالها المثقفين ومسؤولياتهم في وسطهم الاجتماعي.
من جانبه، لفت الأستاذ quot;ياسر عرفاتquot; المسؤول على مستوى وزارة الثقافة الجزائرية، إلى عزم الأخيرة تكريم الفقيد بما يليق بمقامه بمناسبة تنظيم الصالون الدولي للكتاب في الجزائر أواخر الشهر القادم، كاشفا عن صدور طبعة كاملة لأعمال الراحل في حلة جميلة قريبا.
بدوره، توقف الأستاذ quot;محمد التينquot; مطوّلا عند مسار وطار الذي استمرّ نصف قرن، والتقى مع الدكتورين quot;عمار طالبيquot;، وquot;أحمد منورquot; في عظمة الرجل وروعة ريشته التي ولّدت تراثا خصبا للتدارس، ما يجعله بنظر الدكتور quot;علي ملاحيquot; والكاتب quot;جمال فوغاليquot; ظاهرة أدبية فريدة من نوعها جديرة بالبحث المستمر.
من جهته، قال الأستاذ إبراهيم عباس إنّ وطار رجل ولد بفكرة في غير زمانه، بينما رأى الكاتب quot;الطاهر يحياويquot; أنّ الساحة الثقافية افتقدت برحيل وطار صوتا قويا في الدفاع على الثقافة الجزائرية واللغة العربية، لا سيما مع جرأته وتحديه، تماما مثل الساحة الثقافية المغاربية والعربية والإفريقية التي افتقدت في الراحل اسما شامخا.
أما الدكتور quot;عبد القادر عميشquot; فنوّه بنجاح وطار في جمع كل الأفكار رغم تباينها من خلال جمعية الجاحظية التي أسسها قبل ثمانية عشر سنة، وظلت تتخذ الثقافة محورا تتقاطع فيها كل ألوان الطيف، وهو ما ركّز عليه الدكتور quot;مخلوف بوكروحquot; الذي ذهب إلى أنّ وطار من المثقفين الذين أدركوا طبيعة المؤسسة الثقافية وأجاد ممارسة الفعل الإبداعي باقتدار.