الممثل ديريك جاكوبي

إعداد عبدالاله مجيد: قرر مسرح دونمار ويرهاوس في لندن تجريب طريقة مبتكرة لإيصال الأعمال التي تُقدم على خشبته الى جمهور اوسع من الحاضرين في القاعة. إذا اعلنت ادارة المسرح ان مأساة شكسبير الرائعة quot;الملك ليرquot; ستُصور اثناء تمثيلها على المسرح وتُعرض في آن واحد على شاشات 300 دار سينما في انحاء العالم.
وستُقدَّم المسرحية على الخشبة وفي دور السينما بالتعاون مع المسرح الوطني البريطاني ابتداء من 3 شباط/فبراير المقبل.
وكان مسرح دونمار ويرهاوس اثار استغراب النقاد والجمهور منذ سنوات لتقديمه اروع الأعمال المسرحية بمشاركة ممثلين كبار في قاعة لا تتسع لأكثر من 250 مقعدا. وقال مديره الفني مايكل غرانيج ان المسرح يتلقى ملاحظات عن صغر المساحة المتاحة للجمهور منذ سنوات وان المسرح حاول طيلة هذه الفترة توسيعها بمقاعد اضافية في ليلة العرض والانتقال الى ويست ايند / حي المسارح في وسط لندن، لمدة عام قدم خلالها أعمالا بينها مسرحية هاملت.
وكانت هذه التكنولوجيا الجديدة استُخدمت اول مرة في نيويورك ببث عمل اوبرالي ثم نقلَها المسرح الوطني البريطاني الى لندن. وقال غرانيج ان الشكوك ساورته في البداية ولكنه شاهد مسرحيتين جالسا في دار عرض بعيدة عن المسرح فاقتنع بانها طريقة ناجحة. واكد ان قبوله بفكرة الجمع بين وسطين مختلفين هما المسرح والسينما لم يكن سهلا. واوضح ان العنصر الحاسم في هذه الفنون هو التمثيل الحي. فالعمل المسرحي يحدث الآن، انه اليوم الذي نعيشه ولن يُسجل على quot;دي في ديquot;. وعندما يشهد المرء عملا مسجَّلا يبدو وكأنه قطعة في متحف. ولكن التكنولوجيا الجديدة تسخر السينما لنقل العمل المسرحي حيا.
ما زالت التفاصيل التقنية لعملية البث قيد الدرس ولكن غرانيج واثق بأن الخشبة التي تقدم عليها مسرحية quot;الملك ليرquot; بمشاركة 22 ممثلا وممثلة لن تزدحم بالكاميرات التي ستصورها وتنقلها الى دور السينما. وقال غرانيج ان خشبة مسرح دونمار اكبر مما يتصور البعض.
تعتبر quot;الملك ليرquot; من اروع الأعمال الإبداعية في الأدب الغربي وهي تستطلع طبيعة الوجود الانساني ذاته بثنائيات مثل الحب والواجب، السلطة وخسارتها، الخير والشر.
يقوم بدور الملك لير الممثل القدير السر ديريك جاكوبي ويخرجها مدير مسرح دونمار الفني نفسه مايكل غرانيج ليجددا تعاونهما السابق في انتاج quot;العاصفةquot; وquot;الليلة الثانية عشرةquot; من بين اعمال شكسبيرية أخرى.
يبدأ الموسم الجديد للبث المسرحي المباشر برعاية المسرح الوطني في الخريف ناقلا أفضل اعمال المسرح البريطاني الى دور عرض في انحاء العالم. ويُفتتح الموسم في 14 تشرين الأول/اكتوبر وصولا الى تقديم هاملت في 9 كانون الأول/ديسمبر ببثها مباشرة من المسرح الوطني.
وكان 150 الف شخص في 22 بلدا شاهدوا اعمالا مسرحية نُقلت اليهم مباشرة من المسرح الى السينما في الموسم الأول لهذه التجربة الفنية الفريدة.